سلمت ألمانيا، أمس، عظام ورفات وجماجم أفراد من قبائل هيريرو وناما فى ناميبيا، قتلوا خلال الفترة الاستعمارية فى مبادرة مصالحة، اعتبرها أحفاد الضحايا غير كافية، وينتظرون اعتذارات رسمية من برلين وتعويضات، وخلال مراسم دينية فى برلين، تسلم وفد ناميبى بقيادة وزيرة الثقافة، كاترينا هانسى هيماروا 19 جمجمة وعظاما وفروة رأس، نقلتها القوات الاستعمارية الألمانية معها قبل أكثر من قرن، وأثارت المراسم غضب ممثلى القبيلتين اللتين كانتا ضحيتين لما يعتبره المؤرخون أول إبادة فى القرن العشرين.
وقالت ايستير اوتجيوا، رئيسة مؤسسة «أوفا هيريرو جينوسيد»، إن سلوك ألمانيا «صادم»، واعتبرت أن المراسم يفترض أن تكون فرصة لتقديم اعتذاراتها رسميا «لبلسمة جروح معنوية».
وكانت سكرتيرة الدولة للسياسة الثقافية الدولية فى وزارة الخارجية الألمانية ميشال مونتيفيرينج، التى ترأس الحفل، اعترفت، خلال الأسبوع الجارى، بأنه لايزال على ألمانيا أن «تبذل جهدا كبيرا» لتحمل مسؤولية إرثها الاستعمارى، وأضافت أنه تم تسليم رفات كما حدث مرتين فى 2011 و2014، لكن المراسم ليست الإطار الملائم لتقديم اعتذارات، وكانت الحكومة الألمانية اعترفت بمسؤوليتها عن المجازر وقالت فى 2016 إنها تنوى تقديم اعتذارات رسمية فى إطار مفاوضات مع ناميبيا.
وأسفرت المجازر عن مقتل 60 ألفا من قبائل هيريرو، و10 آلاف من الناما بين عامى 1904 و1908. واستخدمت القوات الاستعمارية الألمانية تقنيات إبادة من ارتكاب مجازر جماعية إلى نفى آلاف النساء والرجال والأطفال إلى الصحراء حيث ماتوا عطشا، وإقامة معسكرات اعتقال مثل السجن الشهير شارك آيلاند، وأرسلت عظام الضحايا إلى برلين لإجراء تجارب عليها وإثبات تفوق الجنس الأبيض.