رواد الشبكات الإجتماعية يردون على خبر اعتذار مبارك بـ«لا تصالح»

كتب: عزة مغازي الثلاثاء 17-05-2011 13:09

تصاعدت على موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» عصر الثلاثاء الدعوات للعودة إلى التظاهر بشوارع وميادين مصر فى السابع والعشرين من مايو الجارى فيما يسمى بـ«ثورة الغضب الثانية»، بعد الإعلان عن قرار جهاز الكسب غير المشروع بالإفراج عن سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق حسني مبارك، إثر تنازلها عن 24 مليون جنيه لصالح خزينة الدولة.

بينما توالت لليوم الثانى ردود الأفعال الغاضبة لرواد شبكتى تويتر وفيس بوك حول الخبر الذى نشرته الزميلة «الشروق» في صفحتها الأولى صباح الثلاثاء، وقالت فيه إن مبارك يعتزم بث خطاب صوتى إلى الشعب يطالبه فيه بالعفو عنه وتذكر تاريخه العسكري والسياسي الذي يراه مشرفًا.

وعلق مستخدمو «فيس بوك» بأن قرار المستشار عاصم الجوهرى، رئيس جهاز الكسب غير المشروع، بالإفراج عن سوزان مبارك، يعد تصادما ملحوظا مع العدالة. فالثورة لم يقم بها الشعب للحصول على الأموال التى تم الاستيلاء عليها، بل لإقامة دولة القانون ومحاسبة المفسدين.

وانتهز مستخدمو الشبكة الإجتماعية الأشهر هذا الخبر ليعيدوا التأكيد على رفضهم للعفو عن الفاسدين دون محاكمات، أو تمرير براءاتهم والعفو عنهم مقابل رد الأموال التى هى حق الشعب الذى سيسترد بالقانون.

وعلق مدير صفحة «أنا مش آسف يا مخلوع وآسف يا مصر إنى سكت 30 سنة» والتى يبلغ عدد أعضائها أربعين ألف مشترك على الخبر بقوله: «اللي بيقولوا إن سيئة مصر الغولي تنازلت عن الأموال خلاص بقي نسيبها. يعني هي كانت فلوس أهلها؟! كلها فلوسنا اللي نهبوها واغتصبوها مننا؟!! لايمكن العفو عنها هي والمخلوع مبارك. دي فلوسنا إحنا وهترجع وهنحاكمهم».

ونقلت الصفحة الخاصة بائتلاف شباب الثورة دهشة أعضاء الائتلاف من قرار رئيس جهاز الكسب غير المشروع التابع مباشرة لوزير العدل بالإفراج عن سوزان مبارك دون ضمانات. وعلى «تويتر» لم تختلف ردود الأفعال كثيرا عن الغضب الذى شهده «فيس بوك». فقد دعا مستخدمو الموقع إلى العودة للميدان يوم 27 مايو الجارى رفضا لسياسات المجلس العسكرى فى إدارة البلاد ورفضا لقرار جهاز الكسب غير المشروع الذى وجدوا فيه التفافا على حق الشعب، بالتنازل عن هذا الحق مقابل استعادة أموال وجدها رواد الشبكة «فتاتا».

وقال المحامى والنشاط الحقوقى جمال عيد على حسابه في «تويتر»: «لا يجوز للسارق أن يعرض رد الأموال المسروقة فى مقابل عدم محاكمته، لأن السرقة تمت، ولا يملك النائب العام ولا المجلس العسكرى قبول هذا العرض قانونا». وأكمل فى تعليق آخر «فقط للسارق الذى لم تكتشف جريمته أن يعترف بأنه سرق ويعرض رد الأموال المسروقة ويعامل كشاهد. ولا ينطبق هذا على سوزان ثابت فالقانون هو القانون» وأنهى تعليقاته المتعاقبة على خبر الإفراج عن زوجة الرئيس السابق بقوله «الثورة التى تسمح بعبث البعض بالقانون هى ثورة فاشلة!! الثورات تقوم لخلق دولة سيادة القانون، وعلى النائب العام والمجلس (الأعلى للقوات المسلحة) أن يعيا ذلك». ودعا مستخدمون لموقع تويتر إلى مظاهرة أمام السفارة السعودية وحرق علم دولة قطر فى حال قيام قناة العربية المحسوبة على النظام السعودى ببث خطاب للرئيس المخلوع حسنى مبارك يعتذر فيه للشعب المصرى ويطلب من خلاله العفو عنه وأسرته وعدم إخضاعه وزوجته للمحاكمة.

ورفض رواد الشبكتين الاجتماعيتين ما نشرته «الشروق» حول اعتذار مبارك وما صرح به مصدر عسكرى بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة والنائب العام يبحثان كيفية العفو عن الرئيس السابق فى إطار قانونى إستجابة «لوساطة» جهات عربية عدة تدخلت لمنع محاكمته.

وتناقل رواد «فيس بوك» مقاطعا من قصيدة لا تصالح للشاعر الراحل أمل دنقل. وخاصة المقطع الذى يبدأ بالبيت «لا تصالح على الدم حتى بدم.. لا تصالح ولو قيل رأس برأس.. أكلُّ الرؤوس سواء؟!» وكتب الناشط هانى جورج ملاحظة طويلة قال فيها إنه مستعد لمسامحة مبارك ولكن المسامحة لا تعنى التسامح فى الحق فالمحاكمة العلنية العادلة هى حق لا يمكن التسامح فيه من أجل مستقبل هذا الوطن.. واعرب المعلقون على ما كتبه هانى عن خشيتهم من أن يرسى العفو عن مبارك وزوجته قاعدة تسمح لكل من ينهب أموال الشعب ويهدر دماء أبنائه للهروب من العدالة مقابل حفنة أموال.