مصطفى الفقي: السياسة تفسد العلاقات بين الدول «أحيانًا»

كتب: رجب رمضان الإثنين 24-09-2018 20:21

قال الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الاسكندرية، إن العلاقات بين الدولة تفسدها السياسة في بعض الاحيان، لذا تبرز أهمية ملتقى «العلاقات بين المشرق والمغرب العربيين: رؤى في إعادة كتابة التاريخ»، الذي تنظمه مكتبة الاسكندرية، اليوم الاثنين، على مدار يومين بمشاركة 30 باحثاً عربيا من 8 دول عربية من المشرق والمغرب العربيين.

وأوضح «الفقى»، خلال افتتاح الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن مصر ليست غريبة عن المشرق أو المغرب العربيين على الاطلاق، ودوماً في القلب من المشرقين العربيين، مشيرا إلى اسهام المغاربة في مناصرة ودعم القضية الفلسطينية لا ينكره أحد (شهادة اسجلها للتاريخ)، في هذا المؤتمر؛ فالمغاربة كانوا في طليعة المدافعين عن القضية.

وأشار «الفقى»، إلى أن هناك محافظات في مصر يحمل سكانها أصولا مغربية، منهم مواطنين مصريين من محافظة مطروح وسيوة والثلث الغربى من محافظة البحيرة، ما يدلل على عمق العلاقات المصرية المغربية، لافتاً إلى أن المغرب العربى في قلب الأمة العربية.

وأعرب «الفقي»، عن سعادته لاستضافة مكتبة الإسكندرية لهذا الحشد من المفكرين والمثقفين والأدباء العرب، مؤكدًا أنه لا يوجد أفضل من مدينة الإسكندرية لاستضافة هذا الحوار وطرح رؤية مستقبلية حول العلاقات المشرقية المغربية، فهي الملتقى الحقيقي بين المشرق والمغرب.

وقالت الصحفية أمينة شفيق، إنها لديها نظرة مختلفة للمجتمع العربى مبنية على مفهوم المجتمع البطريركى مؤكدة أنه يجب أن نعترف بحقيقة جلية وهو أنه لا أحد ظلمنا ولا أجبرنا على شيء لكن «احنا مش عارفين نخرج من الاطار الموجود في المجتمع العربى وهو المجتمع البطريركى».

وقال الدكتور عبداللطيف عبيد، الأمين العام المساعد لجامعة العربية، إن الوطن العربى يمر بفترة صعبة ما يستدعى التاكيد على قوة العروبة بين الجناحين «الوطن والامة العربية»، لكونهما امة واحدة وطن وأرض وشعب وثقافة وحاضر ومستقبل، وبالتالى لم نتفرق ابدا وانما ما فرقنا هو الاستعمار.

واشار «عبيد»، خلال الجلسة الافتتاحية، المعنونة: «أصول العلاقات المشرقية المغاربية»، إلى أن سكان الوطن العربى يمثلون 5% من سكان العالم ويشغلون مساحة 10% من اليابسة، وأعرب عن سعادته لانعقاد الملتقى بمكتبة الإسكندرية، مشددًا على أهمية مدينة الإسكندرية في تدعيم الحوار بين المشرق والمغرب العربيين، باعتبارها «باب المغرب» كما قال عنها أحد الجغرافيين القدامى.

وأكد أن الإسكندرية مقصد ودار المغاربة والشوام على مدار التاريخ، كما جاء في كتاب «المغاربة في مصر خلال القرن الثامن عشر» الصادر عن مكتبة الإسكندرية، ولفت إلى أن مركز الجامعة العربية بتونس جزء لا يتجزأ من جامعة الدول العربية، ويسعى لتحقيق أهدافها النبيلة، وعلى رأسها تحقيق التضامن والتعاون والتكامل بين الأقطار العربية من المحيط للخليج، وتحقيق حلم الوحدة عن طريق التكامل على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والاندماج الذي يحقق الرفاه للمواطن العربي والكرامة والعزة للشعوب العربية.

وقال «عبيد» إن المؤتمر يؤكد على قوة القواسم المشتركة بين المشرق والمغرب، ويتناول ملف العلاقات المشرقية المغربية من منظور ثقافي وحضاري، مقترحًا أن يعقد هذا الملتقى بصفة دورية.

وقدم «عبيد»، إهداءً إلى الدكتور مصطفى الفقي، وهو أول نسخة من كتاب «الذاكرة التاريخية المشتركة المغربية المصرية» الصادر من الرباط.

وقال الدكتور مصطفى الكثيري؛ المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، إن هذا الكتاب هو ثمرة جهود لجنة قدماء المقاومين، وصفوة الباحثين من جامعة القاهرة، والهيئة العامة للكتاب، ومكتبة الإسكندرية، وأوضح أن الكتاب الصادر في مجلدين يقع في 995 صفحة ويضم 31 مساهمة، منها 11 مشاركة لباحثين مصريين و20 مساهمة لباحثين مغاربة، ويتناول العلاقات التاريخية بين مصر والمغرب بكل جوانبها الدينية والسياسية والدبلوماسية والعلمية والثقافية والفكرية.