«زي النهارده».. استشهاد البطل أحمد عبد العزيز 22 أغسطس 1948

كتب: ماهر حسن الأربعاء 22-08-2018 05:30

يظل البطل الشهيد أحمد عبدالعزيز، واحدًا من رموز الجيش المصري، وخاصة لدوره في حرب فلسطين 1948.

ولد البطل الشهيد في 29 يوليو 1907 بالخرطوم، حيث كان والده الأميرالاي «العميد» محمد عبدالعزيز قائد الكتيبة الثامنة بالجيش المصري في السودان، وكان والده ضابطًا وطنيا وقف مع غضبة الشعب أثناء مظاهرات 1919، وسمح لجنوده بالمشاركة في المظاهرات فتم فصله من الجيش.

وعلى خطى الأب سار الابن أحمد عبدالعزيز، وشارك في مظاهرات 1919، وكان لايزال تلميذًا في الثانوي ثم التحق بالكلية الحربية، وتخرج عام 1928، والتحق بسلاح الفرسان، كما قام بتدريس التاريخ الحربي في الكلية الحربية، وعلى إثر قرار تقسيم فلسطين، وانتهاء الانتداب البريطاني في 14 مايو 1948، وبعد ارتكاب العصابات الصهيونية لمذابح بحق الفلسطينيين العزل سرت الدعوة في العالم العربي للجهاد، وكان هو أحد الذين استجابوا لهذه الدعوة، وقام بتنظيم المتطوعين وتدريبهم وإعدادهم للقتال في معسكر «الهايكستب».

وضعت الدولة أحمد عبدالعزيز في خيار ما بين الاستمرار في الجيش، أو مواصلة العمل التطوعي فما كان منه إلا أن طلب بنفسه إحالته إلى الاستيداع وهو برتبة القائمقام «عقيد»، وبعد أن جمع ما أمكنه الحصول عليه من الأسلحة والذخيرة اتجه لفلسطين ودخل الجيش المصري فلسطين في 1948، ودخلت قوات منه إلى مدن الخليل وبيت لحم وبيت صفافا وبيت جالا في 20 مايو 1948، وكانت هذه القوات مكونة من عدد من الجنود ونصف كتيبة من الفدائيين بقيادة أحمد عبدالعزيز وكان يساعده اليوزباشي كمال الدين حسين، واليوزباشي عبدالعزيز حماد.

بدأ أحمد عبدالعزيز بعد وصوله لبيت لحم باستكشاف الخطوط الدفاعية للعدو، ونشر قواته مقابلها ومع تقدم قوات الجيش المصري لفلسطين عرضت عليه العمل تحت قيادتها، فقبل وكانت مستعمرة «رمات راحيل» تشكل خطورة نظرا لموقعها الاستراتيجي الهام على طريق قرية «صور باهر» وطريق «القدس- بيت لحم»، فقرر عبدالعزيز يوم 24 مايو 1948 الهجوم على المستعمرة بمشاركة عدد من الجنود والضباط من قوات الجيش الأردني وبدأت المدفعية المصرية الهجوم بقصف المستعمرة ثم زحف بعدها المشاة يتقدمهم حاملو الألغام الذين دمروا أغلب الأهداف المحددة لهم.

وحين انتشر خبر انتصار «عبدالعزيز» بدأ السكان يفدون إلى منطقة القتال لجني الغنائم، وذهبت جهوده في إقناع الجنود بمواصلة المعركة واحتلال المستعمرة سدى، ووجد نفسه في الميدان وحيدا إلا من بعض مساعديه مما أدى إلى قلب موازين المعركة لصالح اليهود غير أن قوات «عبدالعزيز» استطاعت تكبيد العصابات الصهيونية خسائر فادحة فقطعت الكثير من خطوط اتصالاتهم وإمداداتهم، وساهمت في الحفاظ على مساحات واسعة من أرض فلسطين حتي قبلت الحكومات العربية الهدنة مما أعطي اليهود فرصة لجمع الإمدادات وإعادة تنظيم صفوفهم وقاموا باحتلال قرية «العسلوج» التي تمثل خط إمداد لقطع مواصلات الجيش المصري في الجهة الشرقية.

وفشلت محاولات الجيش المصري لاسترداد القرية فاستعانوا بالبطل أحمد عبدالعزيز، وقواته التي تمكنت من دخول هذه القرية والاستيلاء عليها وحاول اليهود احتلال مرتفعات «جبل المكبر» المطل على القدس، واستطاعت قوات «عبدالعزيز»، ردهم وكبدتهم خسائر كثيرة وفي مثل هذا اليوم 22 أغسطس 1948 دُعي لحضور اجتماع في دار القنصلية البريطانية بالقدس لبحث خرق الصهاينة للهدنة، ولم يقدم أية تنازلات واتجه إلى غزة حيث مقر قيادة الجيش المصري لينقل إلى قادته ما دار في الاجتماع، وكانت منطقة «عراق المنشية» مستهدفة من اليهود فكانت ترابط بها كتيبة عسكرية لديها أوامر بضرب كل عربة تمر في ظلام الليل، وعندما كان في طريقه إليها بصحبة اليوزباشى صلاح سالم اشتبه بها أحد الحراس وظنها من سيارات العدو، فأطلق عليها الرصاص، فأصابت إحداها البطل أحمد عبدالعزيز فاستُشهد في الحال.

وفي مصر تم تكريم البطل بإطلاق اسمه على العديد من الشوارع الرئيسية، والمدارس في مصر حيث أطلقت اسمه على شارع في باب اللوق، وآخر في المهندسين وهو الأشهر، وثالث في الخانكة، ورابع في بنها وهو الأشهر، فضلا عن إطلاق اسمه على عدد من المدارس بروض الفرج، وعين الصيرة، ومنشية ناصر، وشارع فيصل ببولاق الدكرور، وأطفيح، وصفين بكفرشكر، والخانكة، ومحافظة الغربية، ودمنهور، وههيا، وفي «غيط العنب» بالإسكندرية، وفي العريش، وفي منشأة عبدالمجيد بأطسا بالمنوفية، وفي شبراخيت، وتم تكريمه في فلسطين بإطلاق اسمه على مدرسة بخان يونس.