فى تصعيد جديد للاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل الرئيس على عبد الله صالح، قتل 17 يمنيا خلال الـ48 ساعة الماضية برصاص قوات الأمن خلال مواجهات دارت بين الطرفين.
فيما أعلن الثوار اليمنيون عن برنامج تصعيدى لديهم يبدأ تنفيذه الأسبوع القادم بعد سقوط هذا العدد الكبير من القتلى.
ودارت الاشتباكات الأعنف فى شوارع صنعاء ووقع إطلاق النار أثناء محاولة المتظاهرين تنظيم مسيرة باتجاه مقر رئاسة الوزراء، وبلغ إجمالى القتلى فى صنعاء 12 قتيلا، بالإضافة إلى قرابة 350 مصابا.
وقال شهود عدة إن عسكريين وأنصارا للرئيس اليمنى ارتدوا الزى المدنى، أطلقوا النار على آلاف المتظاهرين الذين كانوا يغادرون ساحة التغيير، حيث يخيمون منذ 21 فبراير الماضى باتجاه المقر الحكومى. وهتف المتظاهرون «الشعب يريد الزحف إلى القصر الرئاسى». وقال شاهد عيان آخر «إن قناصة مقنعين بشاركون فى الهجوم على المتظاهرين».
وسقط عدد من القتلى والجرحى فى عدة مدن أخرى فى الحديدة على البحر الأحمر، وفى ذمار، وتعز، وعدن، وأب. وقال صابر على، أحد المحتجين فى تعز: «لقد حدث الهجوم بينما كنا نردد: باق أسبوع واحد لك يا صالح»، فى إشارة إلى الرئيس اليمنى، على عبد الله صالح، الذى يواجه احتجاجات شعبية حاشدة، منذ مطلع العام الجارى، تطالب برحيله بعدما قضى أكثر من 3 عقود فى السلطة. وأفادت المصادر بأن اللواء على محسن الأحمر، قائد المنطقة الشمالية، التى تضم صنعاء والذى أعلن انشقاقه عن النظام والتحاقه بالمعارضة، نشر تعزيزات عسكرية حول الساحة بما فى ذلك جنود ومدرعات. وتسيطر قوات اللواء الأحمر على شمال صنعاء وغربها فى حين تسيطر القوات الموالية للرئيس على باقى أنحاء العاصمة. فى غضون ذلك، قال الناطق باسم المنسقية العليا لشباب الثورة ياسر الرعينى إن الأيام القادمة ستكون حاسمة بالنسبة للثورة اليمنية وإن أيام النظام باتت معدودة، وأشار إلى وجود برنامج تصعيدى «حاسم» سوف يبدأ تنفيذه الأسبوع القادم، ولكن لم يكشف عن تفاصيله.
فى الوقت نفسه، دعت المعارضة البرلمانية دول مجلس التعاون الخليجى والجامعة العربية والأصدقاء فى أمريكا وأوروبا إلى التدخل لوقف المجازر التى ترتكبها قوات «صالح» ضد المتظاهرين سلميا فى صنعاء وتعز والحديدة. وأضافت فى بيان إن «الدم الذى أريق لن يؤدى سوى إلى المزيد من عزم الشبان اليمنيين على تحقيق مطلبهم الأبرز، وهو إسقاط النظام». وتأتى أعمال العنف هذه غداة مناشدة قادة دول مجلس التعاون الخليجى الرئيس صالح توقيع الاتفاق الهادف إلى إخراج اليمن من أزمة سياسية مستعصية.