قال الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، إن الدول العربية والصين ترتبط بعلاقات تاريخية وثيقة قائمة على التعاون والاحترام والدعم المشترك تجددت في العصر الحديث بإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين عام 1956، وتوجت بإنشاء منتدى التعاون الاقتصادي العربي الصيني عام 2004، وجاءت مبادرة الرئيس الصيني شي جينيينج التي أطلقها عام 2013 لإحياء الحزام والطريق لتمثل فرصة لتطوير هذه العلاقات، وهو ما انعكس في قيام الصين بتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع 11 دولة عربية وإبرامها لاتفاقيات تعاون بشأن المشاركة في بناء «الحزام والطريق» مع تسع دول عربية.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها، الاثنين، في افتتاح منتدى «أثر طريق التحرير وإيجاد الفرص الاستثمارية بين الدول العربية والصين»، الذي تنظمه الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بمقرها في أبي قير خلال الفترة من 17-18 سبتمبر الجاري.
وأضاف «عرفات» أنه على مستوى العلاقات الثنائية بين مصر والصين، فقد شهدت هذه العلاقات تطورات استراتيجية غير مسبوقة خلال الأعوام الأخيرة ومنذ انعقاد القمة المصرية الصينية عام 2014 وحتى الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي للصين في بداية هذا الشهر للمشاركة في أعمال المنتدى التعاون الاقتصادي والصيني الأفريقي «فوكاك» والتي شهدت أيضا إبرام عدد من اتفاقيات التعاون في عديد من المجالات.
وأشار إلى أنه على الصعيد الاقتصادي تطور حجم التبادل التجاري بين البلدين وكذلك حجم وتنوع الاستثمارات إلى جانب التعاون العلمي والتكنولوجي، فقد بلغ حجم التبادل التجاري في الربع الأول من العام الحالي 2،835 مليار، كما أن حجم التجارة الثنائية شهد نمو بنسبة 24% على أساس سنوي خلال السبعة أشهر الأولى من العام الجاري ليصل إلى 7،5 مليار دولار أمريكي، وبلغت الصادرات الصينية لمصر 6,5 مليار دولار، بينما بلغت الواردات الصينية من مصر مليار دولار أمريكي بما يمثل زيادة تبلغ 60% عن عام 2016.
وتابع: «شهدت الاستثمارات الصينية المباشرة في مصر ارتفاعاً يقدر بـ106 ملايين دولار في النصف الأول من عام 2017 بزيادة تقدر بـ75% عن نفس الفترة من العام السابق، وبهذا احتلت المرتبة السادسة في قائمة الدول المستثمرة في مصر بعد أن كانت من المركز الـ15 عام 2016، إضافة إلى استثمارات الصين في منطقة التعاون الصيني – المصري».
وذكر وزير النقل أنه على جانب آخر، شهد التعاون بين المؤسسات المالية الصينية مع البنوك المصرية عام 2017 أبعاد جديدة من خلال الاتفاق لتبادل العملات المحلية مما يتيح تبادل المعاملات التجارية بين البلدين بعملتهما دون التقيد بالدولار خاصة بعد اعتماد صندوق الدولي «لليوان الصيني» كعملة رسمية للمبادلات التجارية الدولية، مشيرا إلى أنه «خلال هذا المنتدى سيتم التعرف على رؤية المشاركين من الجانب الصيني والشركاء الإقليمين بالمبادرة من الدول العربية وايطاليا»، آملين أن «تكلل حواراتنا بالنجاح في بلورة فكر مشترك حول سبل التعاون في إطار هذه المبادرة التاريخية».
ومن جانبه، ذكر الدكتور محمد أبوالعينين، رئيس الشعبة العامة للمستثمرين باتحاد الغرف التجارية، أن مشروع طريق الحرير له أهمية كبيرة كونه يشارك به أكثر من ٦٠ دولة، فهو محور ضخم، يربط الشعوب معا، ويخلق مدن صناعية.
وأضاف «أبوالعينين»، خلال كلمته على هامش منتدى «طريق الحرير»، أن هذا الطريق يعد بناء عصر جديد في الصناعات بالتكامل بين دول العالم، لافتا إلى أن مصر من أولى الدول التي رحبت بالمشروع مند عام ٢٠١٣، مشيرا إلى أن كافة الدراسات تشير إلى نجاح ضخم لهذا المشروع.
فيما قال الدكتور إسماعيل عبدالغفار، رئيس الأكاديمية البحرية، إن الهدف من منتدى طريق الحرير مناقشة تحديد أثر طريق الحرير وإيجاد الفرص الاستثمارية بين الدول العربية والصين في قطاعات النقل البحري والطرق والسكك الحديدية والتنسيق بين المناطق الاقتصادية واللوجيستية والموانئ الجافة والمناطق الحرة الموجودة حاليا في الدول العربية، بما يساهم في تحقيق أهداف طريق الحرير والمصالح العربية المشتركة.
وأضاف «عبدالغفار» أن المنتدى يهدف إلى بحث كيفية استفادة الدول العربية من مبادرة (حزام واحد- طريق واحد)، التي أعلنها الرئيس الصيني عام 2013، وآثر تلك المبادرة على أنماط التجارة الدولية وحركة النقل العالمية.