قال الإعلامي عماد الدين أديب إن خطاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجاه المملكة العربية السعودية يأتي في إطار حملة الحزب الجمهوري لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي.
وأضاف، في مداخلة مع برنامج «الحكاية»، مساء السبت، أن ترامب يريد تسليط الضوء على نجاحاته في إعادة عقود واتفاقيات مع دول العالم، مثل كوريا الجنوبية واليابان والمكسيك وكندا.
وأوضح أن الرئيس الأمريكي أراد بالضغط على السعودية من أجل الحصول على أموال إضافية، بالإضافة إلى العمل على تخفيض سعر النفط، وأن المفردات التي استخدمها عند الحديث عن السعودية عكست عدم دقته وعدم معرفته بلياقات التعامل بين زعماء الدول.
وتابع: «المنهج الذي استخدمه ترامب يمثل نوعًا من أنواع الابتزاز السياسي، واستخدم عبارة (إذا تخلينا عن حمايتكم لن تستمروا في الحكم أسبوعين)»، معتبرًا أنه «وقع في العديد من المغالطات».
وأردف: «أهم هذه المغالطات أن الدولة السعودية الأولى تأسست عام 1744، واستمرت حتى الآن نحو 370 عامًا، السعودية موجودة سواء كان هناك دعم أمريكي أو لم يوجد، العلاقات بينهما بدأت في الثلاثينيات عندما ظهر النفط».
وقال: «السعودية لم تحصل على خرطوشة رصاص أو صندوث ذخيرة أو طائرة أو دبابة أو صيانة أو أي خدمة أو تدريب مجانًا في كل تاريخها مع الولايات الأمريكية، لو قرأ الرئيس الأمريكي ملفه لأدرك هذه المعلومة».
وأضاف: «الحكم في السعودية مثل أي دولة لا يستمد قوته من أي حماية عسكرية من دولة خارجية، الحكم السعودي يقوم على مدى رضاء الناس عنه، وهو مستمر منذ سنوات طويلة جدًا، وهو حكم يقوم بفكرة الرعاية الاجتماعية من الدولة للمواطنين».
وتابع: «عندما تحدث عن النفط قال إنه ليس من الجيد ارتفاع السعر إلى هذا الحد، ولو قرأ ملفه لعلم أن سعر النفط مرتبط بقوانين العرض والطلب، وله علاقة بالإنتاج الصناعي خاصة في الصين، وله علاقة بحالة الطقس؛ ففي البرودة يزداد الاستهلاك بالنسبة للبنزين والمحروقات».
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي كان أحد المتسببين في رفع سعر النفط بسبب العقوبات والحصار الذي فرضه على واردات النفط الإيراني، ثالث أكبر دولة في العالم مؤثرة في احتياطي النفط، ولولا تدخل السعودية عدة مرات خلال الأشهر الماضية لوصل سعر البرميل 130 دولارا».
واعتبر أننا «بصدد رئيس يقوم بلعبات سياسية، لكنه في حقيقة الأمر غير مدرك لملفه، ويقع في مشكلات كثيرة»، وأن «رد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، كان نموذجًا للسياسي الذي يجيد المزج بين الشجاعة والدفاع عن السيادة الوطنية».