يتزامن اليوم الرابع من أكتوبر مع اليوم العالمى للحيوان، الذى يعانى فى مصر من قلة الثقافة فى التعامل معه بشكل صحيح، فعلى مدار سنوات عدة انتشرت مقاطع فيديوهات وصور تمثل أوجه تعذيب كثيرة تتلقاها حيوانات الشارع، خصوصا من الكلاب والقطط، ومع تزايد نسب الحيوانات الضالة زادت نسبة الملاجئ التى تستضيفها.
بمرور الوقت، اكتسبت بعض هذه الملاجئ شهرة جعلت أمر تلقى التبرعات لها أسهل، ومازالت تنتظر ملاجئ أخرى أوجه دعم مختلفة لتتمكن من تقديم رسالتها فى إنقاذ الحيوانات الضالة.
هالة محمد، صاحبة إحدى دور إنقاذ الحيوانات، بدأت عملها منذ أكثر من 14 عاما، بعد أن ساعدت إحدى قطط الشارع، وبعدها بدأت تتلقى حالات العديد من القطط والكلاب التى تحتاج للعلاج، تقول هالة: «كنت الأول بوديهم للدكتور، ومع الوقت علمنى إزاى أديهم حقن وأعرف المشكلة اللى عندهم والأدوية المناسبة لحالتهم».
وجدت هالة نفسها فى إنقاذ الحيوانات من أوجه التعذيب المختلفة الموجودة فى الشارع، فتركت عملها كمنظمة حفلات، واستأجرت شقة بعد تزايد أعداد القطط والكلاب عندها فى منزل العائلة، تقول هالة: «إيجار الشقة كان 800، غير أكلهم وعلاجهم ووسائل تدفئتهم، فا بدأت هنا أتلقى التبرعات».
تتابع هالة مواقع التواصل الاجتماعى، وعند وجود صورة لأحد الحيوانات التى تحتاج لدعم من الشارع، تسارع لأخذها، وتعرض على «فيس بوك» إمكانية تلقى تبرعات لمساعدة الحيوان.
تنقلت هالة، 46 عاما، بين العديد من الأماكن واستقرت منذ شهور فى أرض اشترتها وجهزتها فى شبرامنت لاستقبال الحيوانات: «عندى 100 قطة، و100 كلب، و11 جرو».
تشكو هالة من قلة التبرعات المقدمة للحيوانات، وترجع سببها لتزايد أعداد الملاجئ، لكنها ترى أن هذه الأماكن تقى الحيوانات من شرور الأشخاص الذين يحاولون أن يؤذوها فى الشوارع.
أما منى محمود، 41 عاما، ففضلت عدم قبول التبرعات المالية ووجدت فيها صعوبة، «مش ضامنة الناس تشك فيا ولا لأ، يشتروا حاجات عينية أحسن». تعلقت منى بالقطط منذ الصغر، وداومت على الاعتناء بقطط الشارع، ومنذ خمس سنوات كانت لها أولى تجارب علاج قطة، شجعتها بعدها على فتح ملجأ صغير واستقبال القطط الضالة.
تعمل منى كوافيرة، ودخلها المادى لم يسمح لها باستمرار دفع إيجار الشقة التى أجرتها للقطط: «فى بيتنا كان فيه شقة فى آخر دور، أخدتها ووضبتها وحطيت تكييف واستقبلت فيها القطط».
60 قطا وقطة، تعيش منى معها وترعاها وتداوم على الذهاب للدكتور أو استقباله لإعطاء كل القطط التطعيمات والعلاج اللازم، تقول منى: «من فترة، اتعرفت على واحدة بتساعدنى إننا نسفّر القطط بعد علاجها لو لقينا حد يتبناها، وجودها برّه مصر هيكون أحسن ليها».