أكد خبراء اقتصاديون أن الاقتصاد العالمي يتجه إلى الدخول في نظام جديد لا يميل إلى الاشتراكية أو الرأسمالية، على خلفية المظاهرات المناهضة للرأسمالية.
وقال الدكتور فخري الفقي، المساعد السابق لمدير صندوق النقد الدولي، إن الاقتصاد العالمي سيشهد مولودا جديدا خلال السنوات الخمس المقبلة، بعد فشل «الرأسمالية المتوحشة»، التي أدت إلى اقتناص القلة للثروات، مما تسبب في سوء تطبيق العدالة الاجتماعية.
وأضاف الفقي، في تصريح لـ«المصري اليوم»، أن النظام الجديد، سيرتكز على إدارة مخاطر السوق، بما يصب في مصلحة العدالة الاجتماعية، مع الاحتفاظ بحرية السوق، ولكن مع زيادة الاهتمام بالمستهلك.
ولفت إلى أن الاحتجاجات التي ضربت «وول ستريت» ولندن وإيطاليا واليونان، كان سببها العدالة الاجتماعية، وهو نفس الهدف الذي قامت من أجله الثورات العربية.
ومن جانبه، قال الدكتور رشاد عبده، خبير الاقتصاد، إن هناك نظام اقتصادي يقع بين الرأسمالية والاشتراكية، وتقوم بتطبيقه حاليا الدول الاسكندنافية، وهو يسري بقواعد السوق الحر، مع عدالة التوزيع، ويطلق عليه اسم «الطريق الثالث».
وأضاف أن مجموعة من رجال الأعمال العالميين، وعلى رأسهم الأمريكي بل جيتس، الرئيس السابق لشركة «مايكروسوفت»، قام بالتنازل عن نصف ثروته للفقراء وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وطالب عبده بضرورة الاستمرار في تحرير الأسواق مع فتح استيراد السلع التي تشهد تضخما في أسعارها دون مبرر، مما يزيد من المعروض، مشيرا إلى أن معدل التضخم في أمريكا لا يتعدى 0.1%، بسبب تنوع المنتجات.
وأكد أن مصر تشهد سيطرة مجموعة من الرأسماليين على سلعة أو اثنين، مما يؤثر على الأسعار، وهو ما يحتاج إلى زيادة المعروض، وزيادة تدخل الحكومة مع فرض سياسة «المنافسة الكاملة»، وتوفير العديد من البدائل للمستهلك.
ودعا عبده، حكومة الجنزوري، إلى تفعيل دور المجمعات الاستهلاكية في مواجهة الغلاء، والعودة إلى الجمعيات الفئوية، والتي قام بإنشائها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مع إقامة شوادر في الأقاليم لتكون منافذ للسلع الاستهلاكية.
من جانبه، أكد الدكتور صلاح جودة، مدير مركز الدراسات الاقتصادية، أن النظام الاقتصادي العالمي الجديد، سيشهد «تهذيبا» للرأسمالية، ولن يميل كما دعا الكثيرون إلى «الاقتصاد الإسلامي».
وأشار جودة إلى أن التغيير سيحد من «توحش» الرأسمالية، لكن سيظل هناك سوق حر، خاصة أن أكبر 10 بنوك في العالم يسيطر عليها 25 يهوديا، وهم بعقيدة مرسخة تظن أن الرأسمالية هي الأسلوب الأمثل، لكن الاحتجاجات في وول ستريت وغيرها سيكون لها دور في هذا التغيير.
من جانبه، أكد الدكتور مختار الشريف، أستاذ الاقتصاد، أن النظام الرأسمالي تسبب في إثارة الثورات داخل البلدان العربية، وذلك بسبب سوء عدالة التوزيع.
وأوضح الشريف أن المجتمع الدولي يتجه حاليا إلى العمل بنظام جديد من شأنه السماح للحكومات بالتدخل في الأسواق سواء بمنافسة القطاع الخاص لإحداث توازن، أو تحديد هوامش ربح.