كان السلطان العثماني سليمان القانوني واحدا من أشهر السلاطين العثمانيين وأقواهم وأطولهم حكما، فقد حكم لمدة ٤٦ عاماً بدأت من ١٥٢٠، وسماه الغربيون سليمان العظيم، وهو مولود في ٦ نوفمبر ١٤٩٤.
وفى عهده زادت مساحة الدولة العثمانية لأكثر من الضعف، حيث فتح شمال أفريقيا وامتد سلطانه للمجر وڤيينا وبلجراد، وشهد عهده توسعا عمرانيا والكثير من أعمال البناء ومما بناه جامع السليمانية، كما قام بحملة معمارية في القدس ورمم سورها أما لقب «القانونى» فلأنه عرف بسنه الكثير من القوانين لتنظيم شؤون الدولة.
وظلت هذه القوانين تطبق حتى القرن التاسع عشرالميلادى، كما قام بإصلاحات قضائية وكان راعيا كبيرا للثقافة والفنون والأدب وقد خرق التقاليد الاجتماعية العثمانية بزواجه من واحدة لم تكن من حريم القصر «روكسلانا»، ومما لا يعرفه البعض أنه كان شاعرا مجيدا وكتب قصائد رائعة وكثيرة في «روكسلانا» وكان مجيدا في الخط العربى ويجيد عددا من اللغات الشرقية من بينها العربية.
وتمتع بخبرة في المجوهرات وقبل كل ذلك فقد كان قائدا عظيما لجيوشه وقد مات أثناء حصاره لمدينة سيكتوار «زي النهارده» ٥ سبتمبر ١٥٦٦، ونجح في وأد كل التمردات التي واجهته مثل تمرد جان بردى الغزالى في الشام وأحمد باشا في مصر وقلندر جلبى في قونية ومرعش.
وشهدت القوات البحرية في عهده نمواً كبيراً وأصبحت مسؤولة عن حماية مياه البحار التي تطل عليها الدولة بل والبحر الأحمر واستولى على سواكن ومصوع وسواحل الحبشة مما أنعش التجارة بين آسيا والغرب كما انفتح على الغرب والدول الأوروبية وعقد عددا من الاتفاقات المهمة.