دول الغرب تتوحد فى كشف فضائح قرصنة جواسيس روسيا

كتب: عنتر فرحات, وكالات الجمعة 05-10-2018 07:28

شنت بريطانيا وأستراليا وحلف شمال الأطلنطى «ناتو»، وهولندا والولايات المتحدة وكندا هجوما قويا على روسيا متهمة إياها بشن هجمات إلكترونية عالمية، وأعلنت الحكومة الهولندية أن أجهزة الاستخبارات الهولندية أحبطت هجوما إلكترونيا روسيا كان يستهدف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فى إبريل الماضى، وأكدت أنها طردت 4 عملاء روس من البلاد.

وقالت الحكومة الهولندية إن الروس أعدوا سيارة محملة بتجهيزات إلكترونية فى موقف سيارات فندق بالقرب من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فى لاهاى فى محاولة لقرصنة نظامها المعلوماتى، وأوضح وزير الدفاع الهولندى، أنك بييلفيلد، فى مؤتمر صحفى أن «الحكومة الهولندية تعتبر ضلوع عملاء الاستخبارات أمرا يثير القلق الشديد»، وأضاف «عادة لا نكشف عن مثل هذا النوع من عمليات مكافحة التجسس»، وقال مسؤولون هولنديون إن هولندا تعرفت على هويات العملاء الروس، مشيرة إلى أن العملية نفذتها وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، وأضافوا أن بريطانيا ساعدت هولندا فى هذه العملية. وأشار وزير الدفاع الهولندى إلى جهاز كمبيوتر محمول يعود لأحد الروس الأربعة كان مرتبطا بالبرازيل وسويسرا وماليزيا مع أنشطة فى ماليزيا لها علاقة بالتحقيق فى إسقاط الطائرة التى أسقطت فوق أوكرانيا عندما كانت تقوم برحلة عام 2014.

وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فى بيان، أنها تعرضت «لأنشطة متزايدة مرتبطة بالقرصنة المعلوماتية» منذ مطلع 2018.

وأعلن القضاء الأمريكى أنه وجه اتهاما إلى 7 عناصر فى الاستخبارات العسكرية الروسية فى الهجمات الإلكترونية التى نسبت إلى الكرملين ونددت بها هولندا وبريطانيا وكندا واستراليا. وقال جون ديمرز مساعد وزير العدل للأمن القومى إن هذه الاتهامات تشمل 4 عملاء روس طردتهم هولندا، ويلاحق العناصر السبعة فى الولايات المتحدة بتهمة قرصنة هيئات رياضية دولية بينها وكالة مكافحة المنشطات العالمية ومجموعة وستنجهاوس الأمريكية التى تزود المفاعلات الأوكرانية وقودا نوويا، وبتهمة تبييض الأموال واستخدام نقود وهمية، والاحتيال المصرفى وسرقة هويات، واختراق الشبكات المعلوماتية لسرقة معلومات خاصة وحساسة.

وعلى صعيد متصل، اتّهمت بريطانيا وأستراليا، أمس، الاستخبارات العسكرية الروسية بشنّ هجمات إلكترونية ضدّ مؤسّسات سياسية ورياضية وشركات ووسائل إعلام حول العالم، وقال وزير الخارجية البريطانية، جيريمى هانت فى بيان، إنّ عملاء الاستخبارات الروسية نفّذوا هجمات إلكترونية متعددة «متهورة وعشوائية»، وتم ربط العديد من هذه الهجمات السابقة بموسكو، ومنها هجمات الفديات «باد رابيت» التى استهدفت مطار أوديسا فى أوكرانيا، وتسريبات وثائق سرّية بعد اختراق قاعدة بيانات الوكالة العالميّة لمكافحة المنشّطات فى سويسرا.

وقال هانت إن «هذا النوع من السلوك يُظهر رغبتهم بأن يعملوا بدون اعتبار للقانون الدولى أو القواعد المعمول بها وبأن يتصرّفوا مع شعور بالإفلات من العقاب وبدون النظر إلى العواقب». وأضاف «رسالتنا واضحة، بالتعاون مع حلفائنا، سنكشف ونردّ على محاولات أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية لتقويض الاستقرار الدولى».

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن المركز الوطنى البريطانى للأمن المعلوماتى حدّد أنّ أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية، تقف وراء عدة هجمات فى أنحاء العالم من جانب مهاجمين إلكترونيين معروفين، وأكد المركز أن لديه «ثقة كبيرة بأنّ أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية بكل تأكيد مسؤولة عن هجمات 2017، والهجوم الذى طال الحزب الديمقراطى الأمريكى، وشكّل مقدّمةً لفضيحة التدخّل الروسى المزعوم فى الانتخابات الرئاسية الأمريكيّة عام 2016»، وأكدت الوزارة أنّ الهجمات التى شُنّت بشكل عشوائى وغير قانونى انتهاك صارخ للقانون الدولى، وأثّرت على مواطنين بعدة دول وكلّفت الاقتصادات الوطنية ملايين الدولارات.

وقال مصدر حكومى بريطانى إنّ الاستخبارات العسكرية الروسية ترتبط بمجموعات قرصنة معروفة وغالبًا ما تُقَدَّم على أنها مقرّبة من السلطات الروسيّة، بينها: «فانسى بير»، «ساندوورم»، «سترونتيوم»، «آى. بى. تى. 28»، «سايبر كاليفيت»، «سوفايسي» و«بلاك إينرجى آكتورز». وأضاف «نظرًا إلى المستوى العالى من الثقة إزاء هذا التقييم، تعتقد الحكومة البريطانية أنّ الحكومة الروسية تتحمل المسؤولية».

وأعلن وزير الدفاع الأمريكى، جيم ماتيس، من مقر «ناتو» فى بروكسل، أن الولايات المتحدة قررت أن تضع فى تصرف حلف «ناتو» قدراتها فى مجال التصدى للقرصنة المعلوماتية لمساعدته فى مواجهة هذه الهجمات الصادرة من روسيا، بشكل أفضل.

وطالب الأمين العام لحلف شمال الأطلنطى «ناتو» ينس ستولتنبرج، روسيا بالكف عن سلوكها «المتهور» فى قضية الهجمات الإلكترونية، وقال إن «روسيا يجب أن توقف سلوكها النمطى المتهور بما فيه استخدام القوة ضد جيرانها ومحاولاتها التدخل فى العمليات الانتخابية وحملات التضليل المعلوماتى الواسعة».

وندد الاتحاد الأوروبى «بعمل عدائى» ارتكبته الاستخبارات العسكرية الروسية.

فى المقابل، قالت وكالة «تاس» الروسية للأنباء إن روسيا رفضت اتهامات بريطانيا بأن جواسيس روسا كانوا وراء هجمات عالمية على الإنترنت، قائلة إن المزاعم تأتى فى إطار حملة تضليل تهدف للإضرار بالمصالح الروسية. وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن الاتهامات نتاج «خيال خصب» لشخص ما، إنه نوع من خليط عطور شيطانية من الادعاءات.

ونسبت وكالة الإعلام الروسية إلى مصدر بوزارة الخارجية قوله إن المزاعم الهولندية بشأن محاولة روسية لاختراق موقع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سخيفة، وقال المصدر الذى لم يذكر اسمه، «لم يحدث أى هجوم»، مضيفا أن المزاعم سببها حملة غربية ضد روسيا. وأضاف «نحن جزء من كل هياكل المنظمة فلماذا سنخترقها؟ لدينا القدرة على الدخول وشبكتها بالكامل مفتوحة لنا. هذه سخافات أخرى».

وبدورها، أعلنت كندا أنه تم استهدافها بهجمات معلوماتية روسية، مشيرة إلى المركز الكندى لأخلاقيات الرياضة ووكالة مكافحة المنشطات العالمية التى مقرها فى مونتريال.

وقالت الحكومة الأسترالية فى بيان إن «الجيش الروسى وذراعه الاستخباراتية مسؤولان عن النشاط المعلوماتى الخبيث»، وأعلنت كانيبرا أنها توصلت إلى استنتاجاتها استنادا إلى توصيات من وكالات الاستخبارات الأسترالية ومشاورات مع شركاء وحلفاء. وقال رئيس الوزراء سكوت ماريسون ووزيرة الخارجية ماريس باين إنه رغم أن أستراليا لم تتأثر بهذه الهجمات على شكل كبير، فإن سلوك موسكو «أظهر تجاهلا كاملا للاتفاقات التى أسهمت فى التفاوض من أجلها».