في قاعة محكمة بريطانية

ياسر أيوب الأحد 26-08-2018 04:28

توقفت كثيرا أمام ما قاله مارك براون، قاضى محكمة بريستون، هذا الأسبوع قبل أن يصدر الحكم بحبس دانيال سكيوسكو ثلاثين شهرا كاملة فى السجن.. وكان دانيال واحدا من المشجعين الإيطاليين الذين سافروا من روما إلى ليفربول فى إنجلترا لتشجيع ناديهم أمام ليفربول فى قبل نهائى دورى أبطال أوروبا.. وفى ليفربول هاجم دانيال مع زملاء آخرين له جماهير ليفربول حول ملعب أنفيلد، وأدى هذا الهجوم لإصابة مشجع ليفربول شين كوكس الذى لايزال حتى الآن فى المستشفى يتلقى العلاج.. وتم القبض على دانيال لتبدأ محاكمته والاستماع إلى دفاع المتهم وشهادات الادعاء وتحريات شرطة ليفربول.. وأخيرا كانت جلسة النطق بالحكم.. وقبل الحكم وجه القاضى حديثه إلى المتهم قائلا إنه لا يحاكمه فقط على مشجع برىء ويتسبب له فى مثل هذه الإصابات البالغة والخطيرة.. إنما يحاكمه فى المقام الأول على أنه قام، بمعاونة آخرين، بإفساد مناسبة كروية تابعتها وشاهدتها أوروبا كلها وكان من المفترض أن تمتلئ بالبهجة والمتعة فأحالوها إلى معركة فيها مجرمون وفيها ضحايا أيضا.. وأن المتهم بهذا السلوك أساء إلى إنسان آخر بلا أى ذنب وأساء أيضا إلى كرة القدم وجعل كثيرين يخافون منها ومن الفرجة على مبارياتها تجنبا لأى مخاطر وجروح.. وأنا أنقل هذا الكلام عن الصحافة البريطانية التى من الواضح أنها أطالت الوقوف أمام حديث القاضى مارك براون لما له من قيمة ولكل ما فيه من معان ودلالات.. لكننى لا أتوقف فقط أمام ما قاله القاضى فى قاعة المحاكمة.. إنما أتوقف أمام الحكاية كلها.. فحين أخطأ دانيال وارتكب جرم الاعتداء على مشجع آخر.. تم القبض عليه والتحقيق الطويل معه ومواجهته بالصور الخاصة به عبر الكاميرات الخاصة فى الملعب والشوارع المحيطة به ولم يكن القبض عشوائيا لمجرد إرضاء إعلام غاضب أو جماهير ثائرة.. وأتيحت له أولا فرصة الدفاع عن نفسه.. ولم تنشب أزمة إعلامية أو سياسية بين إيطاليا وبريطانيا التى تحاكم وستحبس شابا إيطاليا.. ولم يحاول أحد، سواء فى بريطانيا أو إيطاليا، التدخل للتأثير على القضاء والبحث عن أى حل ودى بعيدا عن القانون والعدالة.. ولم يتحدث أحد بعد الحكم عن ضياع مستقبل شاب وحزن أسرته.. وأكد القاضى، صاحب الحكم، أن المتهم أساء فى نفس الوقت إلى كرة القدم بأسرها.