الكعبة المشرفة تتزين بحلتها الجديدة يوم عرفة

كتب: عنتر فرحات الثلاثاء 21-08-2018 04:48

تزينت الكعبة المشرفة بكسوتها الجديدة، المكونة من الحرير الخاص المبطن بالقطن، منسوج فوقها بضع من الآيات القرآنية المشغولة بخيوط من الذهب والفضة، جريًا على العادة السنوية فى اليوم التاسع من ذى الحجة من كل عام.

وجرت مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة على يد 160 فنياً وصانعاً جرياً على عادة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى، وتم استبدال كسوة الكعبة القديمة بكسوة جديدة، بإشراف ومتابعة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى الشيخ، عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس.

وأفاد مدير عام مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، أحمد بن محمد المنصورى، بأنه تم بعد أداء صلاة فجر أمس، إنزال الكسوة القديمة للكعبة، وإلباسها الكسوة الجديدة، والمكونة من 4 جوانب مفرقة وستارة الباب، حيث تم رفع كل جانب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة إلى أعلى الكعبة المشرفة، تمهيداً لفردها على الجانب القديم، وتم تثبيت الجانب من أعلى بربطها وإسقاط الطرف الآخر من الجانب بعد أن تم حلّ حبال الجانب القديم، بتحريك الجانب الجديد إلى أعلى وأسفل فى حركة دائمة، بعدها سقط الجانب القديم من أسفل وبقى الجانب الجديد، وتكررت العملية 4 مرات لكل جانب إلى أن اكتمل الثوب، ثم بعدها تم وزن الحزام على خط مستقيم للجهات الأربع بخياطته. وأظهرت لقطات بثتها وسائل الإعلام السعودية منسوبى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى ومصنع كسوة الكعبة وهم يقومون بعملية استبدال الكسوة.

وأفاد بأن عدد قطع حزام كسوة الكعبة المشرفة يبلغ 16 قطعة، ويبلغ ارتفاعها 14 مترا، بالإضافة إلى 6 قطع و12 قنديلاً أسفل الحزام و4 صمديات توضع فى أركان الكعبة و5 قناديل الله أكبر أعلى الحجر الأسود، إلى جانب الستارة الخارجية لباب الكعبة المشرفة. وأوضح أن الكسوة تستهلك نحو 670 كيلو جراماً من الحرير الخام الذى تتم صباغته داخل المجمع باللون الأسود، و120 كيلو جراماً من أسلاك الذهب، و100 من أسلاك الفضة.

وفى الثلث الأعلى من الكسوة، يوجد حزام يبلغ عرضه 95 سنتيمترًا، بطول 47 مترًا، مكون من 16 قطعة مزخرفة بزخارف إسلامية، فيما يبلغ ارتفاع الستارة 6.5 أمتار، بعرض 3.5 أمتار، مزخرفة بآيات قرآنية وزخارف إسلامية. وجرت العادة أن يتم رفع الجزء السفلى من ثوب الكعبة المشرفة عند كسوتها يوم عرفة، ويبقى مرفوعًا حتى مغادرة الحجاج. وتبلغ التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة 22 مليون ريال، نحو 6 ملايين دولار، وتصنع من الحرير الطبيعى الخاص الذى يتم صبغه باللون الأسود. وتوجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل، ويوجد فى الفواصل بينها شكل قنديل مكتوب عليه «يا حى يا قيوم»، «يا رحمن يا رحيم»، «الحمد الله رب العالمين». وتحاك كسوة الكعبة فى مصنع خاص بمنطقة «أم الجود» فى مكة المكرمة، لمدة تمتد من 8 إلى 10 أشهر سنويًا.

وأوضح المنصورى أن الكسوة تتوشح من الخارج بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء (بطريقة الجاكارد) كتب عليها لفظ (يا الله يا الله)، و(لا إله إلا الله محمد رسول الله) و(سبحان الله وبحمده) و(سبحان الله العظيم) و(يا ديان يا منان)، وتتكرر العبارات على قطع قماش الكسوة جميعها. وكشف أنه يتم تفكيك أركان الكسوة من المذهبات ظهر الثامن من شهر ذى الحجة، حسب الخطة التشغيلية والفنية لتبديل الثوب القديم بالثوب الجديد فجر عرفة، ثم يتم تطبيق إجراءات ونظام المستودعات الحكومية على الكسوة القديمة، من توفير الحفظ الفنى الملائم لها بما يحول دون التفاعلات الكيميائية أو تسلل البكتيريا إليها، وإذا تم طلب صرفها لمتاحف أو هدايا فيكون ذلك بناء على المادة 12 الفقرة الثانية من نظام المستودعات، الذى أكد على أنه يكون بناء على تعميد من السلطة المختصة وطلب صرف للمواد.

وأشار إلى أنه يعمل فى مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة حوالى 200 صانع وإدارى، وجميعهم من المواطنين المدربين والمؤهلين والمتخصصين، موضحا أن أقسام المجمع، هى: قسم المصبغة والنسيج الآلى وقسم النسيج اليدوى وقسم الطباعة وقسم الحزام وقسم المذهبات، وقسم خياطة وتجميع الكسوة الذى يضم أكبر مكينة خياطة فى العالم من ناحية الطول وتعمل بنظام الحاسب الآلى، وأشار إلى وجود بعض الأقسام المساندة، مثل: المختبر والخدمات الإدارية والجودة والعلاقات العامة والصحية للعاملين والسلامة المهنية بالمجمع.