يلتقي معارضون ليبيون مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض الأمريكي بواشنطن، الجمعة، في مسعى للحصول على دعم مالي وشرعية دبلوماسية للحرب التي يخوضونها ضد الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال البيت الأبيض في بيان إن محمود جبريل, رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض, سيلتقي مع توم دونيلون, مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما, ومسؤولين كبار آخرين في واشنطن.
وقدم جبريل, الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وأصبح واجهة المجلس الانتقالي, التماسا لواشنطن يطالب فيه بالإفراج عن نحو 180 مليون دولار من أموال القذافي المجمدة لتمويل المعارضين الذين يقاتلون لإنهاء حكمه الممتد منذ 41 عاما.
ويأتي اجتماع واشنطن بعد يوم من لقاء مصطفى عبدالجليل, رئيس المجلس, مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن, وحصوله على وعد بالحصول على مزيد من المساعدات.
ويسيطر المعارضون الذين يقاتلون القذافي منذ قرابة 3 شهور على مدينة بنغازي وشرق ليبيا, بينما تسيطر قوات القذافي على العاصمة طرابلس وكل الغرب تقريبا.
وتشن قوات يقودها حلف شمال الأطلسي حملة جوية على ليبيا بموجب قرار من الأمم المتحدة يسمح لها بحماية المدنيين. وتقول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إنها ستستمر في شن الغارات الجوية حتى يرحل القذافي.
ويقول المعارضون إنهم بحاجة إلى الأموال بشكل عاجل لدفع الرواتب وإدارة المناطق تحت سيطرتهم وينشدون الشرعية الدولية للسماح لهم بالتصرف في الأصول المجمدة.
وقال جبريل لمؤسسة بروكينجز البحثية إن المعارضة الليبية تواجه مشكلة مالية حادة بسبب الأصول المجمدة وإنه يود أن ينتهز هذه الفرصة لدعوة الإدارة الأمريكية لمساعدتها.
وقصفت قوات حلف شمال الأطلسي مقر القذافي في وقت مبكر من صباح الخميس, ويقول المعارضون إن الغارات الجوية للحلف ساعدتهم على تحقيق نصر كبير هذا الأسبوع بالسيطرة على مطار مدينة مصراتة المحاصرة وهي معقلهم الكبير الوحيد في غرب ليبيا.
لكن القتال على الأرض مازال في حالة جمود إلى حد كبير حيث تحرز المعارضة المسلحة نجاحات ضئيلة للخروج من معاقلها الشرقية وتحقيق هدف الإطاحة بالقذافي.
وعرض التليفزيون الليبي لقطات للقذافي يوم الأربعاء ليبدد شكوكا حول مصيره, بعدما لم يظهر في العلن قرابة أسبوعين بعد غارة جوية أسفرت عن مقتل أصغر أبنائه. وعرض التليفزيون الرسمي لقطات جديدة للقذافي أمس في اجتماع آخر مع قادة قبائل ليبية.
وتقول طرابلس إن معظم الليبيين يؤيدون القذافي وتصف المعارضين بأنهم مجرمون مسلحون ومتشددون تابعون لتنظيم القاعدة, وتقول إن تدخل حلف شمال الأطلسي عدوان استعماري.
وأطلع مسؤولون ليبيون صحفيين على موقع غارة حلف شمال الأطلسي أمس وقالوا إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 25 في الهجوم.
وفي خطوة أخرى داعمة للمعارضة الليبية أبلغ الملحق العسكري الليبي في سفارة ليبيا بالإمارات قناة العربية, أمس, أنه سيترك منصبه لينضم إلى صفوف المعارضين للقذافي.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية أمس إن فرنسيا توفي متأثرا بجروح ناتجة عن طلق ناري أصيب به بعد توقيفه مع أربعة فرنسيين آخرين عند نقطة تفتيش للشرطة في مدينة بنغازي التي تسيطر عليها المعارضة الليبية. ولم تتوفر معلومات بشأن من هو الفرنسي القتيل أو سبب وجوده في بنغازي.