صحف عربية: مجزرة محتملة في حمص.. وخلاف عميق بين الإخوان والعسكر

كتب: ملكة بدر الأحد 11-12-2011 12:46

اهتمت الصحف العربية، الصادرة الأحد بحصار قوات الأمن السورية لمدينة حمص واحتمال أن تشهد المدينة مجزرة، ولقاء جون كيري بالمشير طنطاوي وعدد من قيادات الإخوان المسلمين، والخلاف المتعمق بينهم وبين المجلس العسكري بسبب المجلس الاستشاري، بالإضافة لرفض عمر عبد الرحمن خوض الإسلاميين للانتخابات.

مجزرة محتملة في حمص

ركزت الصحف العربية الصادرة الأحد على الشأن السوري، وقالت «الشرق الأوسط» في عنوانها الرئيسي إن «نظام الأسد يهدد حمص: تسليم المنشقين أو الاجتياح»، مشيرة إلى استمرار آلة القتل السوري في حصد مزيد من الأرواح، غير عابئة بتهديدات فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

وأضافت أن قوات الأمن السورية تحاصر حمص بحوالي 10 آلاف جندي، وتهدد إما بتسليم المنشقين في الجيش السوري داخل المدينة أو الاجتياح، الذي يمكن أن يتسبب في مجزرة، وصفتها «الحياة» اللندنية بأنها «مأساة تنذر بالتصعيد الدولي ضد سوريا».

من ناحية أخرى، استمر النظام السوري في تصفية معارضيه، ولفتت «النهار» اللبنانية قيام الأمن بقتل 12 مدنيًا السبت في مناطق سورية عدة، كما أعلنت «لجان التنسيق المحلية» في البلاد أن عدد القتلى الذين سقطوا خلال النصف الثاني من نوفمبر الماضي، وتمكنت من توثيق أسمائهم، بلغ 421 قتيلًا، خاصة بعد أن أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عدد القتلى يوم الجمعة الماضي بلغ 41 قتيلًا بينهم 3 أطفال

لقاء كيري بالمشير و«الإخوان»

أشارت «الشرق الأوسط» إلى لقاء جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بالمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كما أشارت للقائه ببعض قيادات الإخوان المسلمين بعدها، وتأكيده أهمية أن «تظل السياسة المصرية ثابتة».

وقالت «الشرق الأوسط» إن «حزب الحرية والعدالة أحاط زيارة كيري إلى مقر الحزب بالمنيل بستار من التعتيم». ونقلت الصحيفة عن عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، إن «لقاء كيري الذي حضرته السفيرة الأمريكية في القاهرة تطرق للحديث عن اتفاقيات مصر الدولية، حيث أكدت قيادات الحزب أن الدولة المصرية تحترم اتفاقياتها بغض النظر عمن يحكم البلاد، داعيا الإدارة والشعب الأمريكي للوقوف على مسافة واحدة بين أطراف الصراع».

وتابع العريان: «أوضحنا لكيري أن الشعوب العربية ترغب في تحقيق سلام حقيقي يبدأ مع وقف الاستيطان ووقف العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني»، لافتا إلى أن كيري لم يتحدث عن الموقف الرسمي الأمريكي، إنما تحدث حول جهوده كسيناتور في هذا الملف.

خلاف عميق بين «الإخوان» و«العسكر»

من جانبها، قالت «الرياض» السعودية أن الخلاف بين الإخوان والمؤسسة العسكرية يتعمق على خلفية المجلس الاستشاري المدني المعاون له فى حكم مصر خلال الفترة الانتقالية التى تنتهى بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في يونيو المقبل.

ورأت «الحياة» اللندنية أن «العسكر يطمئنون الإخوان» عن طريق تصريحات اللواء ممدوح شاهين التليفزيونية، التي أكد فيها أن المجلس الاستشاري والحكومة والمجلس العسكري «لن يكون لهم رأي في أعضاء اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور»، موضحاً أنه «حسب الإعلان الدستوري فإن الجهة الوحيدة المنوط بها تشكيل اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور هي البرلمان، ولأعضائه المنتخبين غير المعينين».

إلا أن «الحياة» رأت أيضا أن هذه الخطوة لم تكن كافية لطمأنة الإخوان أو دفعهم للتراجع عن الانسحاب من المجلس الاستشاري، وقال الناطق باسم «الإخوان» محمود غزلان إن «موقف المجلس العسكري يحتاج مزيداً من الوضوح والشفافية.. يجب أن يعلنوا بمنتهى الوضوح أن المجلس الاستشاري لا علاقة له بموضوع لجنة إعداد الدستور، وأن هذا الأمر من اختصاصات البرلمان». وطالب ببيان رسمي من المجلس العسكري لإعلان هذا الموقف «لأن اختصاصات المجلس غير واضحة حتى الآن وهذا الأمر لا يريحنا». وأضاف: «إن صدر عن المجلس العسكري موقف رسمي، قد نعيد التفكير في مسألة الانسحاب من المجلس الاستشاري».

عمر عبد الرحمن يرفض خوض الإسلاميين للانتخابات

ذكرت «الحياة» اللندنية أن الأب الروحي للجماعات الإسلامية الجهادية في مصر الدكتور عمر عبد الرحمن الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في أحد السجون الأمريكية، رفض خوض الإسلاميين الانتخابات البرلمانية، معتبراً أنه «تقييد بالمناصب».

ورأى عبد الرحمن «ضرورة أن يكون الدعاة أحرارًا لا تقيّدهم المناصب التي قد تفرض تنازلات أو مساومات»، وهو ما نقله عنه نجله الأكبر عبد الله، مؤكدًا أن والده لا يفرض على الإسلاميين في البرلمان التقيد برأيه لأنه «قد يترائى للإسلاميين في مصر أن وصولهم إلى المناصب قد يزيد من قوتهم في الدعوة».

وكان عبد الله النجل الأكبر لعبد الرحمن قد أبدى رغبته في خوض المعركة الانتخابية على قوائم التحالف الذي يضم أحزاب: «النور» و «الأصالة» السلفيين و «الإصلاح والتنمية»، الذراع السياسية لـ «الجماعة الإسلامية»، لكنه آثر الانسحاب استجابة لدعوة والده في اللحظات الأخيرة.