شارك نحو 1000 شخص مع كلابهم فى مسيرة إلى البرلمان البريطانى، مساء الأحد، للمطالبة بالتراجع عن الخروج من الاتحاد الأوروبى «بريكست»، عبر إجراء استفتاء جديد. وقال منظمو حملة لمصلحة الحيوانات الأليفة أطلقوا عليها اسم «ووفريندوم»، إن تلك الحيوانات ستعانى من الخروج من التكتل الأوروبى، لأن نقصا سيحدث فى الأطباء البيطريين وستزيد أسعار أطعمتها.
وشاركت كلاب من سلالة بريطانية وأخرى فرنسية فى المسيرة التى جابت وسط لندن. ووضعت فى رقبة بعض الكلاب لافتات تقول إنه «ينبح احتجاجا على الخروج من الاتحاد الأوروبى»، وسلم منظمو المسيرة فى مقر الحكومة فى داونينج ستريت عريضة تطالب باستفتاء جديد وقعها «الكلاب وأصحابها». وتدعم تلك الحملة حملة أوسع تطالب باستفتاء شعبى على خطة رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماى، للخروج من الاتحاد الأوروبى. ورفع المتظاهرون الأعلام الأوروبية وألبسوا بعض كلابهم علم الاتحاد وساروا فى أجواء مرحة فى وسط العاصمة البريطانية، وصولاً إلى مقر البرلمان فى ويستمنستر.
وفى الطريق إلى البرلمان، أوقف المشاركون الكلاب فى عدة مراحيض عمومية لتشجيعها على التبول على صور مؤيدين متحمسين للخروج من الاتحاد الأوروبى، مثل وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، ونايجل فرج، الزعيم السابق لحزب الاستقلال البريطانى.
وقال دانييل إلكان، الذى يقف وراء هذه المبادرة، إنه يهدف من خلالها إلى إحداث «أقوى عواء فى العالم»، معولاً على حب البريطانيين الكبير لحيواناتهم المنزلية من أجل محاولة تعطيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
وأوضح الستر كامبل، الناطق السابق باسم الحكومة العمالية، وإلى جانبه كلبه «سكايي»، البالغ 5 أشهر: إن «هذا الأمر بريطانى بامتياز، فالناس هنا يعشقون حيواناتهم و(بريكست) يثير مخاوف كبيرة على صعيد رفاه الحيوان، على أى حال كل الوسائل مسموحة خلال شنّ الحملات، وهذا التحرك يظهر أن الجميع ليسوا متحدين وراء الرؤية نفسها لـ(بريكست)».
وجاءت تظاهرة الكلاب قبل أسبوعين على تظاهرة ضخمة مقررة فى 20 أكتوبر الجارى فى لندن للمطالبة بتنظيم استفتاء جديدة حول «بريكست»، وكانت تريزا ماى رفضت بشكل قاطع إجراء استفتاء جديد، إلا أن هذه الفكرة باتت تلقى تأييداً متزايداً فى صفوف البريطانيين الذين يخشون من عواقب «بريكست» الذى سيصبح نافذاً فى 29 مارس المقبل.
وقالت الأستاذة الجامعية، فلورا رينز فى تصريحات صحفية: «من اللطيف جداً أن نتناول مسألة جديدة كهذه بطريقة مسلية، فالجميع يحب الكلاب». وتعيش هذه الألمانية البالغة 30 عاماً منذ 10 سنوات فى بريطانيا، وشاركت مع كلبها «بيلى» فى المظاهرة، وألبسته علماً أوروبياً، فيما تنكر بعض المحتجين بارتداء زى الكلاب.
وقال دومينيك داير، أحد منظمى المسيرة: إننا «نعرف أن (بريكست) سيكون كارثياً للبشر، لكنه قد يكون مضراً أيضاً بالحيوانات المنزلية، فقد يؤدى ذلك إلى نقص فى الأطباء البيطريين وارتفاع سعر العناية بالحيوانات، وفى أطعمتها وإلى حرمانها من جواز السفر الأوروبى. وهو طرح سيناريو قاتم جداً يضطر فيه أصحاب الحيوانات إلى التخلى عنها بسبب حصول انكماش اقتصادى».