فتح السويسرى جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، النار على وسائل الإعلام البريطانية، واتهمها بشن حملات ضده منذ خسارة إنجلترا شرف تنظيم كأس العالم 2018 لمصلحة روسيا، فيما وصفته صحيفة «ديلى ميل» البريطانية بـ«الرجل المثير للجدل»، الذى يواصل تصريحاته الغريبة.
ونفى «بلاتر» فى تصريحاته للصحف السويسرية وجود ما يطلق عليه المجاملات الدبلوماسية فى منح روسيا شرف تنظيم المونديال، وبالتالى عدم صحة اتهامات الصحف البريطانية له، خصوصاً أن وسائل الإعلام تحاول دائماً تشويه الصورة فى أى قضية فرعية متعلقة بالفيفا.
وسخر «بلاتر» فى حواره مع صحيفة «ماتان ديمانش» السويسرية من شعار «كرة القدم عائدة إلى مهدها» «Football>s Coming»، الذى رفعته إنجلترا عند تنظيمها كأس الأمم الأوروبية 1996، والشعار غير المعلن فى حملة إنجلترا لاستضافة كأس العالم 2018.
وقال: الإنجليز دخلوا سباق الحصول على تنظيم المونديال، وهم يثقون فى الفوز معتمدين على شعار عودة كرة القدم إلى مهدها، ولكنهم لم يحصلوا، إلا على صوتين فقط، ومنذ ذلك الوقت يحاولون تبرير خسارتهم بأى شكل.
واعترفت «ديلى ميل»، فى التقرير الذى نشرته، تعليقاً على تصريحات بلاتر أن رئيس الفيفا تعرض لحملات النقد بسبب فشله فى معالجة قضايا الفساد داخل جسد الهيئة الحاكمة لكرة القدم فى العالم، بالإضافة إلى تلقيه مكالمات هاتفية من شخصيات رياضية لها ثقلها فى كرة القدم الإنجليزية، لمطالبته بالتنحى عن منصبه بعد تصريحاته بشأن العنصرية فى ملاعب كرة القدم، وإمكانية معالجتها بالمصافحة بين اللاعبين بدلاً من اتخاذ قرار حازم ضد مروجى العنصرية فى ملاعب كرة القدم.
وأشارت الصحيفة إلى أن القضية الثالثة التى نشب فيها صراع بين بلاتر ووسائل الإعلام الإنجليزية تمثلت فى أزمة اعتراض مسؤولى الفيفا على وضع زهرة الخشخاش على قمصان لاعبى المنتخب الإنجليزى فى المباريات الدولية، قبل أن يتدخل الأمير وليام ورئيس الاتحاد الإنجليزى لإقناع بلاتر بالتراجع عن تلك الفكرة، منعاً لصدام جديد مع الإنجليز.
ووصفت الصحيفة البريطانية تصريحات بلاتر بأنها تجديد للعداء، لعلاقة اعتبرتها «غير قابلة للإصلاح».
فى سياق مشابه، قررت منظمة الشفافية الدولية قطع علاقاتها بالاتحاد الدولى لكرة القدم بسبب تجاهل الفيفا اثنتين من توصياتها الرئيسية، التى أوصت بها أثناء نظرها فى مجموعة من الفضائح المتعلقة بالرشوة والفساد فى الاتحاد الدولى.
وأكدت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» أن المنظمة انسحبت من المساعدة بعد إثارة تساؤلات بشأن استقلالية عملية التحقيق وتجاهل النظر فى عدد من المخالفات.
ولم يصدر أى تعليق من جانب مسؤولى الفيفا على هذا القرار حتى الآن. كانت فضائح فساد قد ضربت الاتحاد الدولى، وأسفرت عن إيقاف القطرى محمد بن همام عن ممارسة العمل الكروى مدى الحياة، إذ اتهم بشراء أصوات خلال حملته فى مواجهة بلاتر على الرئاسة، كما تم طرد اثنين من أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا فى نوفمبر 2010 بعدما عرضا بيع صوتيهما لإحدى الدول المتقدمة لتنظيم بطولتى كأس العالم عامى 2018 و2022، وهما البطولتان اللتان ذهبتا إلى كل من روسيا وقطر على الترتيب.