«نتنياهو» يوجّه صفعة قوية لـ«أوباما» فى عقر داره.. ويسقط خطته لإحياء «السلام»

كتب: عنتر فرحات, وكالات السبت 21-05-2011 17:45

وجَّه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو «صفعة قوية» للرئيس الأمريكى باراك أوباما فى عقر داره، ولجهوده لإنعاش مفاوضات السلام فى الشرق الأوسط أثناء لقائهما الجمعة فى البيت الأبيض، إذ رفض نتنياهو علنا وبقوة انسحاب إسرائيل إلى حدود 67 لإقامة الدولة الفلسطينية عليها، فى تطور يؤكد تفاقم الأزمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، عكسته انتقادات الخارجية الأمريكية لنتنياهو بقولها: «إنه تسلق شجرة ولا أحد يعرف كيف سينزل من عليها».


وبرر نتنياهو رفضه العودة إلى حدود 67 بأن «سلاما قائما على أوهام سيتحطم على صخور الواقع فى الشرق الأوسط». وقال إن السلام الوحيد القابل للاستمرار هو الذى سيبنى على الواقع وعلى وقائع دامغة، ولكى يكون هناك سلام ينبغى على الفلسطينيين أن يقبلوا بعض الوقائع الأساسية»، وأضاف: «لا نملك الكثير من هامش الخطأ، لأن التاريخ، سيدى الرئيس، لن يمنح اليهود فرصة جديدة».


وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتنياهو خرج من اجتماعه مع أوباما الذى استغرق 90 دقيقة أكثر ثقة مما بدأه، فيما تمسك أوباما بهدوئه لكنه لم يذكر شيئا مجددا عن تصريحاته حول إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967.


وقال أوباما غداة خطابه عن «الربيع العربى» إن «هناك فرصة لاغتنامها» بالنسبة للمنطقة، لكنه حذر من «مخاطر كبيرة» نشأت من هذه الأوضاع. وأوضح: «سيكون من المهم بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل أن تواصلا المشاورات الحثيثة مع تطور هذه الأحداث».


وأثار رفض نتنياهو العلنى لتصريحات الرئيس الأمريكى بإقامة الدولة الفلسطينية المقبلة على حدود 67 غضب الخارجية الأمريكية، ونقلت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن مسؤول أمريكى قوله: إن أوباما شعر بخيبة أمل من رد فعل نتنياهو، وإنه زاد التوتر بين تل أبيب وواشنطن وصعد أعلى الشجرة ولا أحد يعرف كيف سينزل من فوقها».


وأضاف المسؤول الذى لم يذكر اسمه أن الخارجية الأمريكية ردت بغضب على موقف نتنياهو بسبب ما سمته «التحليل الانتقائى» لما جاء فى خطاب أوباما، وقال المسؤول إن نقاطا كثيرة فى خطاب أوباما عبرت عن المصالح الإسرائيلية، مثل الالتزام الأمريكى بأمن إسرائيل، واعتبار حركة حماس منظمة «إرهابية»، إلا أن نتنياهو زاد من خطورة الوضع فى رده، محذرا من أنه فى سبتمبر المقبل قد تؤيد غالبية دول العالم الاعتراف بالدولة الفلسطينية مقابل معارضة إسرائيل والولايات المتحدة وهو ما سيكون سيئا لهما.


بدوره، قال مسؤولون فى البيت الأبيض إن أوباما خلص إلى أنه لا فائدة ولا أمل فى التوصل لاتفاق سلام طالما بقى نتنياهو فى منصبه، حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية. وأضافت أن نتنياهو لم يكن بمقدوره أن يكظم غيظه حول تصريح أوباما كأول رئيس أمريكى يعود لمرجعية حدود ما قبل حرب 5 يونيو 1967 كأساس لحل النزاع الإسرائيلى - الفلسطينى.


فلسطينياً، اعتبرت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها سامى أبوزهرى أن رفض نتنياهو الانسحاب إلى حدود 67 دليل على «عبثية المفاوضات»، ودعت إلى اعتماد «استراتيجية فلسطينية عربية على أساس المقاومة لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية»، وجددت الحركة تأكيدها على عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال على أى شبر من أرض فلسطين. واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة أن تصريحات نتنياهو من واشنطن هى «إعلان رسمى» عن رفض إسرائيل مبادرة أوباما لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، ورفض للشرعية الدولية والقانون الدولى، ودعا الرئيس الأمريكى واللجنة الرباعية إلى «إجبار إسرائيل على القبول مرجعيات الدولية والقبول بدولة فلسطينية على حدود 1967». وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه: «لم يبق خيار سوى أن توافق إسرائيل على مبادرة أوباما، وإلا فإننا ذاهبون إلى خيار الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين وفق الشرعية الدولية».


بدوره، انتقد رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية فى الكنيست الإسرائيلى النائب شاؤول موفاز مواقف نتنياهو، مؤكدا أنها تدفع بإسرائيل خطوة تلو الأخرى باتجاه العزلة الدولية، وقال موفاز إن نتنياهو نجح فى تعميق الأزمة مع أقوى دولة صديقة لإسرائيل، وأفلح فى ترسيخ الانطباع بأن إسرائيل بقيادته هى الجهة الرافضة السلام، بينما تظاهر العشرات من النشطاء اليهود فى واشنطن ونيويورك تعبيرا عن رفضهم تصريحات نتنياهو عن الدولة الفلسطينية المقبلة.


واعتبرت صحيفة «جارديان» البريطانية أن غضب نتنياهو إزاء خطاب أوباما حول السلام مصطنع، وأضافت أن حديث أوباما عن حدود 1967 أثار عاصفة سياسية بشأن عملية السلام ولكن الأمر لا يعدو كونه قلقاً إسرائيلياً أكثر منه تغييراً جوهرياً فى السياسة الأمريكية، بدليل أن أوباما لم يذكر شيئا مجددا عن تلك الحدود خلال لقائه نتنياهو، ولو فعل سيكون تحولا فى السياسة الأمريكية.


وتحت عنوان: «نتنياهو يُسقط خطة أوباما للسلام فى البيت الأبيض»، قالت صحيفة «ذى إندبندنت» البريطانية إن أى حيلة للوحدة بين أوباما ونتنياهو تبخرت عندما ظهرا أمام الكاميرات، وإن نتنياهو وبخ أوباما دون خجل بشأن اعتبار الأخير حدود 1967 قاعدة للسلام، ولفتت إلى أن الخلاف بين الطرفين كان مرتفعاً جدا فى البيت الأبيض بحيث لم يستطيعا التستر عليه.