في الوقت الذي يشهد فيه الاتحاد الأوروبي تطورات مأساوية نتيجة ازدياد حدة أزمة الديون، التي تنتقل عدواها بشكل كبير بين دول اليورو، فإن اليونان باتت مهددة بالخروج من الكتلة الأوروبية في ظل الظروف الحالية.
وأفرجت مجموعة منطقة اليورو مؤخرا عن القسط السادس والأخير من حزمة الدعم الأولى لليونان، والتي تقدر بنحو 8 مليارات يورو، حيث ينتظر أن تحول للخزينة العامة في الفترة من 10 إلى 15 ديسمبر الحالي.
وبعد اليونان وأيرلندا والبرتغال وإيطاليا، يرى البعض، أن إسبانيا هي الضحية الخامسة للأزمة الاقتصادية.
لكن ياني كارتاليس، الخبير الاقتصادي اليوناني، يرشح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ليكون أول رئيس للبلاد ـ لا رئيس حكومة ـ يدفع ثمن الأزمة الاقتصادية في أوروبا.
وقال «كارتاليس» في تصريح لـ «المصري اليوم»، إن المستقبل السياسي لساركوزي في الرئاسة سيتأثر بشكل كبير بالأزمة الحالية.
وأشار إلي أن نتيجة الانتخابات النيابية في إسبانيا التي قادت زعيم حزب يمين الوسط «ماريانو راخوي» إلى السلطة، جعلت «ثاباتيرو» يدرك مسبقا نتيجة الانتخابات البرلمانية المقررة عام 2012، فقرر ألا يترشح مرة أخرى، ملتحقا بمصير نظرائه بريان كوين الأيرلندي، وجوزيه سوكراتيس البرتغالي، ويورجو باباندريو اليوناني، وسيلفيو برلسكوني الإيطالي.
وأكد «كارتاليس» صحة المقولة التي يرددها الكثير من الساسة هذه الأيام وهي أن «أوروبا تأكل أبناءها الواحد تلو الآخر»، لافتا إلى أن الأزمة الراهنة تهدد بإمكانية خروج اليونان من الكتلة الأوروبية.
لكنه اعتبر أن هناك جانب إيجابي لكل ما يحدث الآن في أوروبا، يتمثل في التخلص تدريجيا من الحكومات العقيمة العاجزة والأكثر إشكالية في منطقة اليورو.