سيدة تخطت الستين بقليل، لم تكن تعرف أنها ستدفع حياتها ثمنًا لمعروفها، تعاملت بحسن نية مع زوجة شقيقها «سماح»، واستضافتها في منزلها أسبوعًا، وأقرضتها مبلغًا ماليا لظروفها المالية الصعبة، لكنها لم تكن تعرف أن «زوجة أخيها» قررت وهي في منزلها أن تسرق «ذهبها» الذي حددت مكانه في دولاب الشقة، وتذبحها.
بعدما ظلت المتهمة «سماح» أسبوعًا في منزل «أنوار»، تأكل وتشرب وتخرج ليلا في حلوان، وتستمتع بحسن الضيافة، عادت إلى منزلها في بني سويف، وفي يدها ألف جنيه أقرضتها لها شقيقة زوجها وعمة أولادها، لكنها قررت أن تعود مرة أخرى لأنوار تخفي سكينًا حادا وراء ظهرها.
عادت سماح إلى حلوان مرة أخرى، ودخلت على أنوار الستينية، وغدرت بها، سددت لها طعنتين في جسدها الضعيف، فسقطت غارقة في دمائها، لكنها لم تكف عن ذلك، فذبحتها لتتأكد من وفاتها، وفتحت عيون البوتاجاز واستولت على ذهبها وغادرت إلى بني سويف، حتى نجحت مباحث القاهرة في فك اللغز وضبطت المتهمة.
كان قسم شرطة 15 مايو تلقى بلاغًا من شرطة النجدة بمتوفاة بشقة كائنة بالطابق الثاني بالعقار رقم 7 المجاورة 11 حي ط دائرة القسم، حيث انتقلت مباحث القاهرة إلى محل الواقعة، وبالفحص عُثر على جثة «أنوار عتريس أحمد خميس» 62 سنة، ربة منزل ومقيمة محل البلاغ، مسجاة على ظهرها بأرضية غرفة النوم ترتدي ملابسها كاملة وبها إصابات عبارة عن جرح قطعي بالرقبة من الأمام للخلف، وطعنتين بالجانب الأيسر للبطن وأعلى الصدر، فيما تبين سلامة جميع منافذ الشقة.
وبسؤال زوج القتيلة أحمد سعد أحمد خميس 55 سنة، موظف بالمعاش، وصاحب مخبز كائن العزبة القبلية، دائرة قسم شرطة حلوان ومقيم بذات العنوان، قرر أنه حال عودته من عمله اكتشف مقتل زوجته على النحو المشار إليه وسرقة مبلغ مالي 43 ألف جنيه، كمية من المشغولات الذهبية عبارة عن غويشتين وخاتمين، وهاتفي محمول من داخل دولاب غرفة النوم، وأضاف أنه فور وصوله لمحل الواقعة تلاحظ له وجود رائحة غاز منتشرة بالمكان وتبين فتح مفاتيح موقد الغاز بمطبخ الشقة ونفى علمه بملابسات وفاتها، ولم يتهم أو يشتبه في أحد بارتكاب الواقعة.
ووجه اللواء محمد منصور مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، بوضع خطة بحث موضع للتنفيذ، برئاسة اللواء أشرف الجندي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وأثناء السير في إجراءات البحث أمكن التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة المدعوة سماح أنور عبدالله محمد، 45 سنة، ربة منزل ومقيمة شارع بن هارون من شارع الغمراوي في محافظة بني سويف، وهي زوجة شقيق القتيلة.
وعقب تقنين الإجراءات وبالتنسيق مع قطاع الأمن العام وأمن بني سويف تم استهدافها بمأمورية أسفرت عن ضبطها، بمواجهتها بالمعلومات والتحريات اعترفت بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه.
وقررت المتهمة في التحقيقات، بأنها نظرًا لمرورها بضائقة مالية وكثرة مديونياتها وعلمها بحيازة المجني عليها لمبالغ مالية ومشغولات ذهبية إبان الإقامة طرفها بمحل سكنها قرابة الأسبوع واقتراضها منها مبلغ مالي 1000 جنيه على سبيل المساعدة المادية فاختمرت في ذهنها فكرة قتلها والاستيلاء على ما بحوزتها من مبالغ مالية ومشغولات ذهبية، وفي سبيل ذلك توجهت لمسكن المجني عليها وأوهمتها بأنها كانت في قضاء بعض متطلباتها بمنطقة حلوان وقامت بالمرور عليها بقصد رؤيتها وأثناء استضافتها أحضرت سلاح ابيض «سكين» من المطبخ وأثناء تواجدهما بغرفة النوم باغتتها بعدة طعنات بالجسم ولتأكيد وفاتها قامت بطعنها في رقبتها حتى تأكدت من وفاتها.
وأفادت المتهمة بأنها استولت على ما بداخل الدولاب الخاص بالمجني عليها من مسروقات وقامت بفتح موقد الغاز في محاولة لإضرام النيران بالشقة لإخفاء معالم الجريمة وفرت هاربة.
وتم بإرشادها بمسكنها ضبط جميع المسروقات، وقررت بتخلصها من السلاح الأبيض المستخدم في ارتكاب الواقعة بإلقائه بالطريق العام، حيث تحرر عن ذلك ملحقًا للمحضر الأصلي، وتولت النيابة العامة التحقيق.