منظمات دولية تنتقد قرار محافظ جنوب سيناء بالصيد فى محمية «رأس محمد»

كتب: يوسف العومي, ياسمين القاضي الثلاثاء 17-05-2011 19:55


أثار قرار اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ جنوب سيناء -الذى سمح لعدد 55 مركباً ولنشاً بمزاولة مهنة الصيد داخل حدود محمية رأس محمد حتى نهاية شهر يونيو المقبل - غضب العديد من المنظمات البيئية الدولية، فى مقدمتها المركز الإقليمى لوسط وشرق أوروبا، وعدد من المنظمات البيئية غير الحكومية. وطالبت هذه المنظمات، فى بيان لها، بضرورة تعليق العمل بهذا القرار الذى يثير الدهشة والاستغراب، لأنه سيتسبب فى القضاء على التنوع البيولوجى داخل المحمية التى تعتبر جزءاً من التراث العالمى، وسيدمر ثروات بيئية لا تقدر بمال.


وقال الدكتور محمود القيسونى، الخبير البيئى والمسؤول عن السياحة البيئية بوزارة السياحة، إن محافظ جنوب سيناء اتخذ هذا القرار لأسباب طارئة غير عادية خاصة بالأحوال المعيشية للصيادين، مطالبا إياه بإعادة النظر فى هذا القرار الذى ستكون له توابعه البيئية بالغة الضرر فى مجال السياحة بمحافظة جنوب سيناء، التى تستقبل 3 ملايين سائح وغواص سنويا من حول العالم يدرون مليارات الدولارات للاقتصاد المصرى، خاصة فى محمية رأس محمد ذات السمعة العالمية منذ إنشاذها عام 1983.


وأوضح القيسونى أن الخطورة البيئية لهذا القرار تكمن فى أن صيد سمك الشعور، وهو السبب الرئيسى لصدور هذا القرار، والذى يعتبر من الأسماك بالغة الأهمية فى منظومة توازن البيئة البحرية لأنه يتغذى على النجمة الشوكية وهى الكائن البحرى الذى يتغذى على الشعاب المرجانية - والذى وفقا للبلاغات التى وردت من سواحل الغردقة خلال الشهر الماضى والتى أفادت بظهورها بكثرة فى أماكن متفرقة للشعاب المرجانية، فإن صيد سمك الشعور يعنى توحش النجمة الشوكية وقيامها بتدمير مساحات كبيرة من الشعاب المرجانية.


وأشار إلى أنه وفقا لتقارير الخبراء العالميين فإن من الأسباب الرئيسية التى أدت إلى هجمات القرش على السائحين خلال الفترة الماضية، هو نقص الغذاء الطبيعى للقروش بسبب تسلل بعض مراكب الصيد ليلاً إلى المحمية وصيد الأسماك التى تتغذى عليها القروش، لذا فإن القرار سيجعل هجمات القروش تزداد وسيحول القروش التى تبلغ 15 نوعا فى البحر الأحمر إلى مهاجمة الإنسان وتتحول إلى نقمة على اقتصاد مصر، مشيرا إلى أن إجمالى ما سيحققه الصادين من عمليات الصيد حتى نهاية فترة الصيد وفقا للقرار 412 ألف جنيه، أما الخسائر فستبلغ ملايين الدولارات.


من جانبه، هاجم الدكتور محمد سالم، مدير محميات جنوب سيناء، قرار اللواء محمد عبدالفضيل شوشة بفتح الصيد داخل محمية «رأس محمد»، وقال إنه ليس فى مصلحة الصيادين ويضر بهم أكثر، مشيرا إلى أن الصيد فى موسم «التزاوج» لأسماك الشعور يؤدى إلى القضاء عليها، كما يؤدى إلى خلل فى التوازن البيئى للمحمية، حيث إن أسماك الشعور تساعد فى القضاء على نجمة البحر الشوكية التى تدمر الشعاب المرجانية.


وأشار سالم إلى أنه فى حالة القضاء على أسماك الشعور وانتشار نجم البحر الشوكية، سيؤدى ذلك إلى خسائر فى الشعاب المرجانية تصل إلى 12 مليار دولار. موضحا أن الأضرار الكارثية للصيد فى موسم التزاوج والتكاثر قتلت بحثا، وليست بحاجة إلى فتح الموضوع للنقاش من جديد، مشيرا إلى أن القرار ليس فى مصلحة الصيادين، لأنهم إذا قاموا بالصيد فى موسم التزاوج فلن يجدوا أسماكا طوال العام، والمطلوب أن ندرس مشاكلهم ونعوضهم مؤقتا.


وأشار سالم إلى أن مدير المحمية أثناء إدارة الاتحاد الأوروبى لها «مايكل برسون» كان يسمح بالصيد لاكتساب ودِّ الصيادين البدو ليحبوا الاتحاد الأوروبى، رغم اعتراض المصريين فى ذلك الوقت على الصيد وقت تزاوج الأسماك. وأكد أن المحافظ أصدر قبل ذلك 5 قرارات بمنع الصيد لخطورته فى وقت أزمة أسماك القرش.


وقال أحمد شوشة، مدير إدارة البيئة بديوان عام المحافظة، إن قرار المحافظ بفتح الصيد شمل مناطق محددة بمحمية رأس محمد، مشيرا إلى أن القرار يهدف تقنين دخول الصيادين لأنهم يدخلون كل عام فى موسم الشعور، بالإضافة إلى صيادين من خارج المحافظة، والمطلوب فقط هو تنظيم الصيد فى موسم الشعور لمدة 15 يوما فى شهر مايو.


من جانبه، أوضح المهندس عبدالحكم محمد، مدير الثروة السمكية بجنوب سيناء، أن المحميات حتى سنة2000 كانت تسمح بالصيد فيها تحت إشرافهم فى موسم الشعور، مشيرا إلى أن تلك الأسماك مسموح بصيدها فى الغردقة والسعودية، حيث إن أسماك الشعور لا تأكل حتى تضع البيض.


وأوضح عبدالحكم أن «الثروة السمكية» لم توافق على تراخيص فى شرم الشيخ بسبب السياحة والمحميات، وأشار إلى أن الصيادين فى جنوب سيناء بين شقى الرحى، حيث يعانون من منع الصيد بسبب المحميات والسياحة وضعف الإمكانيات، حيث لا يملكون «فلوكات صغيرة» ولنشات 25 حصاناً ويعانون من الديون وعدم قدرتهم على تطوير المراكب.


أما شحاتة يوسف عباس، رئيس جمعية الصيادين بجنوب سيناء، فقال إن الصيادين فى حالة منعهم من الصيد بالمحمية يوافقون على التعويض المناسب عن خسائرهم، مشيرا إلى أن هناك 50 لنشاً و«فلوكة» تشمل 300 صياد يستحقون التعويض، مشيرا إلى أن اصطياد أسماك الشعور لا يضر بالبيئة، حيث إنها تتجه إلى السعودية.


وقال غريب حسان، رئيس لجنة البيئة بمحلى جنوب سيناء، إن الأماكن المخصصة لقرار فتح الصيد داخل المحمية لا توجد بها شعاب مرجانية، وأن الصيادين اعتادوا الصيد داخل المحمية فى موسم أسماك «الشعور» بمنطقتى «الأربعين» و«الفرشة».