حث رئيس جهاز الاستخبارات السعودية، الأمير مقرن بن عبدالعزيز، حكومة دمشق مجدداً على التعاون مع جامعة الدول العربية لمعالجة الأزمة في سوريا منذ مارس الماضي، «قبل أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة».
وحذر الأمير مقرن، عشية اجتماع لجنة المبادرة العربية الخاصة بالأزمة السورية، بالدوحة، من إضاعة الفرص وعدم التعاون مع الجهود العربية التي لا تستهدف التدخل في الشؤون الداخلية لسورية أو التعدي على سيادتها الوطنية بقدر حرصها على حماية أبناء الشعب السوري من القتل.
وقال الأمير مقرن في تصريح لجريدة «الوطن» السعودية: «نحن لا نريد التدويل ولا نريد أن تدفعنا دمشق إليه لأنه سيأخذ الأمور إلى منحنى آخر ولن تبقى تحت سيطرة أو اختيار دمشق».
وأضاف أن التدويل ستكون له تبعات قد تعني التدخل العسكري وتكرار التجربة الليبية، فيما يمكن الاستفادة من التجارب التي نجحت فيها الوساطة لإخراج بعض الدول من حالة الفوضى واحتمالات الانقسام والدخول في حرب أهلية، وذلك في إشارة إلى نجاح الجهد الخليجي في دفع أطراف الصراع في اليمن لتوقيع المبادرة الخليجية وآلياتها في الرياض والتي كفلت انتقال السلطة.
كانت الخارجية السورية، قد قالت إن دمشق تدرس رد الجامعة العربية على طلبها برفع العقوبات كمقدمة لاستقبال مراقبي الجامعة في سوريا، فيما سقط أكثر من 50 قتيلا على يد أجهزة الأمن التى تحاول قمع المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام، خلال أقل من يومين.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الخارجية الفرنسية، أن فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا حصلت على الموافقة التي طلبتها من الأمم المتحدة لكي يستمع مجلس الأمن الدولي إلى المسؤولة الأممية عن حقوق الإنسان، نافي بيلاي، بشأن الأوضاع فى سوريا.
وفي فيينا، قال وزيرالخارجية النمساوي، مايكل شبيندليجر، إن الرئيس السوري يجب أن يتنحى عن السلطة على الفور ويحاسب على انتهاكات نظامه لحقوق الإنسان.
فيما قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إن بلاده لا تريد التدخل في شؤون سوريا الداخلية لكنها لا تستطيع أن تقف ساكنة إذا تعرض الأمن الإقليمي للخطر.
من جانبها، أعربت الولايات المتحدة، الجمعة، عن «قلقها العميق» من المعلومات التي نشرتها المعارضة السورية «المجلس الوطني»، وتحدثت عن استعدادات يقوم بها نظام الرئيس بشار الأسد لشن هجوم واسع النطاق على مدينة حمص.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، إلى أن الأسد سيعتبر مسؤولاً عن كل شخص تقتله القوات السورية التي قتلت منذ اندلاع الثورة في مارس أربعة آلاف شخص، بحسب تقارير للأمم المتحدة.