كشفت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية أمس أن جهاز المخابرات الإسرائيلى الموساد أطلع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خطط اغتيال القيادى فى حركة المقاومة الإسلامية حماس محمود المبحوح فى دبى مطلع يناير الماضى، وأن نتنياهو عبر عن أمله فى أن يحالف الحظ والتوفيق الفريق، ووقع أمرا باغتيال المبحوح.
وذكرت الصحيفة، فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى أمس أن نتنياهو أجاز العملية بعد اطلاعه عليها خلال زيارة لمقر الموساد فى شمال تل أبيب أوائل يناير الماضى، مشيرة إلى أن الموساد علق نشاطه فى الشرق الأوسط عقب انكشاف العملاء الضالعين فى اغتيال المبحوح.
ونقلت «صنداى تايمز» عن مصدر إسرائيلى قوله إنه بينما كان الموساد على علم بوجود كاميرات أمنية كثيرة مثبتة عبر أنحاء إمارة دبى، إلا أن عملاءها اندهشوا إزاء قدرة شرطة دبى على تجميع وتركيب كل هذه الصور بمثل هذا الأسلوب الفعال. وأوضح التقرير أن نتنياهو زار مقر الموساد فى أوائل يناير، حيث استقبله رئيس الموساد مئير داجان وأخذه إلى حجرة مشاورات حيث كان يوجد عدد من أعضاء الفريق الضالعين فى اغتيال المبحوح حيث تمنى لهم التوفيق فى مهمتهم.
وفى الوقت نفسه، أعلن وزير الصناعة الإسرائيلى ووزير الدفاع السابق بنيامين بن اليعازر أن العمليات التى ينفذها جهاز الموساد يجب أن تنال موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلى وحده. وقال إن «رئيس الحكومة يمكنه، إذا أراد، إبلاغ وزير الدفاع لكنه غير ملزم بذلك».
وأبقى بن اليعازر الغموض محيطا بمسؤولية الموساد، واكتفى بالقول: «لا أعلم إذا كنا نحن لكن المهم بالنسبة لى هو النتيجة». وأضاف: «لا نخشى العواقب الدولية، لم يكن أحد يتوقع أن يكون رد فعل العالم هادئا على حدث بمثل هذه المأساوية، لذلك يجب المضى إلى الأمام وخلال 6 أشهر لن يتحدث أحد فى الموضوع وكل شىء سيكون على ما يرام».
ومن جانبه، نفى القيادى فى حماس صلاح البردويل وجود اختراق أمنى داخل الحركة أدى إلى اغتيال المبحوح، كاشفا أن الأخير اتصل بعائلته فى قطاع غزة قبل أيام من سفره إلى دبى وأبلغها برحلته والفندق الذى سيقيم فيه، وهو ما يمكن أن يكون قد ساعد الموساد فى مراقبته. جاء ذلك فى رد على تصريحات القائد العام لشرطة دبى ضاحى خلفان الذى أعلن، أمس الأول، أن «عميلا من حركة حماس سرب للموساد معلومة وصول المبحوح إلى دبى»، معتبرا أنه «القاتل الحقيقى».
وهدد البردويل بأن الحركة سترد قضائيا وميدانيا على «جريمة اغتيال الموساد الإسرائيلى» للمبحوح، وقال إن حركته ستسلك مسلكين للرد على اغتيال المبحوح، الأول عبر الملاحقة القضائية من خلال رفع دعاوى قضائية للوصول إلى الجناة ومحاكمتهم، وأضاف أن المسلك الثانى سيكون ميدانيا باعتبار الجزاء من جنس العمل، مؤكدا أن الموساد «سيتحمل تبعات جريمته كاملة عاجلا أم آجلا».
وفى غضون ذلك، ذكر قائد شرطة دبى أن بعض الضالعين فى اغتيال المبحوح استخدموا جوازات سفر دبلوماسية، وقال خلفان إن هناك «معلومات لا تود شرطة دبى الإعلان عنها الآن، خاصة فيما يتعلق بجوازات السفر الدبلوماسية التى استخدمها بعض الجناة فى دخول دبى».
جاء ذلك فى الوقت الذى أصدرت فيه الحكومة البريطانية جوازات سفر جديدة للأشخاص الستة الذين استخدمت هوياتهم من جانب المشتبه فى اغتيال المبحوح. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى» عن مسؤولين بريطانيين قولهم «إن الجوازات الجديدة تم إصدارها لضمان ألا يتعرض أصحابها، وجميعهم يعيشون فى إسرائيل، للاعتقال من جانب أجهزة الشرطة الدولية (الإنتربول) التى أصدرت مذكرة اعتقال بحق المشتبه فيهم».
بينما قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلى دانى أيالون إن إسرائيل لا تعتقد أن استخدام مجموعة الكوماندوز التى اغتالت المبحوح جوازات سفر عدد من الدول الأوروبية سيؤدى إلى أزمة دبلوماسية مع هذه الدول.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن أيالون قوله إن «إسرائيل لا تتوقع الدخول فى أزمة مع دول أوروبية إثر اغتيال المبحوح لأنه لا علاقة لإسرائيل على الإطلاق بالذى حدث». ومن المقرر أن يلتقى وزير الخارجية الأيرلندى مايكل مارتن مع نظيره الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان اليوم فى بروكسل لمناقشة تداعيات هذه العملية.
وأفادت الخارجية الأيرلندية أن الجانب الأيرلندى هو الذى طلب هذا اللقاء، وسيحاول وزير الخارجية الأيرلندى معرفة سبب استخدام 5 جوازات سفر أيرلندية فى عملية الاغتيال.