«المحمول وكاميرات المراقبة والشهود».. 3 أدلة تُثبت التهمة على قاتل طفليه بالدقهلية

كتب: نورهان مصطفى الأحد 02-09-2018 18:13

«أردتُ تخليصهُما من ضغوط الحياة، وقتلتهُما كي أضمن لهما دخول الجنة»، كلمات معدودة قالها المتهم محمود نظمي محمد السيد، المعروف إعلاميًا بـ«قاتل نجليه؛ ريان ومحمد»، نعم قال تلك الكلمات خلال اعترافه أمام النيابة، والتي سُربَت إلى مواقع التواصل الاجتماعي في شكل فيديو قصير، يعترِف فيه المتهم بثبات شديد، الأمر الذي نفاه ضباط المباحث، إذ ذكروا أنه عند حصولهم على الاعتراف من الأب، دخل في حالة بكاء هستيري.

على مدار أيام، نُسجَت سيناريوهات عديدة حول تلك القضية الشائكة، سيناريوهات تطايرت في الفضاء الإلكتروني، إذ أرفقت بأسئلة كثيرة «كيف يقتل أب نجليه بدمٍ بارد؟»، لكن المصادر الأمنية قالت إن رواية الأب عن الخطف من البداية كانت غير محبوكة، ومع ذلك لم يخطر ببال أحد أن يكون هو الفاعل، فجاءت اعترافاته عن تجارة السلاح وعلاقته بتلك السيدة لتشتت جهود فريق البحث بالاتجاه خلف تلك الخيوط، في محاولة لكشف لغز خطف وقتل الطفلين.

بتاريخ 21 أغسطس، تلّقى اللواء محمد حجي، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء محمد شرباش، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ لمركز شرطة ميت سلسيل من محمود نظمي السيد، ومقيم منطقة البحر الجديد بالمدينة، باختطاف طفليه «ريان ومحمد» أثناء تواجدهما معه بالملاهي في أول أيام عيد الأضحى.

وبسؤال والد الطفلين، في محضر اختفائهما، أكد أنه فوجئ بشخص يستوقفه ويدعي أنه زميله في المدرسة بالمرحلة الابتدائية وظل يتحدث معه وعندما تركه وذهب لم يجد نجليه وبعد 18 ساعة من البحث تم العثور على الطفلين غارقين في نهر النيل بفارسكور، إذ أكد الأب حينها أن شهود العيان رأوا الطفلين بصحبة سيدة أخرى.

ومع البدء في التحقيقات، تم القبض على السيدة التي أثبتت وجودها في مكان معلوم وقت الجريمة، وتبقى أمام الفريق واقعة تجارة الآثار والعلاقات المشبوهة والخلاف مع 2 منهما، ثم جاء اعتراف الأب ليكون لغزا جديدا في الواقعة عن الأسباب الحقيقية لقتله الطفلين.

واليوم الحد، أصدر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، أمرًا بإحالة المتهم محمود نظمي محمد السيد، قاتل نجليه إلى المحاكمة الجنائية العاجلة، مع استمرار حبسه، إذ وجهت النيابة العامة للمتهم تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار لنجليه؛ ريان محمود نظمي ومحمد محمود نظمي، فضلاً عن اتهامه بتعاطي المخدرات.

وبجانب اعتراف المُتهم بفعلته، كان هُناك أدلة أخرى تُثبت الجريمة، إذ أظهرت كاميرات المراقبة المُثبتة على طول الطريق من بلدة المُتهم، ميت سلسيل، وحتى مدينة فارسكور مكان ارتكاب الجريمة وفي توقيتات تتفّق مع تاريخ الواقعة، كمّا قرر بعض الشهود رؤيتهم للمتهم صحبة نجليه، في أماكن مُتفرقة كلها في الطريق من ميت سلسيل إلى فارسكور.

فضلاً عمّا توصلت إليه التحقيقات من رصد المحادثات التلفونية التي قام بها المتهم، من خلال هاتفهُ المحمول، والتي أشارت إلى تواجده بالنطاق الجغرافي لمدينة فارسكور، إذ أكد التقرير الصفة التشريحية، وهي وفاة الطفلين نتيجة «اسفكسيا الغرق».

كمّا كشفت تحقيقات النيابة العامة عدم صحة ما سبق، وأن ما أدلى به المتهم سالف الذِكر من اختفاء نجليه، إذ اعترف المتهم بالتحقيقات بإرتكابه واقعة قتل نجليه، بأن قام بإصطحابهما وإلقائهما تباعًا في نهر النيل من أعلى كوبري فارسكور، مُعللاً ذلك بـ«إصابته بإكتئاب حاد وتعاطيه المواد المُخدرة»، رغبة منهُ في تخلصيهما من مساوئ الحياة، وما قد يلحقهُما من عار بسبب سوء سلوكه، وتبديده لثروته، لذا اختمر في ذهنه فكرة قتلهُما قبل الواقعة بعشرة أيام، حتى وافتهُ الفرصة لتنفيذ جريمته.

وأثبت تقرير المعمل الكيماوي بمصلحة الطب الشرعي عن تناول المتهم لمادتي الحشيش والترامادول المخدرتين، كما تم إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات لمحاكمته بجلسة عاجلة.