«بن لادن» في آخر كلماته: ميدان التحرير أطلق ثورة «عز وإباء».. والشعوب خرجت ولن تعود

كتب: عمر الهادي الخميس 19-05-2011 03:35

بث تنظيم القاعدة، فجر الخميس، تسجيلاً صوتياً جديداً لزعيمه أسامة بن لادن قبل مقتله، يحتفي فيه بالثورات العربية وانتصارها.

ووصف بن لادن في التسجيل الذي حصلت «المصري اليوم» على نسخة منه الثورة المصرية بأنها «عظيمة»، داعياً الشعوب العربية إلى الاقتداء بمصر وتونس قبل أن تضيع الفرصة.

ولم يشر زعيم القاعدة الذي قتلته قوات خاصة أمريكية في الثاني من مايو الجاري في باكستان إلى الثورات التي اندلعت في سوريا وليبيا واليمن، مما يعني أن التسجيل ربما يكون قد تم بعد تنحي مبارك بوقت قصير في 11 فبراير الماضي.

وقال بن لادن في التسجيل الصوتي الذي نشرته مواقع جهادية: «أخذ فرسان الكنانة قبساً من أحرار تونس إلى ميدان التحرير، فانطلقت ثورة عظيمة، وأي ثورة، ثورة مصيرية لمصر كلها، وللأمة بأسرها إن اعتصمت بحبل ربها، ولم تكن ثورة طعام وكساء وإنما ثورة عز وإباء، ثورة بذل وعطاء، أضاءت حواضر النيل وقراه من أدناه إلى أعلاه، فتراءت لفتيان الإسلام أمجادهم، وحنت نفوسهم لعهد أجدادهم فاقتبسوا من ميدان التحرير في القاهرة شعلا ليقذفوا بها الأنظمة الجائرة».

وخاطب بن لادن شباب الثورة في الدول العربية  والإسلامية قائلاً: «إلى أولئك الثوار الأحرار في جميع الأقطار.. تمسكوا بزمام المبادرة، واحذروا المحاورة، فلا التقاء في منتصف السبيل بين أهل الحق وأهل التضليل، وتذكروا أن الله قد من عليكم بأيام لها ما بعدها، أنتم فرسانها وقادتها، وبأيديكم لجامها وريادتها، ادخرتكم الأمة لهذا الحدث الجلل، فأتموا المسير ولا تهابوا العسير».

وفيما يمكن اعتباره اعترافاً أخيراً من زعيم القاعدة الذي لجأ إلى العنف لمواجهة الغرب وأنظمة الحكم بجدوى التغيير السلمي، قال بن لادن: «ثورتكم موضع آمال المكلومين والجرحى فقد فرجتم عن الأمة كرباً عظيمة فرج الله كربكم وتحققون آمالاً كبيرة حقق الله آمالكم».

 وأضاف: «أمامكم مفترق طرق خطير، وفرصة تاريخية عظيمة نادرة للنهوض بالأمة، والتحرر من العبودية لأهواء الحكام والقوانين الوضعية، والهيمنة الغربية، فمن الإثم العظيم والجهل الكبير أن تضيع هذه الفرصة التي تنتظرها الأمة منذ عقود بعيدة، فاغتنموها وحطموا الأصنام والأوثان، وأقيموا العدل والإيمان».

وحث أسامة بن لادن الشعوب العربية والإسلامية على انتهاز الفرصة والثورة على حكامها، مطالباً في الوقت نفسه من نجحت ثوراتهم بحمايتها وتحقيق أهدافها، وتأسيس «مجلس لتقديم الرأي والمشورة للشعوب المسلمة»، و«إنشاء غرفة عمليات مواكبة للأحداث للعمل بخطوط متوازية تشمل جميع حاجات الأمة»، إلى جانب «الاستعانة بمراكز الأبحاث المؤهلة، لإنقاذ الشعوب التي تكافح لإسقاط طغاتها».

وتوقع زعيم القاعدة الراحل في آخر خطاباته أن «تعم رياح التغيير العالم الإسلامي بأسره بإذن الله»، مضيفاً: «فهل يعي الحكام أن الشعب خرج ولن يعود حتى يحقق الوعود».