طلب كبير مدعى المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى، «لويس مورينو أوكامبو»، الاثنين، من القضاة إصدار أمر دولى باعتقال الزعيم الليبى معمر القذافى ونجله سيف الإسلام ورئيس جهاز الاستخبارات عبدالله السنوسى.
وجاء فى مذكرة الاعتقال أن القذافى ونجله والسنوسى ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية تشمل القتل والتعذيب والاغتصاب وتعقب أشخاص أبرياء.
وقال «أوكامبو» إن المشتبه فيهم الثلاثة يتحملون مسؤولية ما وصفه بأنه اعتداءات دموية من قبل قوات الأمن على متظاهرين مسالمين، بالإضافة إلى قتل مدنيين فى هجمات نفذتها قوات القذافى على عناصر المعارضة.
وبرر أوكامبو طلبه، فى مذكرة وافية تتكون من أكثر من 70 صفحة جرى تسليمها للقضاة الثلاثة المسؤولين عن مراجعة الطلب، وسيتم إصدار أوامر الاعتقال فى حال اقتنع القضاة الثلاثة بأن هذه الاتهامات كافية من أجل تحريك دعوى قضائية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
جاء هذا فى الوقت الذى أعلن فيه وزير الخارجية الإيطالى «فرانكو فراتينى» أن «ساعات النظام الليبى معدودة» وأن قسما من المقربين من الزعيم الليبى يبحث عن «باب خروج» يسلكه «القذافى» نحو المنفى.
وأوضح «فراتينى» أن ما يتبين من الرسائل التى تصل من دائرة مقربة من النظام» أن القذافى يبحث عن باب خروج مشرف، مضيفا: «إننا نعمل مع الأمم المتحدة من أجل إيجاد مخرج سياسى كى ينسحب الديكتاتور مع عائلته من الساحة»، بهدف «تشكيل حكومة وحدة وطنية فورا، تضم قادة من طرابلس قد تم اختيارهم».
وكان خالد الكعيم، نائب وزير الخارجية الليبى، انتقد فى وقت سابق المحكمة الجنائية الدولية عندما أعلنت نيتها عن طلب تصاريح بالاعتقال بشأن قتل المحتجين المدنيين.
ومن جهة أخرى، كشفت صحيفة «ديلى ستار» الصادرة أمس الأول أن وحدة من القوات البريطانية الخاصة انضمت إلى عملية مطاردة العقيد الليبى معمر القذافى، وقالت الصحيفة إن الوحدة تسللت إلى معقل الزعيم الليبى فى طرابلس بعد إرسالها إلى ليبيا من أفغانستان بمهمة البحث عن القذافى من ثم استدعاء مقاتلات من «الناتو» لتصفيته بعد العثور على مخبئه.
وأعلن رئيس الوزراء الليبى البغدادى المحمودى أمس الأول لدى استقباله الموفد الخاص للأمم المتحدة فى ليبيا عبد الإله الخطيب استعداد نظام الزعيم معمر القذافى لوقف إطلاق نار فورى يتزامن مع وقف ضربات «الناتو»، واتهم الحلف بارتكاب «تجاوزات وانتهاكات» فى ليبيا منددا بـ«الاغتيالات السياسية والحصار البحرى الغاشم والقصف على مواقع مدنية وتدمير البنى التحتية».
كما ندد وزير الخارجية الليبى عبدالعاطى العبيدى، الموفد الخاص للأمم المتحدة، بالتجاوزات والانتهاكات الخطيرة التى يرتكبها حلف شمال الأطلنطى ضد الشعب الليبى من خلال قصف أهداف مدنية ومناطق مأهولة فى مدن ليبية عدة، وأسف لسقوط ضحايا «مدنيين» وأدان «محاولة اغتيال» معمر القذافى الذى تعرض مقر إقامته فى باب العزيزية مرارا للقصف فى الأسابيع الماضية، كما أسف لمقتل سيف العرب نجل القذافى فى غارة على باب العزيزية.