والد «طفلي الدقهلية»: «قتلتهم عشان أريحهم مني»

كتب: غادة عبد الحافظ الأحد 26-08-2018 04:20

قررت نيابة شمال المنصورة الكلية، تحت إشراف المستشار خالد خضر، المحامى العام، أمس، حبس محمود نظمى السيد، 30 سنة، والد الطفلين «ريان ومحمد»، 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعد اعترافه بقتل طفليه، ووجهت إليه النيابة تهمة القتل العمد، واستعجلت التقرير النهائى للطب الشرعى، والخاص بتشريح جثتى الطفلين، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها، وكذلك تفريغ المكالمات وتتبع الهاتف المحمول الخاص بالمتهم من جانب شركة المحمول المختصة.

وطلب محامى المتهم إجراء تحليل مخدرات له، والكشف على قواه العقلية والنفسية.

«أيوه أنا اللى قتلتهم، رميتهم فى البحر عشان أريحهم منى، وعايز أموت وأرتاح».. بهذه الكلمات اعترف الأب محمود نظمى السيد «30 سنة» والد طفلى الملاهى بالدقهلية «ريان ومحمد»، 4 و3 سنوات، بقتلهما أمام مدير نيابة شمال المنصورة الكلية، تحت إشراف المستشار خالد خضر المحامى العام لنيابات شمال المنصورة.

وعلى مدار 5 ساعات أدلى الأب المتهم باعترافات تفصيلية عن جريمته البشعة ودوافعها وانتهت بتمثيل الجريمة كاملة فى الساعة الثالثة من صباح أمس، على كوبرى فارسكور بمحافظة دمياط بصحبة فريق من النيابة العامة وفى حراسة مشددة من الشرطة.

وفى نيابة فارسكور أدلى الأب بأقوال جديدة مدعياً أنه على خلاف مع تجار آثار نصب عليهم فى مليون جنيه وأنه على علاقة بسيدة وصورها عارية وهددها واتجهت جهود فريق البحث فى الاتجاهات التى ذكرها الأب وعقب تشييع الجنازة اختفى الأب وبدأت أسرته ورجال المباحث يبحثون عنه ما أثار الشكوك مرة ثانية فى روايته لكنه عاد للمنزل منهاراً مرة ثانية.

وبدأ رجال المباحث فى مصادرة جميع الكاميرات الموجودة على الطريق من الملاهى وحتى كوبرى فارسكور وعند تفريغها جاءت المفاجأة التى تؤكد أن الطفلين لم يتم اختطافهما وأنهما خرجا من الملاهى بصحبة الأب وفى سيارته الملاكى ورصدت كاميرات المراقبة وجود الطفلين فى شباك السيارة وتظهر عليهما الفرحة.

وتمكنت المباحث من القبض على الأب فور عودته للمنزل فجر يوم الجمعة وعند مواجهته بمقاطع الفيديو التى تؤكد وجود الطفلين بصحبته اعترف بقتلهما قائلاً: «أنا أخدتهم ورميتهم فى البحر عشان يدخلوا الجنة». وأكدت مصادر أمنية أن المتهم يتعاطى مخدرات متنوعة منها الأسبراكس وأثناء التحقيق كان غير متزن وكان يشعر بالندم على جريمته وانهار عدة مرات خلال التحقيقات، وقال إنه أراد الانتحار ليلحق بأبنائه وخطط لذلك حتى لا تنكشف جريمته وتعلم زوجته وأسرته أنه قتل ابنيه.

جاءت اعترافات الأب صادمة للمجتمع المحيط ولأقاربه وأصدقائه وأبناء بلدته الذين شككوا فى الاعتراف وادعوا أنه يتعرض لضغوط نفسيه وشطح البعض الآخر بخيالاته مؤكداً وجود مؤامرة لإجبار الأب على إلصاق التهمة بنفسه فى محاولة نفسية منهم لرفض الجريمة التى ارتكبها الأب وترفضها الإنسانية.

وقام ضباط المباحث بتسجيل اعترافات المتهم بالفيديو وتم تحويله لنيابة شمال المنصورة الكلية برئاسة المستشار حسام معجوز، رئيس النيابة الكلية، للبدء فى التحقيق معه واستمعت النيابة على مدار 5 ساعات لاعترافات المتهم كاملة عن الجريمة وملابساتها ووصفها وفرغت مقاطع الفيديو التى سلمتها المباحث وعرضتها على المتهم والذى اعترف أنها تخصه ثم اعترف تفصيليا بجريمته.

وقال المتهم فى النيابة: «أنا اللى قتلت ولادى ورميتهم فى البحر عشان أريحهم منى ومن العذاب اللى هيشوفوه فى الدنيا بسببى، وتخلصت منهم عشان أضمن لهم دخول الجنة وهم لسه صغيرين ومعملوش ذنوب فى حياتهم». وأضاف «أنا ندمان وعايز أتعدم بسرعة لأنى قتلتهم فى ساعة شيطان ولما فقت حسيت بالجريمة اللى أنا عملتها ومش عايز أعيش فى الدنيا بعدهم».

وشرح الأب جريمته قائلاً: «أنا أخدت الولاد من البيت بعد ما لبسوا لبس العيد علشان أوديهم الملاهى واشتريت لهم لعب ولعبت معاهم فى الملاهى لكن واحنا فى الملاهى حسيت إن الولاد دول ملايكة وأنا لا أستحقهم وهم مسؤولية كبيرة على وأنا مش قدها ونفسى أتخلص من ضغوطها واتأكدت إن أنا مش أمين عليهم لأنى صرفت فلوسى كلها فى الملذات وعملت حاجات كتير غلط فقررت آخدهم وأرميهم فى البحر علشان أضمن لهم الجنة».

واصل قائلاً: «خرجت بهم من الملاهى وركبنا العربية وروحت بيهم على كوبرى فارسكور ولقيت الكوبرى فاضى فقعدتهم على بحجة إنى أصورهم وبعدين عملت نفسى بأعدلهم ورميت (ريان) الأول فى البحر وبعده (محمد) مباشرة وسمعت صرختهم فى ودانى لكن محستش بحاجة غير إنى ضميرى استريح علشان هيدخلوا الجنة وبعدها رجعت الملاهى وعملت أنى بادور عليهم وبعدين صرخت والناس اتلمت وبدأنا ندور عليهم وحسيت فعلا إن ولادى ضايعين واتخطفوا منى وبدأت أدور مع الناس وعملنا محضر بالاختطاف ورصدت 50 ألف جنيه لأى حد يرشد عن معلومات توصلنا ليهم».