افتتح الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، الاثنين، مؤتمر «العلاقات بين المشرق والمغرب العربي: رؤى في إعادة كتابة التاريخ»، بمشاركة أكثر من ثلاثين باحثًا عربيًّا من تونس والمغرب والجزائر وسوريا والعراق وسلطنة عمان والسعودية بالإضافة إلى مصر.
وقال «الفقي»، في كلمته، إن «المؤتمر يهدف إلى إعادة التركيز على ملف العلاقات المشرقية المغربية الـذي انزوى في العقد الأخير، ولم يعد يحظى باهتمام الباحثين العرب، حيث يرى القائمون على المؤتمر أن الخطوة الأولى لإعادة الاهتمام بهذا الملف الحيوي هو بناء وعي تاريخي لدى النخب الثقافية والجماهير العربية بعمق العلاقات العربية العربية التي تتجاوز الخلافات والأزمات القائمة ويستلزم هذا إعادة النظر في مسار تلك العلاقات دون التركيز على جوانبها السياسية فقط، بل بالتركيز أيضًا على عوامل الاندماج الثقافي والحضاري والاجتماعي الذي جسدته الرحلات الفردية والهجرات الجماعية بس مشرق العالم العربي ومغربه على مدار قرون من ناحية أخرى، بقدر ما يكشف هذا المسح عن عمق العلاقات المشرقية المغربية، فهو يوضح أيضًا ثراء التجربة الثقافية العربية عبر قرون من خلال كشف المسارات المتنوعة التـي اتخذتها الشعوب والمجتمعات العربية في سبيل تطورها».
وأشار إلى أنه من أهم المحاور التي يتناولها المؤتمر أصول العلاقات المشرقية وتطورها عبر التاريخ، والترحال الثقافي والمعماري والفني بين مشرق العالم العربي ومغربه والتجارة والتكامل الاقتصادي بين البلدان العربية، وكذلك آفاق العلاقات المشرقية المغربية، حيث تناقش هذه المحاور عددًا من الموضوعات التي يقدمها باحثون يمثلون خلفيات ثقافية ومعرفية مختلفة ومن أهم الأوراق البحثية المقدمة دور الدين والهوية واللغة العربية في خلق الهويات العربية المتنوعة ونماذج لعلاقات الأخوية العربية بين بلدان مشرقية ومغربية مختلفة كتونس والعراق، ومصر والمغرب وتسلط بعض الأوراق البحثية الضوء نماذج للرحلات التـي ساهمت في تكوين صور مختلفة بين المشرق والمغرب من خلال الرحالة والكتاب والمؤرخين عبر فترات زمنية مختلفة، وتشير بعض الأوراق البحثية إلى صور المغرب والمشرق في نظر الرحالة الأوروبيين«.
وتطرح أوراق بحثية أخرى مسائل التجارة والاقتصاد ودورها في بناء العلاقات بين المشرق والمغرب عبر التاريخي، وكذلك التركيز على واقع العلاقات الاقتصادية والتكاملية العربية الذي يعد أحد أهم جوانب هذا الملف الهام من خلال إعادة طرح مشروعات التكامل في قطاعات مثل التجارة البنية والنقل والطاقة وتمهيدًا لمسارات بحثية مستقبلية، تختتم أبحاث المؤتمر بتناول آفاق العلاقات المستقبلية بين المشرق والمغرب ومعوقات وفرص التكامل الاقتصادي والسياسي بين البلدان العربية.