انطلقت، أمس، أولى الرحلات التجارية لقطار الحرمين فائق السرعة الذى يربط بين مدينتى مكة المكرمة والمدينة المنورة.
انطلق أول القطارات من المدينة باتجاه مكة لمسافة 450 كيلومترا، مرروا بمدينة جدة الساحلية، ويحمل على متنه 417 راكبا، بالتزامن مع رحلة أخرى فى الاتجاه المعاكس لقطار حمل العدد نفسه من الركاب، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية «واس».
كان العاهل السعودى، الملك سلمان بن عبد العزيز، قد دشن فى 25 سبتمبر الماضى مشروع «قطار الحرمين»، ووصفه مسؤولون سعوديون بأنه أكبر مشاريع النقل فى المنطقة، وأوضح مسؤولون بقطاع النقل أن 35 قطارا يمكنها السفر بسرعة 300 كيلومتر فى الساعة، ستعمل على الخط الذى سيقلل مدة السفر بين المدينتين من عدة ساعات إلى ساعتين فقط.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن تكلفة مشروع السكك الحديد تجاوزت 16 مليار دولار، وتبلغ قيمة التذكرة للدرجة السياحية من مكة إلى المدينة نحو 20 دولارا، فيما يبلغ سعر التذكرة لدرجة الأعمال 33 دولارا.
ووقعت السعودية فى عام 2011 اتفاقا مع تحالف إسبانى ينص على تشييد خط السكك الحديد وشراء 35 قطارا سريعا، فضلا عن عقد للصيانة مدته 12 عاما، وتعزّز السعودية من إنفاقها على البنى التحتية وتوسع شبكتها للسكك الحديدية، بما فيها إنشاء خط مترو بتكلفة 22.5 مليار دولار لا يزال قيد التنفيذ فى الرياض.
وأوضح مدير مشروع قطار الحرمين بالمدينة المنورة المهندس سعد الشهرى أن الرحلة انطلقت من محطة قطار الحرمين السريع بالمدينة المنورة تقلّ 417 راكباً باتجاه مكة المكرمة، وإن كل مقاعد رحلات أمس للفترتين الصباحية والمسائية لدرجتى الضيافة والأعمال تم حجزها بالكامل، مضيفاً أن الرحلة تزامنت مع انطلاق رحلة مماثلة لقطار الحرمين السريع فى الاتجاه المعاكس من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة مروراً بمحطتى القطار بجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، تقل العدد ذاته من الركاب.
وقال رئيس هيئة النقل العام، الرئيس العام المكلف للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، رميح بن محمد الرميح: «هذه اللحظة تشكّل علامة تاريخية وطنية فارقة فى صناعة النقل الحديث بالمملكة». وتبلغ الطاقة الاستيعابية لمشروع قطار الحرمين 60 مليون مسافر سنويا.