التاريخ الأسود للجماعة.. ياسر حلمى يكتب عن يهودية «البنا» وماسونية الإخوان

كتب: رحاب الدين الهواري الجمعة 17-08-2018 04:31

هذا الكتاب هو محاولة لربط أحداث من الماضى بأحداث كانت بالحاضر، وهو محاولة للإجابة عن العديد من الأسئلة وكثير من التساؤلات.

فى كتابه، «التاريخ الأسود للجماعة».. يتساءل مؤلفه، الدكتور ياسر حلمى الشاعر، من هم؟ هؤلاء من أطلقوا على أنفسهم «الإخوان المسلمين»؟ هل هم صناعة استعمارية حديثة من القرن الماضى أم هم تأصيل لما هو موجود أصلا منذ صدر الإسلام لهدم الإسلام وضعضعة المسلمين، أم أنهم خليط بين هذا وذاك. أى أنهم الامتداد التاريخى لحركات الهدم منذ عهد عبدالله بن سبأ اليهودى المتنكر فى عباءة الإسلام والذى له الفضل فى الفتنة التى لم تنم منذ عهد سيدنا عثمان مرورًا بعهد الباطنية المتمثلة فى حسن الصباح وإلى الآن ولكن بصورة تتماشى مع كل عصر.

إن اختيار مصر لتكون مقر هؤلاء، لأنها قلب الإسلام والعروبة فعن طريق إدخالها فى متاهات التشرذم بكل أنواعه سينتهى الإسلام حتما ولن يبقى منه إلا صور لآيات نعلقها على حوائط الذكريات كأيقونات لا تعرف للعقول طريقا ولا للروح هاديا ومنارا.. ويبقى السؤال.. هل نجحوا؟ أم نحن لهم منتبهون؟

ويرى الدكتور خالد منتصر، فى كلمته المنشورة على ظهر الغلاف، أن الدكتور ياسر حلمى الشاعر أعد ما يمكن أن يكون وثيقة تاريخية أساسية لأصول الجريمة التى يمثلها تنظيم الإخوان المسلمين والمنطلقات الفكرية التى تستند إليها.

الدكتور الشاعر وهو بروفيسور مساعد فى الفيزياء النووية لدى هيئة الطاقة الذرية المصرية، رجل علم ومعرفة تحتاج بطبيعتها أن تكون عميقة الأسس، قوية الركائز ودقيقة المعطيات، لكى تكون صحيحة النتائج. وهذا ما فعله فى هذا الكتاب لدى دراسته لتاريخ تلك الظاهرة المشبوهة «تنظيم الإخوان المسلمين».

لقد كشف الشاعر عن دراية واسعة، وعن حلم عميق فى التعاطى مع الأصول والأسس. وذلك من أجل أن يتوصل إلى ما يكاد يصل إلى مصاف استنتاج علمى ساطع وهو أن حركة الإخوان المسلمين ليست سوى نبت شيطانى، نشأت من أجل أغراض بعيدة عن الإسلام، وأدت أدوارا تخريبية بعيدة كل البعد عن مصالح المسلمين، أما خيانتها للأوطان، فإنها شاهد قائم بذاته، ولا يحتاج إلى دليل. ذلك أن أصحاب الفكر الذى قال «طز فى مصر» يستندون إلى رؤية معلنة تقول «طز فى كل وطن» من أوطان العرب والمسلمين.

ولم يترك الدكتور الشاعر شاردة إلا وأوردها من أجل أن يقدم لقرائه ولباحثى الحاضر والمستقبل مستندا علميا حول طبيعة ذلك التنظيم وأغراضه وأدواته.

أكثر من ذلك، فقد أعد المؤلف كتابه هذا حبا فى مصر، وحبا فى شعب وجيش مصر، ركن القومية العربية الأصيل وجدار الوطنية الراسى.. كتاب مهم لمن يريد فهم الإخوان.

يتناول الكتاب الذى جاء فى 12 فصلا، بدأها بالهدم الممنهج للدين الإسلامى، معرجا فيه على نشأة الجماعات الهدامة وبداية الفتن فى الإسلام، خاصة الفتنة الكبرى بين مقتل الفاروق عمر وتولى عثمان، ثم نشأة الخوارج.

فى الفصل الثانى، الذى جاء بعنوان «ثورة الشيعة وتشييع المسلمين.. الفتنة الفارسية مستمرة» تحدث فيه عن عبدالله بن ميمون القداح، وشيخ الجبل حسن الصباح، وجماعة الحشاشين.

انتقل المؤلف فى جزء جديد للحديث عن بريطانيا ولعبة التدمير، فتناول نشأة العثمانيين، ودور المخابرات البريطانية فى تغيير وجه التاريخ فى هذا العصر، ثم رحلة جمال الدين الأفغانى ودوره فى تدمير الثورة العرابية وتخريب مصر، قبل أن يتحول إلى بطرسبرج لتقويض أركان الدولة الروسية، ثم دق المسمار الأخير فى نعش الإمبراطورية العثمانية، مؤكدا ماسونية الأفغانى ومتناولا بالبحث والتدقيق عناصر عقيدته الغامضة.

نشأة جماعة الإخوان المسلمين وصناعة العميل حسن البنا كانت مجمل ما كتبه «حلمى» فى الفصل الرابع، والذى طرح فيه أفكار الجماعة والتدرج التنظيمى لها، شارحا بالتفصيل، خطوات بناء الجماعة بين الدعم البريطانى والتمويل الفرنسى، واصفا هيكل الجماعة بالماسونى، منتقدا طريقة البيعة والولاء والتسمية، والألوان المستخدمة، دون أن ينسى الطقوس الماسونية لبيعة التنظيم السرى.

براجماتية الجماعة والسفالة الأخلاقية، كانت مدخل المؤلف فى الفصل السادس، واصفا نشأتها الأولى بالانتهازية السياسية وخيانة قوى اليسار، متناولا نفاق الجماعة لإسماعيل صدقى وكيف نفض البنا يديه من الجماعة التى كانت تحمى الأقلية الإنجليزية المحتلة فى مصر، مرورا بخيانة الإخوان لثورة 23 يوليو، وعلاقتهم بعبدالناصر والسادات ثم مبارك، خاتما الفصل بعلاقة الجماعة بقضية فلسطين.

أخطر عمليات الجماعة كانت فى الفصل السابع، حيث بدايات التنظيم السرى، وجرائم المرحلة الأولى، كاغتيال أحمد ماهر وإلقاء القنابل على مراكز الشرطة، ومحاولة تفجير فندق الملك، واغتيال القاضى أحمد الخازندار، وقضية السيارة الجيب واغتيال النقراشى باشا، ثم اغتيال فايز عبدالمطلب، عضو النظام، بأيدى النظام الخاص للجماعة، ومحاولة تفجير محكمة الاستئناف واغتيال الإمام يحيى حميد الدين حاكم اليمن. اختتم الكتاب برؤية لأحداث حية، تحت عنوان «من دفتر المشاهدات»، تناول فيه سنة من حكم الإخوان الأسود، وتلك المؤامرة التى جاءت بهم إلى سدة الحكم، وكيف ضحوا بمصر من أجل الوصول لأغراضهم بالتدليس والكذب، وكيف خططوا لتقسيم مصر وبيع سيناء وبيع قناة السويس، ثم قضية تبادل الأرض وتبادل الزوجات، وتفاصيل مشروع البروفسيور يهوشع بن آريه.