شهدت محافظة الجيزة أجواء ساخنة قبل ساعات من بدء العملية الانتخابية، التي تبدأ صباح الأربعاء، حيث شهدت جولات مكثفة من المرشحين والقوائم لأماكن الكتل التصويتية، وتبادل المرشحون والقوائم الهجوم خاصة من قبل الأحزاب التي اتهمت «الحرية والعدالة» و«النور» باستخدام المنابر لتوجيه الناخبين لانتخاب مرشحيهما وتهديدهم بأنهم سيكونون «آثمين» إذا لم يفعلوا ذلك.
ففي دائرة جنوب الجيزة، التي تضم أقسام «الجيزة وأبو النمرس والحوامدية والبدرشين والعياط والصف وأطفيح وبولاق الدكرور والعمرانية والطالبية»، ظهرت المنافسة الشرسة للفوز بمقاعد الدائرة العشرة بمجلس الشعب.
واشتكى بعض المرشحين من حرب الدعاية الدينية، التي وصلت إلى حد قول شيوخ المساجد فوق المنابر: «من ينتخب غير أحزاب التيار الإسلامي آثم إلى يوم الدين».
ويتنافس في الدائرة 9 قوائم حزبية منها قائمة حزب «الحرية والعدالة»، التي يتصدرها الدكتور عصام العريان، نائب رئيس الحزب، وعزب مصطفى، النائب السابق، وتضم جمعة البدري وأحمد عبده شابون، النائب السابق، وعددا من الوجوه الجديدة.
ويتصدر قائمة حزب «النور» السلفي محمد الكردي ووجدي الصيفي والدكتور أحمد جبريل وعماد العمدة.
أما قائمة حزب «الوفد» فيتصدرها اللواء عبدالوهاب خليل، مدير أمن أكتوبر السابق، ثم نافع هيكل، العضو السابق بالمجلس المحلي للمحافظة، فيما تضم قائمة «الكتلة المصرية» سالم أبوشنب، العضو المستقل في برلمان 2010، وفيصل أبو عريضة، وعبدالرشيد هلال، نائب الشعب السابق عن حزب «التجمع» في برلمان 2010 أيضا، وخالد إمام.
وينافس حزب «الإصلاح والتنمية» بقائمة يتصدرها محمد بدوي دسوقي وجمال أبو عوض، النائب السابق، وسيد حسب الله وفتحي جمعة، فيما ينافس حزب «المحافظين» بقائمة يتصدرها عماد الدرجلي، النائب السابق، والشيخ حلمي لاشين.
ويدخل حزب «الوسط» بقائمة يتصدرها مهندس علاء البحيري، وقائمة حزب «الغد» يتصدرها عاصم الجمل.
وأكد سالم أبو شنب، متصدر قائمة «الكتلة المصرية»، إن القائمة «ستفوز بـ4 مقاعد على الأقل، لأن بها مرشحين أقوياء لديهم خبرة التربيطات الانتخابية مع التكتلات الرئيسية في الدائرة رغم الحرب التي يشنها التيار الديني».
أضاف: «التيار الديني يحاربني بشكل كبير»، فقد «ادعوا أنني رقم 3 في القائمة ولست رقم واحد، ثم كفروني وقالوا إن من ينتخب (الكتلة المصرية) آثم إلى يوم الدين، وإن الكتلة ستبيح الزنا والدعارة في الشوارع، بالإضافة إلى أنهم وضعوا ملصقات ضخمة فوق ملصقات (الكتلة) خاصة من قبل حزب النور».
وأوضح أن هناك حربا «غير شريفة» في الدائرة إلى جانب تمزيق اللافتات وسرقة البوابات الخشبية.
وتشهد دائرة شمال الجيزة، والتي تنافس فيها 11 قائمة، صراعا بين القوائم، وداخلها، وهو ما ظهر في قائمة حزب «الوفد»، حيث اتهم الدكتور عمر مروان، المرشح على قائمة «الوفد» بدائرة شمال الجيزة، حزبه بـ«خداعه واستغلال أمواله في تحقيق شعبية يفتقرها المرشحون على القائمة بالدائرة».
وأوضح مروان في تصريحات لـ«المصري اليوم» أن ترتيبه تراجع من الثاني إلى العاشر في القائمة، دون إخطاره بذلك، بعد قيام الحزب بإسناد 6 أقسام من الدائرة له وتكليفه بالدعاية الانتخابية والحشد الجماهيري وتنظيم المؤتمرات، ليبلغ إجمالي ما أنفقه 500 ألف جنيه منذ انضمامه إلى قائمة الحزب في أكتوبر الماضى.
وأشار مروان إلى أنه تقدم بتظلم للدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، لوضعه في الترتيب الثاني في القائمة، «دون جدوى».
وفي سياق متصل، قررت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة إلغاء قرار اللجنة العليا للانتخابات بقبول أوراق اللواء سفير نور، الذي يتصدر قائمة حزب «الوفد» في دائرة شمال الجيزة بصفة «فلاح» وتحويله إلى «فئات»، في الدعوى التي أقامتها المحامية شيرين نصر.
وتشهد دائرة شمال الجيزة حالة من تفتيت الأصوات الشديد بمنطقتي أوسيم ومنشأة القناطر، اللتين تتركز بهما أكبر الكتل التصويتية بالدائرة بين القوائم، التي يتصدرها أعضاء الحزب الوطني المنحل السابقين من جهة، وقائمتا حزب «الوسط»، والتي يتصدرها نادر السيد، و«النور» السلفي، التي يتصدرها الدكتور عادل عزازي من جهة أخرى، الأمر الذي يصب في مصلحة قائمة حزب «الحرية والعدالة».