نفى الرئيس السوري، بشار الأسد إصدار أوامر لقواته بقتل المتظاهرين المسلمين، وقال لقناة «إيه. بي. سي نيوز» إنه لا يأمر بقتل شعبه إلا زعيم «مجنون»، كما قال إن أغلب من قتلوا خلال الاحتجاجات المندلعة ضد حكمه منذ مارس الماضي من أنصاره.
ويواجه «الأسد» ضغوطًا دولية متزايدة من بينها تهديد الجامعة العربية بفرض عقوبات على سوريا، بسبب الحملة الأمنية العنيفة، التي يشنها في أنحاء البلاد على المحتجين المعارضين لحكمه، وهي الحملة، التي قالت الأمم المتحدة إنها أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 4000 شخص.
ونقل موقع قناة «إيه. بي. سي نيوز» على الإنترنت عن الأسد قوله «نحن لا نقتل شعبنا.. لا توجد حكومة في العالم تقتل شعبها إلا إذا كان يقودها شخص مجنون».
وقال «الأسد»: «أغلب الذين قتلوا من أنصار الحكومة وليس العكس»، فيما يقول نشطاء سوريون إن نحو ربع من يزيدون على 4500 قتيل سجلوهم خلال الاحتجاجات المستمرة منذ تسعة أشهر ينتمون إلى قوات الأمن.
وحظرت سوريا دخول معظم وسائل الإعلام الأجنبية إلى أراضيها، مما يجعل التحقق من الأحداث من مصادر مستقلة أمرا صعبا.
وقوبلت الاحتجاجات ضد «الأسد» بردود قوية بمجرد اندلاعها في مارس، وتقترب سوريا الآن من الانزلاق إلى حرب أهلية، حيث تنظم المقاومة المسلحة صفوفها وتتحرك نحو بعض الأحياء المدنية.
واعترف «الأسد» بأن بعضا من أفراد قواته المسلحة قد ارتكبوا تجاوزات، لكنه قال إنهم عوقبوا.
وقال للمذيعة باربرة وولترز «كل (تصرف وحشي) كان تصرفا فرديا وليس مؤسسيا.. هذا هو ما يجب أن تعرفوه... هناك فرق بين اتباع سياسة قمع وارتكاب بعض المسؤولين أخطاء».
وأضاف: «لم تصدر أوامر للقتل أو التعامل بوحشية».
وعندما سئل عما إذا كان يشعر بالأسف، بسبب العنف الذي عصف ببلاده، أجاب بأنه بذل كل ما في وسعه «لإنقاذ الناس».
ومضى يقول «لم نقل قط إننا بلد ديمقراطي.. نحن نتحرك قدما في الإصلاحات.. خاصة خلال الأشهر التسعة الأخيرة.. يستغرق هذا وقتا طويلا.. التحول إلى نظام ديمقراطي راسخ يتطلب قدرا كبيرا من النضج».
وذكر أن الجهود الدولية المتزايدة لفرض عقوبات على سوريا لن يكون لها أثر يذكر.
وأضاف: «نخضع للعقوبات منذ 30 أو 35 عاما. هذا ليس أمرا جديدا.. لسنا منعزلين.. هناك أناس يأتون ويذهبون.. هناك تجارة.. يوجد كل شيء».
ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية عن مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قوله إن من «السخيف» أن يحاول «الأسد» الزعم بأنه لا يمارس السلطة في بلده.