فى عام 2017 أنفق العالم خمسمائة وستين مليون دولار على الألعاب الإلكترونية.. وسيصل هذا الرقم فى نهاية عام 2018 إلى تسعمائة مليون دولار.. وسينفق العالم فى عام 2020 أكثر من مليار وأربعمائة مليون دولار على هذه الألعاب الإلكترونية.. ويهتم بهذه الألعاب ويلعبها ويتابع أخبارها الآن مائة وخمسة وستون مليون شاب وفتاة.. سيزيد عددهم بعد ثلاث سنوات ليصبح مائتين وخمسين مليون شاب وفتاة.. وكانت كل هذه الأرقام وغيرها أمام اللجنة الأوليمبية الدولية وهى تبحث الاعتراف بهذه الألعاب، تماما مثلها مثل كل الألعاب والرياضات التقليدية سواء كانت أوليمبية أو غير أوليمبية.. فقد تعين على قادة اللجنة الأوليمبية الدولية الاعتراف أخيرا بأن العالم تغير.. كل ما فيه وكل من فيه أيضا.. ففى زمننا الحالى تغيرت كل الأشكال والمعانى..
الأفكار والإعلام والعلاقات والموازين والحروب والمشاعر وموازين الأخلاق والذى يليق أو لا يليق والمقبول أو المرفوض.. ولم يعد ممكناً فى هذا العالم أن تبقى الألعاب الأوليمبية على حالها وبنفس الشكل الذى كان طيلة القرن العشرين.. حتى إن باتريك كلاستريس، الكاتب والمؤرخ الأوليمبى، اضطر أخيرا للاعتراف بأن هناك ألعابا أوليمبية لا تزال قائمة رغم أنه لم يعد لها جمهور غير من يلعبها ومن يهتمون بمن يلعبها.. وجاء اعتراف باتريك كلاستريس أثناء مناقشته فى الاعتراف الأوليمبى بالألعاب الإلكترونية، وأيد باتريك ذلك هو وكثيرون غيره.. وكان هناك من قال بوضوح إن ألعاب الفيديو جيم وألعاب الكمبيوتر التى كانت قديما مجرد هواية شخصية يمارسها البعض علنا أو على استحياء، باتت اليوم لعبة تفوق ميزانيتها وعدد ممارسيها ومتابعيها معظم الألعاب الأوليمبية نفسها.
وكانت المشكلة الوحيدة المطروحة أوليمبيا وأكاديميا وعالميا هى: هل يمكن اعتبار هذه الألعاب الإلكترونية رياضة رغم أنها لا تشترط أى مجهود بدنى حقيقى مثل الألعاب الأخرى؟!.. وبالطبع كان هناك من عارض فكرة الاعتراف بهذه الألعاب كرياضة.. وقال آخرون فى المقابل إن المجهود النفسى والعقلى لا يقل عن أى مجهود بدنى، وأشاروا إلى الشطرنج على سبيل المثال.. وأكد رئيس اللجنة الأوليمبية الفرنسية دونيس ماسيجيليا أنه لا يمكن التعامل مع الألعاب الإلكترونية بنفس تلك الحسابات والأفكار القديمة.. وأن فرنسا ستعترف بهذه الألعاب كرياضة بشرط تأسيس اتحاد فرنسى لها، بل ستدرجها فى قائمة ألعاب الدورة الأوليمبية التى تستضيفها باريس عام 2024.