دراما الساعات الأخيرة بالإسكندرية أطاحت بـ«طارق طلعت» فى «الرمل»

كتب: محمد أبو العينين الأربعاء 07-12-2011 18:19

رصدت «المصرى اليوم» الساعات الأخيرة قبل إعلان نتيجة فرز الأصوات فى دائرة الرمل، التى انتهت بفوز المستشار محمود الخضيرى، المتحالف مع حزب الحرية والعدالة، على طارق طلعت مصطفى، رجل الأعمال، عضو الحزب الوطنى السابق، فما بين تذبذب مستوى الفارق فى الأصوات وتقدم كل من المرشحين ظلت النتيجة حائرة حتى الساعات الأخيرة قبل إعلان النتيجة، فتارة يعلن أنصار طارق طلعت مصطفى أنه متقدم بما يزيد على 5 آلاف صوت عن نظيره «الخضيرى»، بينما يعلن أنصار «الحرية والعدالة» ت قدم مرشحهم بما يزيد على 9 آلاف صوت، وظلت الشائعات متداولة بين الطرفين.

فى الساعات الأولى للفرز ومع الانتهاء من الأصوات التى سجلها كلا المرشحين، فى دائرة سيدى جابر، التى وصلت صناديق الاقتراع بها أولاً فى اللجنة لقربها من مكان الفرز، وظهر تقدماً كبيراً لطارق طلعت مصطفى، حتى إن أحد الصناديق الانتخابية حصل فيها على 600 صوت مقابل 10 أصوات فقط للمستشار الخضيرى، وظن الجميع أن نتائج الفرز ستظل كما هى، خاصة أن الصناديق التى توافدت من لجان الاقتراع بمنطقة أبيس أظهرت هى الأخرى تقدماً كبيراً لطارق طلعت على حساب الخضيرى، ووقتها ظل جميع مندوبى «الحرية والعدالة» فى حالة صمت تام، وتوقع الجميع هزيمة ساحقة لمرشحهم.

ومع دخول صناديق الفرز القادمة من ريف الرمل، وتحديداً من مناطق أبوسليمان و«الترعة المردومة» وشوارع عشرين وخورشيد والزوايدة، التى تتمركز فيها جماعة الإخوان المسلمين بشكل كبير ساهم ذلك إلى حد كبير فى اقتراب الفارق بين المرشحين، إذ تقدم المستشار الخضيرى بنحو 1400 صوت، ومن بعدها بدأ المرشحان تبادل الصدارة التى ظلت متداولة بينهما، ولم يتمكن أى من مندوبى الطرفين من التأكيد على فوز أى منهما، وانتظرا النتيجة النهائية.

ومع استمرار تبادل الصدارة بين المرشحين ظل الجميع فى حالة وجوم، حتى إن عدداً من أنصار «الحرية والعدالة» احتشدوا أمام لجنة الفرز، وأدوا صلاة القيام، للدعاء للمستشار الخضيرى بالفوز.

وفى الساعات الأولى من فجر اليوم التالى وتسرب نتائج أصوات المصريين فى الخارج، التى حصل فيها المستشار الخضيرى على ما يقرب من 5 آلاف صوت مقابل ألف صوت فقط لطارق طلعت ارتفعت أسهم الأول بشكل كبير، ليعلن المستشار محمد سامح، رئيس لجنة الفرز، فوز المستشار الخضيرى على طارق طلعت بفارق نحو 8 آلاف صوت، وكان للمصريين فى الخارج النصيب الأكبر فى حسم الصراع، بالإضافة إلى أصوات ريف الرمل.

وأعلنت النتيجة بفوز الخضيرى وحصل على 208 آلاف و523 صوتاً مقابل 199 ألفاً و48 صوتاً لمنافسه رجل الأعمال طارق طلعت مصطفى.

وكانت المنافسة على مقعد العمال محسومة من البداية لصالح المحمدى سيد أحمد، مرشح حزب الحرية والعدالة، الذى حصل على 213 ألفاً و266 صوتاً، مقابل 167 ألفاً و215 صوتاً لمنافسه مصطفى إبراهيم المغنى، مرشح حزب النور.

وفور إعلان النتيجة ارتفعت أصوات أنصار ومندوبى حزب الحرية والعدالة الذين تجاوز عددهم 50 مندوباً ومرشحاً من دوائر أخرى، كانوا فى مساندة المستشار الخضيرى، وهتف الجميع «الله أكبر ولله الحمد»، بينما كان على النقيض مندوبو طارق طلعت فى حالة وجوم تام، وخرجوا مسرعين من لجنة الفرز فور سماع نبأ سقوط مرشحهم، وبدا الحزن واضحاً على نجلى طارق طلعت، اللذين تابعا عملية الفرز بالإنابة عن والدهما، ودخل الاثنان فى حالة بكاء هستيرية، بينما قام مندوبو الحزب بدفعهم بالقوة، للخروج من اللجنة بعيداً عن عدسات المصورين.

ونفى مصطفى المغنى، مرشح حزب النور، ما تردد عن وجود تحالف بين الحزب وطارق طلعت، مدللاً على ذلك بفارق الأصوات الكبير، الذى حصل عليه مرشح الحزب ورجل الأعمال، وقال: «والله العظيم ما فى تحالف ولا تنسيق بينا وبينه».