أزمة السولار تشتعل فى المحافظات.. والحكومة تسابق الزمن لاحتوائها

دخلت الحكومة فى سباق مع الزمن لاحتواء أزمة نقص السولار فى موسم ذروة استهلاكه، خاصة داخل المحافظات التى تضم مساحات زراعية شاسعة.

وأعلنت وزارة المالية موافقتها على تخصيص 300 مليون دولار من الموازنة العامة للدولة بشكل عاجل لصالح الهيئة العامة للبترول، لتمويل شحنات السولار والبوتاجاز المستوردة من الخارج، على خلفية النقص من المعروض منها فى السوق.

كما أعلنت الوزارة أنها أخطرت البنك المركزى، الأحد، بضرورة التدبير العاجل للمبلغ، رغم أن هيئة البترول كانت قد طلبت مؤخرا تخصيص 600 مليون دولار لشراء منتجات بترولية ومواجهة الاحتياجات حتى نهاية يونيو المقبل.

يأتى هذا فى الوقت الذى تواصلت فيه أزمة السولار فى المحافظات، الأحد، وشهدت المحطات زحاماً شديداً، من سيارات النقل الثقيل والخفيف والجرارات الزراعية والميكروباص، ليتطور المشهد إلى وقوع مشادات ومشاجرات بين السائقين، تسفر عن إصابة أكثر من 20 شخصا. وفى العاصمة تسببت الأزمة فى ارتباك حركة سير الميكروباصات على أعداد كبيرة من خطوطها العاملة فى المناطق الشعبية.

«المالية» تخصص 300 مليون دولار لتمويل استيراد السولار والبوتاجاز

وافقت وزارة المالية على تخصيص 300 مليون دولار من الموازنة العامة للدولة بشكل عاجل لصالح الهيئة العامة للبترول، لتمويل شحنات السولار والبوتاجاز المستوردة من الخارج، على خلفية النقص فى المعروض منها فى السوق.

وقال عاطف ملش، رئيس قطاع الموازنة العامة للدولة بوزارة المالية، فى تصريح خاص لـ«المصرى اليوم»، إن الوزارة أخطرت البنك المركزى أمس بضرورة التدبير العاجل للمبلغ، لافتا إلى أن هيئة البترول كانت قد طلبت مؤخرا تخصيص 600 مليون دولار لشراء منتجات بترولية ومواجهة الاحتياجات حتى نهاية يونيو المقبل.

من جانبه، قال المهندس عبدالله غراب، وزير البترول، إن التعاون بين وزارتى المالية والبترول قائم لتوفير الموارد المالية اللازمة لاستيراد المنتجات البترولية للسوق المحلية، واصفا هذا التعاون بأنه الاكفأ منذ سنوات بين الوزارتين.

وأشار غراب فى تصريح خاص إلى أن المخصصات التى تحتاجها هيئة البترول شهريا تمثل محورا رئيسيا لأداء الهيئة دورها بكفاءة وسلاسة.

من ناحية أخرى، قال المهندس محمد شعيب، نائب رئيس هيئة البترول، إن الهيئة لم تقلل حصص المحافظات من السولار، مشيراً إلى أن أزمة نقص السولار التى ظهرت بعدد من المحافظات جاءت بسبب تهريبه للخارج.

وأوضح شعيب لـ«المصرى اليوم» أنه بمجرد دخول شهر مايو قامت الهيئة بزيادة كميات السولار المطروحة بنحو 4% ثم أعقبتها زيادة أخرى بـ 6% لمواجهة أى طلب إضافى ينجم عن بدء موسم الحصاد فى المناطق الزراعية.

وأكد أن حرس الحدود ضبط أمس الأول 3 قوارب صيد تنقل كميات من السولار المهرب لبواخر سورية وأجنبية فى عرض البحر.

وأضاف نائب رئيس هيئة البترول، أن هؤلاء المهربين يشترون لتر السولار بجنيه ويبعونه بدولار وأكثر حسب الموسم للمهربين ، دون إدراك للمشكلة التى تظهر فى السوق مع نقص المعروض والخسائر التى تتعرض لها الدولة من وراء عمليات التهريب.

ولفت إلى أن سعر طن السولار عالميا تجاوز الـ1000 دولار للطن، وتصل إجمالى تكلفة استيراده على الهيئة إلى 6600 جنيه للطن، بينما يتم دعمه وبيعه بالسوق المحلية بـ 900 جنيه للطن

سائقو الميكروباص بالقاهرة يلوّحون برفع الأجرة

خلا أغلب محطات الوقود فى محافظة القاهرة من السولار، بينما تكدس عدد كبير من عربات النقل الثقيل والميكروباص أمام المحطات التى توافر بها السولار.

واشتكى سامح رأفت، سائق ميكروباص، من خلو جميع المحطات من السولار، مؤكدا أنه حتى فى المحطات التى لايزال لديها وقود يشترط العامل على السائق دفع 5 جنيهات، مقابل تزويد العربة بالوقود.

وقال رأفت إن العديد من المحطات يمنح 20 لتراً فقط لكل سيارة، وهى لا تكفى ما يحتاجه السائق طوال اليوم.

عماد محمد، سائق ميكروباص، أشار إلى أنه سيضطر إلى زيادة تعريفة الركوب، بسبب نقص السولار فى السوق.

وأكد محمد سامح، سائق نقل، أن طابور السولار قد يصل ساعة، حتى يستطيع السائق تزويد السيارة بالوقود، وهو ما يؤدى إلى مشكلات ومشاحنات عديدة بين الركاب والسائق، بسبب تعطيلهم عن أعمالهم لعدم وجود سولار.

الأزمة نفسها يواجهها اصطفانوس سليمان، سائق بشركة سياحة بالقاهرة، حيث أكد أن الأزمة ألقت بظلالها على نشاط شركته، مشيرا إلى أن عدداً كبيراً من السائحين من المفترض نقلهم من مطار القاهرة إلى الإسكندرية، لكن لا يوجد سولار فى محافظة القاهرة يمكنه من ذلك.

فى منطقة الوايلى، لم يختلف الأمر كثيرا، حيث أكد محمد كامل الغرباوى، العامل بمحطة شل، أن الأزمة على مستوى الجمهورية، وتعجب من حدوثها فى شهر مايو قائلا: «عادة ما نواجه أزمات فى السولار فى شهر يوليو وأغسطس، وهى أوقات صيانة معامل التكرير بهيئة البترول، لكن حدوثها فى هذا التوقيت من العام أمر غريب

توقف حركة النقل بالمحافظات وتعطل المخابز و جنى المحاصيل وإصابات فى مشاجرات داخل المحطات

تواصلت أزمة السولار فى المحافظات، وشهدت المحطات زحاماً شديداً من سيارات النقل الثقيل والخفيف والجرارات الزراعية، ليتطور المشهد إلى وقوع مشادات ومشاجرات بين السائقين، تسفر عن إصابة أكثر من 20 شخصا.

وأصيب 7 من سائقى سيارات الأجرة فى مشاجرات أمام محطة بنزين بمدينة بنى سويف، قبل أن يتدخل المواطنون لفض المشاجرة التى استخدم فيها السائقون الأسلحة البيضاء.

واقتحم عدد من السائقين محطة التعاون بمدينة بنى سويف شرق النيل وأجبروا صاحب المحطة على ضخ السولار لسياراتهم، مما أدى إلى وقوع مشاجرات بالأيدى بين أصحاب السيارات.

وأصيب شخص يدعى سعيد محمد جمعة بطلق نارى فى القدم، عندما حاول صاحب إحدى محطات البنزين فى مدينة أهناسيا، تفريق المتشاجرين، وتم تحويل المصاب إلى مستشفى بنى سويف العام، وتحرير محضر بالواقعة.

كما تسببت الأزمة فى توقف المخابز عن العمل ونشبت مشاجرات بين الأهالى وأصحاب الأفران.

وفى الدقهلية، وقفت السيارات والجرارات الزراعية لمسافات طويلة وصلت إلى أكثر من 200 متر أمام المحطات للحصول على 20 لتراً من السولار، واشتكى العديد من أصحاب المحطات من تأخر وصول السولار، وأغلقت العديد من المحطات طلمبات السولار بعد نفاد الكميات.

وأصيب 5 أفراد بمحطة أوبليبيا بطريق المنصورة - دمياط، و4 بمحطة كفر عوض السنيطة مركز أجا خلال مشاجرات بالسنج والشوم.

وتسببت الأزمة فى اختناقات مرورية بشارع عبدالسلام عارف بمدينة المنصورة بعد تكدس السيارات فى منتصف الطريق أمام محطة قابل وتكرر الاختناق على طريق المنصورة - القاهرة السريع لسيطرة طوابير السيارات على منتصف الطريق بالمحطات الواقعة فى طنامل وميت غمر والسنيطة.

وتعطلت الجرارات والآلات الزراعية عن العمل خاصة فى موسم حصاد القمح وتجهيز التربة لزراعة الأرز والذرة الشامية والزراعات الصيفية.

وحررت مباحث التموين بالمحافظة 163 محضرا لمحطات بنزين قامت باستغلال أزمة نقص السولار، ورفعت سعر الصفيحة من 23 جنيهاً إلى 30 جنيهاً. وبعد نفاد السولار من القرى اتجه الفلاحون إلى المدن لشراء السولار، وهو ما أحدثزحاما شديدا فى المحطة الموجودة أمام التأمين الصحى بالمنصورة والمحطة الموجودة أمام ديوان عام المحافظة وعلى طريق المنصورة - دمياط.

ونشبت مشاجرات بالأسلحة البيضاء فى 3 محطات بالمعصرة والسنبلاوين والمنزلة وانتقلت قوات الجيش والشرطة لتأمينها بعد محاولة عدد من الأهالى اقتحامها للحصول على السولار ونتج عن الحادث إصابة 3 شباب.

وفى كفر الشيخ، أغلقت بعض المحطات، نظراً لعدم وجود سولار بها وامتداد الطوابير والمشاجرات أمامها، حيث يتم الانتظار على أمل مجىء مقطورات محملة بالوقود والسولار لتلك المحطات، بينما استغل السائقون الأزمة ورفعوا أجرة الركوب.

وفى دمياط، أصيب 7 بإصابات طفيفة خلال مشاجرات فى محطات بالزرقا وكفر سعد، وتسببت الأزمة فى تأثر حركة النقل للبضائع إلى ميناء دمياط، وكذلك سيارات الميكروباص التى تعمل بالسولار، مما أدى إلى تكدس الركاب فى محطات الزرقا وفارسكور وكفر سعد.

وفى القليوبية، شهدت المحطات ازدحاما شديداً فى أغلب مدن ومراكز المحافظة وتكدست السيارات أمام محطات التموين، خاصة على الطرق السريعة. وشهدت المدن التى تعمل فيها المخابز بالغاز الطبيعى نزوح الأهالى إليها لتوفير احتياجاتهم من الخبز البلدى«.

وفى الشرقية، تم تحرير عدة محاضر لأصحاب عدة محطات للوقود، واعترف حمدى الشربينى، وكيل وزارة التضامن لقطاع التموين بالمحافظة، بأن سبب الأزمة نقص فى الكمية التى تأتى إلى المحافظة.

وفى بورسعيد، أصيبت المدينة بالشلل بعد توقف السيارات عن العمل.