قصة الطفل الذي نام مرتين في الحافلة المدرسية: أنقذه الشتاء وقتلته حرارة الشمس

كتب: بوابة الاخبار الأربعاء 19-09-2018 15:23

خرج الطالب الصغير عبدالعزيز، البالغ من العمر 8 أعوام، في السادسة من صباح يوم الأحد، من منزله في سيهات شرق#السعودية ليصعد حافلة المدرسة، متحمساً ليوم دراسي جديد، لكن النعاس غلبه قبل الوصول إلى المدرسة، حينها نزل كل الطلاب، وبقي عبدالعزيز نائماً.

فأغلق سائق الحافلة الباب وذهب، دون أن يعي أن عبدالعزيز لا يزال في داخلها، ليختنق الصغير دون أن يعلم به أحد، ويلقى حتفه بعد ساعات بسبب لهب حرارة شمس ذلك اليوم.

وتعليقاً على تلك المأساة التي هزت سيهات، روى مصطفى، والد الطفل عبدالعزيز المسلم لـ«العربية.نت» تفاصيل الحادثة، قائلاً: «ذهب ابني ليتعلم، وعاد جثة هامدة».

وتابع سرد القصة: «السائق لم ينتبه لابني عبدالعزيز في الحافلة، ليظل طوال اليوم الدراسي داخل الحافلة، وعند موعد خروج الطلاب، تم العثور عليه متوفى إثر اختناقه داخل الحافلة، ونقل على إثرها إلى المستشفى».

وأضاف: «قام السائق بإبلاغي بخبر وفاة ابني الذي يدرس في الصف الثاني ابتدائي، ولا أعلم ماذا أفعل الآن، فالسائق تم إيقافه، في حين لا زالت التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادثة، وهذا قضاء الله وقدره، لكن ابني كان ضحية إهمال، فالمدرسة لم تتصل حتى بنا لتبلغنا بغياب الطفل، ولم تصلنا أي رسالة من المدرسة تبين لنا أن الطفل كان غائباً هذا اليوم».

إلى ذلك، تحدث مصطفى عن ابنه، قائلاً: «كان يسأل عن الجنة ونعيمها، وهو يحفظ سورة الليل ويردد لأسرته إنني ذاهب للجنة، فهو طفل متفوق في دراسته، ويحب الألعاب ومعروف بالطيبة والأخلاق».

من جهتها، قالت الأم المفجوعة: «ابني شمعة احترقت بلهيب الصيف، وهذه المرة الثانية التي ينسى فيها سائق الباص الطفل، ففي المرة السابقة كانت في موسم الشتاء وكان الجو مناسبا، وعاد الطفل وهو يقول إنه شرب زجاجتين من الماء بعد أن نسيه سائق الباص دون أن ينزل إلى المدرسة».

وأضافت والدته وهي تبكي بحرقة: «لقد فقدت زهرة عمري، فكيف يترك السائق ابني في الباص، ابني مثل الوردة مؤدب وخلوق، ولم يؤذ في حياته أحداً، وقبل أن يخرج في اليوم نفسه، نبهت عليه الاهتمام بدراسته والتركيز وكان مجدا وحنونا على إخوته، وأسأل الله أن يلهمني الصبر والسلوان».

من جهته، أوضح المتحدث الرسمي بتعليم الشرقية، سعيد الباحص، أن طالباً توفي بعد نسيانه من سائق الحافلة، وهو نائم، ولم ينتبه لنزوله من عدمه إلا متأخرا، حيث تم تسجيل الطالب غائباً عن الحضور للمدرسة من بداية الدوام لليوم الدراسي، وتم إرسال رسالة لولي الأمر وقتها بغياب الطالب عن المدرسة مع بقية الطلاب الغائبين لهذا اليوم، وتم بعد ذلك إبلاغ المدرسة بوفاة الطالب بالمستشفى.

وتابع مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية حادثة وفاة الطالب، مبدياً حزنه الشديد لما حدث حيث تم تشكيل فريق عمل يقوم بزيارة المدرسة لمتابعة تفصيلات الواقعة.