خبراء: المجتمع تغير.. والأخلاق لا تحكم تصرفات الناس

الثلاثاء 23-02-2010 00:00

لم يكن انتهاك الخصوصية ظاهرة جديدة، لكنها انتشرت بشكل جعلت خبراء الاجتماع يدرسون حالات «انتهاك الخصوصية» بشكل أكاديمى، بعد أن أصبح الجميع معرضين لانتهاك الحق فى الخصوصية.

فى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية قرر عدد من خبراء علمى الاجتماع والنفس الوصول إلى أبعاد هذه الظاهرة ورصدها عن قرب.

أعد الخبراء دراسة عن الخصوصية فى مصر، تقول د. إيمان شريف، إحدى المشاركات فى البحث: «حب الاستطلاع سمة بشرية لكن المشكلة هى أن تلك السمة تطورت لدى بعض الأشخاص نتيجة عوامل معينة مرتبطة بالشخص نفسه وظروف حياته وتنشئته وبيئته، ولذا تحول الفضول إلى تتبع».

أما الدكتورة عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع، فرأت أن المجتمع نفسه هو المشكلة: «كثيراً ما نجد فى طباع المصريين عدم احترام خصوصية الغير، والتدخل فى شؤون الآخرين، والتدخل بالرأى فى أحيان كثيرة، حتى أصبح حشر الأنف طبعاً عاماً فى المجتمع، فليست هناك قواعد أخلاقية تحكم الناس».

وأشارت كريم إلى أن «النساء أكثر فضولاً من الرجال فى الغالب، واقتحام خصوصية الآخرين يكون نتيجة شعور المرأة بعدم التقدير وإحساسها بأنها فقدت البريق الاجتماعى، وكذلك ربما يكون للأمر علاقة بفقدانها الأصدقاء، فضلاً عن الشعور بالإهانة أو عدم مقدرة الفرد على التكيف من ظروفه، فيلجأ مباشرة للبحث عن دور مهم اجتماعياً يصنع به أهمية وهمية عبر التدخل فى خصوصيات الآخرين وإدمان إسداء النصائح لمن يعرفهم أو لا يعرفهم، وسواء كان الموضوع شخصياً أم لا فهؤلاء جاهزون دائماً لإسداء النصح، سواء طلبت منهم أم لم تطلب».

وأشارت إلى أن المرأة أكثر اهتماماً بذلك من الرجل، ويتلازم هذا الاهتمام بحياة الآخرين لدى المرأة مع الفراغ الذهنى والعاطفى الشديد، حيث يشعر الإنسان بأنه يفقد التقدير ممن حوله، أو بأنه مهان، أو غير قادر على الإحساس بكيانه وبدوره الإيجابى فى المجتمع، فيحاول أن يوجد أهمية لنفسه من خلال التدخل فى خصوصية الآخرين وإبداء رأيه.

 وغالباً ما يكون التدخل فى الخصوصيات من صاحب السلطة سواء سياسية أو مالية أو اجتماعية، فيعطى الإنسان نفسه الحق فى التدخل وفرض نفسه ورأيه على الآخرين، وقد يستغل الفرصة لإفساد حياة البعض كنوع من الانتقام.

من جانبه، يرى د. حسن الخولى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن «الشعور بالخجل من التدخل فى أمور الآخرين يعتبر صمام أمان لحماية الخصوصية»، فيما ركز الدكتور عادل هريدى، أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية، على نقطة أخرى، مشيراً إلى أن بعض المجتمعات يغلب عليها الطابع الجمعى، ومنها ما يتصف بالعمومية، وبلادنا كغيرها من المجتمعات النامية ذات طابع جمعى، بمعنى أن الجميع يشعرون بأنهم «كتلة واحدة لا فرق بينهم»، وبالتالى تصبح فكرة الخصوصية وحدودها غير واضحة، والبعض يتسامح فيها لدرجة كبيرة.