خماسية شرعية العنف

سمير مرقص الثلاثاء 18-09-2018 22:19

(1)

.

(2)

لم يكن «التحول» فى مصدر وطبيعة العنف مفاجئا. فلقد رصدنا فى واقعة ديروط نهاية الثمانينيات (فى ظل المرحلة الثانية من التوتر الدينى: مرحلة الاحتقان الممتد والتى أتت بعد مرحلة انطلاق العنف الدينى) أن هناك خطة- تكاد تكون ممنهجة- لتفريغ الصعيد من نخبته المدنية التاريخية أو طبقة ملاك الأرض التى ساهمت بقدر من التحديث فى حواضر الصعيد البازغة. فسارعت ببيع أراضيها وهاجرت إلى المدن الكبيرة تاركة أراضيها لما يمكن أن نطلق عليهم: «الوجهاء الجدد» الذين اتسموا بالمحافظة الثقافية. ومع مرور الوقت، ولأسباب كثيرة، بدأت «مرحلة التناحرات القاعدية» فى عام 2007 بين المواطنين فى صراع مفتوح على أرضية المجال العام. وهنا تعددت أسباب «التناحر». وقد عددنا فى دراسة موسعة «تسعة» أسباب كما يلى: أولا: بناء الكنائس أو شائعة بذلك. ثانيا: خلافات مجتمعية يمكن أن تحدث بين المتماثلين فى الدين تتحول إلى توترات دينية متى حدثت بين المغايرين دينيا. ثالثا: التمييز الدينى. رابعا: صراع على الأرض كما هو الحال فى واقعة أبو فانا بالمنيا (جرت بين الرهبان والعربان). خامسا: أطروحات فقهية متطرفة/ شاذة مثل التعييد على غير المسلمين. سادسا: سجال دينى. سابعا: الضغط عل الدولة وإحراجها. ثامنا: العلاقات العاطفية بين المختلفين دينيا. تاسعا: التحول الدينى.. وقد ساهم فى وصولنا إلى هذه المرحلة الرابعة ما سبقها من مرحلة السجال الدينى والتى ساهمت فى خلق ثقافة مجتمعية مانعة لـ: أولا: إعمال القانون، وثانيا: لبناء الجسور، وثالثا: لتجديد رابطة المواطنة التى تجلت فى كثير من المراحل التاريخية بين المصريين على اختلافهم فى مواجهة الاستعمار، والاستبداد، والحكام الوافدين.. فما هى عناصر هذه الثقافة المجتمعية المضادة المانعة أو ما يمكن أن نطلق عليه «أيديولوجيا العنف» لثقافة التيار الرئيسى الاعتدالية؟

(3)

.