بولت المهرج والحالم والعنيد

ياسر أيوب الخميس 23-08-2018 02:07

بإمكان أى أحد التعامل مع هذه القضية أو الحكاية وفق الرؤى والانطباعات والأحكام الشخصية.. وأقصد قضية يوسين بولت، أو حكاية بطل العالم السابق فى الجرى، الذى أصبح منذ أمس الأول لاعبا محترفا لكرة القدم فى نادى سنترال كوست مارينرز فى أستراليا.. فهناك من سيرى بولت إنسانا صاحب حلم وعلى استعداد للتعب والجهد والتضحية من أجل تحقيق هذا الحلم بكل ما يتكلبه ذلك من ثمن وتضحية وعناد.. وهناك فى المقابل من سيراه باحثا عن مزيد من شهرة وأضواء أو يحاول استعادة ذلك عن طريق كرة القدم بعد اعتزاله ألعاب القوى.. وهناك أيضا من سيراه مهرجا لا يمكن التعامل معه بجدية واهتمام لأنه من الصعب تصور بطل للجرى يقرر احتراف كرة القدم.. فالحكاية تحتمل كل وجهات النظر ومختلف الآراء والأحكام..

لكنه من الضرورى الإصغاء لصاحب الحكاية نفسه حين قال لمسؤولى الإعلام، سواء فى أستراليا أو العالم كله، إنه لا يبحث عن أى شهرة وأضواء.. وليس مهرجا أو ضحية لأى أوهام.. إنما هو يحلم ويريد احتراف كرة القدم ويرى نفسه لا يقل عن أى نجم كروى محترف، ليس فى أستراليا وحدها ولكن حتى فى صفوف أندية أوروبا الكبرى مثل مانشستر يونايتد أو بروسيا دورتموند أو حتى ريال مدريد وبرشلونة.. قال بولت أيضا إن كرة القدم، وبالتحديد فى وقتنا الحالى، تعتمد على السرعة.. سرعة فى الدفاع والهجوم وسرعة فى الجرى وراء الكرة أو الجرى بها أسرع من كل الآخرين.

ولأنه كان أسرع رجل فى العالم فهو يعتبر نفسه لاعبا مثاليا لهذا العصر وبإمكانه إثبات ذلك قريبا جدا فى ملاعب الكرة.. وقد يقتنع البعض بما يقوله بولت وسيبقى آخرون عاجزين عن تصديق ذلك لأن كرة القدم ليست سرعة فقط وإنما هناك مهارات أخرى لازمة وضرورية وإلا كانت كل الأندية الكبرى راحت تفتش عن نجوم الجرى والتعاقد معهم بدلا من أصحاب المواهب الكروية.. وقد فشل بولت أولا فى إقناع أى نادٍ أوروبى أو جنوب أفريقى فاضطر فى النهاية للسفر إلى أستراليا وبدء لعب الكرة هناك.. وأكد شون ميليكامب، المدير التنفيذى للنادى الأسترالى، أنه لن يتعامل مع بولت كنجم شهير وبطل سابق للعالم، ولكنه مجرد لاعب كرة تحت الاختبار وعليه أن يثبت أولا قدراته واستحقاقه للتعاقد معه.