تقدّم محاميا «أشعياء»؛ كيرلس سامي ومحمد رمضان، بطلب إلى المستشار ناصر الدهشان، المحامى العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، يطلبا فيه إعادة التحقيق مع وائل سعد تاواضروس، الراهب المجرد من الرهبنة، والذى كان يعرف باسم «أشعياء المقارى»، واصفين ما حدث بأنهُ «أجبر على الإعتراف» بقتل الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبو مقار بوادى النطرون.
وقال كيرلس سامى، محامى «المقارى» إنه تقدم ببلاغه يطلب التحقيق فيه بصفة مستقلة عن القضية المحالة للمحكمة الجنائية، رغم ارتباطها بها بهدف حفظ حقوق موكله.
وجاء فى المذكرة التى تقدم بها المحاميان، أن موكلهما المتهم فى القضية رقم 3067 لسنة 2018 جنايات وادى النطرون، وأنه تمت زيارة المتهم لأول مرة فى سجن دمنهور للمرة الأولى يوم 28 أغسطس بعد التصريح بالزيارة، ونفى المتهم منذ أول وهلة جميع التهم الموجهة له وقرر أنه كان خارج الدير فى توقيت الحادث وأن كاميرات المراقبة رصدت وقت خروجه قبل وقت الواقعة.
وأضاف المحاميان فى مذكرتهما أن موكلهما قرر أنه تم تعذيب ه لعدة أيام وتم استخدام وسائل الإكراه البدنى القاسية والتعدى عليه واستخدام بعض الحيل والضغوط النفسية لإجباره على الاعترف بارتكاب جريمة القتل، كما تم نقله لنيابة الاستئناف ليلاً لعدم توصل أى شخص أو محامى إليه للدفاع عنه.
وطلب المحاميان فى المذكرة سرعة التحقيق مع المتهم لما تعرض له من تعذيب بدنى واستعمال القسوة والضغوط المعنوية والنفسية معه، باعتبار أن ما يتعرض له المتهم يعد انتهاكًا لحقوق الانسان ومخالقاً للدستور.
وأصدر المستشار نبيل أحمد صادق، النائب العام، قرارًا يوم 19 أغسطس الماضى، بإحالة المتهمين وائل سعد تاواضروس ميخائيل، المعروف باسم الراهب أشعياء المقاري سابقًا، والراهب فلتاؤس المقاري، واسمه بالميلاد ريمون رسمي منصور فرج، إلى المحاكمة الجنائية أمام محكمة استئناف الاسكندرية لتحديد جلسة عاجلة لمحاكمتهما، بعد أن انتهت نيابة استئناف الإسكندرية من تحقيقاتها التي كشفت عن قيامهما بقتل المجني عليه الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون.
وجاء فى بيان سابق أصدره مكتب النائب العام، أن المتهم الأول «وائل سعد» أقر بالتحقيقات بأنه على إثر خلافاته والمتهم الثاني مع المجني عليه الأنبا إبيفانيوس اتفقا على قتله، وكان ذلك منذ شهر سابق لتاريخ الواقعة، وفي هذا التاريخ كمنا له بطريقه المعتاد من سكنه إلى كنيسة الدير لأداء صلاة قداس الأحد وما أن شاهد المتهم الأول المجني عليه قام بالتعدي عليه مسددا له ثلاث ضربات متتالية على مؤخرة الرأس بواسطة الأداة التي أعدها لذلك «ماسورة حديدية» قاصدا من ذلك إزهاق روحه حال مراقبة المتهم الثاني للطريق والشد من أزره وعقب تيقنهما من وفاة المجني عليه فرا هاربين.
وأوضح النائب العام فى البيان أن أن تقرير الصفة التشريحية أثبت أن وفاة المجني عليه نتجت عن الإصابة الرضية والقطعية بالرأس وما صاحبها من تهتك وكسور ونزيف بالجمجمة.
وكانت نيابة وادى النطرون الجزئية، برئاسة المستشار وائل بكر، رئيس النيابة، باشرت التحقيقات فى قضية مقتل أسقف الدير، وتم نقل التحقيقات إلى نيابة استئناف الاسكندرية.
وتعود القضية إلى تلقى مأمور مركز شرطة وادى النطرون بلاغاً من مسؤولين فى الدير الشهر الماضى بالعثور على رئيس الدير مقتولاً، وانتقلت الشرطة لتحرير البلاغ، والنيابة العامة للتحقيق، وتوالت الأحداث، بصدور قرار من البابا تواضروس بعزل الراهب أشعياء المقارى، وعودته لاسمه القديم وائل سعد تواضروس، وادعى الراهب المُجرد الإنتحار بتناول السم، وهو ما لم يتمكن أطباء مستشفى دمنهور العام من الجزم بصحته، وتم نقله بعدها للدير للتحقيق، وعقب انصراف فريق النيابة بنحو ساعة تم اكتشاف اصابات الراهب فلتاؤس المقارى فى محاولته الإنتحار، ثم اعترف وائل سعد أمام النيابة بارتكاب الجريمة.