انتبهوا أيها السادة

ياسر أيوب الجمعة 24-08-2018 05:29

أعرف أنه اسم لفيلم شهير أنتجته السينما المصرية عام 1980، وكان أحد الأفلام التى حاولت استشراف المستقبل والتنبوء بما سيحدث فى مصر.. ولست أكتب الآن فيلما أو دراما من أى نوع وبأى شكل، ولكننى اخترت هذا الاسم عنوانا للتعليق على خبر لم يقرأه كثير من المصريين وحتى القليلين الذين رأوه لم يمنحوه أى قيمة أو اهتمام..

فهذا الخبر هو إدراج الألعاب الإلكترونية ضمن قائمة الألعاب الرسمية لدورة الألعاب الآسيوية المقامة حاليا فى إندونيسيا.. وهى المرة الأولى فى التاريخ الرياضى العالمى التى تعترف فيها أى بطولة أو دورة رياضية رسمية بمثل هذه الألعاب.. وسيتنافس الكثيرون فى تلك الألعاب أثناء الدورة الحالية، وستكون للفائزين ميدالياتهم تماما مثل الفائزين فى أى رياضة أخرى.. ولأننا فى مصر لا نهتم بما يجرى فى العالم حولنا.. لم نهتم بهذا الخبر، وبالتأكيد لم نتخيله مجرد بداية لتحولات هائلة سيعيشها العالم رياضيا، سواء بقينا نحن جزءا من هذا العالم أو اكتفينا بالبقاء خارجه.. فالحكاية بدأت بعد انتهاء دورة الألعاب الأوليمبية الأخيرة منذ عامين فى ريو دى جانيرو.. واكتشفت اللجنة الأوليمبية الدولية انخفاض نسبة مشاهدة الألعاب بين صفوف الشباب والفتيات أقل من ثلاثين عاما بنسبة زادت عن الثلاثين بالمائة.. وتوالت الدراسات وتتابعت الأفكار والنتائج، سواء داخل اللجنة الأوليمبية الدولية أو خارجها فى جامعات ومراكز بحوث أوروبا والولايات المتحدة والصين واليابان..

واكتشف الكثيرون أن الرياضة بشكلها الحالى الذى دام طيلة القرن العشرين لن يبقى طويلا فى القرن الحادى والعشرين.. وأنه لابد من التغيير لمسايرة العصر وأجيال جديدة باتت تحتاج ألعابا وأفكارا ومعانى وأشكال جديدة.. ولهذا لم يكن مفاجئا للعالم أن يتضمن الملف الفرنسى لاستضافة الألعاب الأوليمبية 2024 إدراج هذه الألعاب الإلكترونية ضمن قائمة ألعاب الدورة.. وتخيل الجميع أنها ستكون السابقة الأولى لكن إيقاع حياتنا وعالمنا الآن لم يقبل انتظار ست سنوات أخرى لتبدأ الحكاية بدورة الألعاب الآسيوية الحالية فى إندونيسيا.. واعتمدت اللجنة الأوليمبية الدولية ذلك بمنطق أن من نجوم هذه الألعاب الإلكترونية يمارسون نفس استعداد وتدريب واحتكاك الرياضيين التقليديين.. كما أن جمهور هذه الألعاب قد يكون أكبر من معظم مشاهدى الألعاب الأوليمبية التقليدية القديمة.. وكل ما طالبت به اللجنة الأوليمبية الدولية هو المحافظة على القيم والأخلاق الأوليمبية ووضع نظام دقيق لكل هذه الألعاب.