حذرت قيادات عمالية الدكتور كمال الجنزورى، المكلف بتشكيل حكومة الإنقاذ الوطنى، من اختيار وزير للقوى العاملة لا يلقى قبولا شعبيا، وهددت بتنظيم مليونيات عمالية حال إهمال رغباتها فى أن يكون الوزير الجديد من خارج المربع القديم الخاص بالحزب الوطنى المنحل. ووصفت القيادات أسلوب اختيار الوزراء الجدد بأنه فكر النظام البائد لافتقاده معيار الكفاءة وانحيازه إلى أهل الثقة كما كان يفعل مبارك وأعوانه.
وقال عبدالفتاح خطاب، الأمين العام المساعد للجنة المؤقتة لإدارة اتحاد العمال، إن الثغرة الجديدة فى الشارع المصرى ستكون بسبب غضب العمال.
وأضاف «عبدالفتاح»: كل الترشيحات التى تحدث عنها الجنزورى سيئة للغاية، مما ينذر بوزير صادم إذا استمر العناد من قبل الجنزورى.وتابع أنصحه بأن يرجع إلى صوابه ويقدم وزيرا عليه توافق عمالى وهذا ليس مستحيلا ويجب أن يتمتع الوزير الجديد بالنزاهة والطموح والقبول كما كان عليه الدكتور البرعى الوزير السابق.
فى حين اعتبر عبدالحميد بلال، النائب الأول لرئيس اللجنة المستقيل، أن الأجواء التى يتم فيها اختيار الوزراء لا تنذر بخير، قائلا: ربنا يسترها، الأمور ليست جيدة والاختيارات تأتى فى أجواء صعبة، محذرا من عودة الكيان العمالى المصرى إلى القائمة السوداء فى تصنيف منظمة العمل الدولية كما كانت عليه قبل الثورة.
وطالب كمال أبوعيطة، رئيس اتحاد العمال المستقل، الدكتور كمال الجنزورى بالإبقاء على الدكتور أحمد البرعى الوزير السابق، وقال إن البرعى أفضل وزير قدم للعمال إيجابيات لأن لديه رؤية وفكراً جيداً كما أنه جرىء وقوى ولا يخشى الفلول ولا ينتمى لهم. وحذر «أبوعيطة» رئيس الوزراء من تعيين وزير للقوى العاملة مرفوض من قبل العمال، وقال فى حالة اختيار أى وزير دون الرجوع إلينا سنمنع الجنزورى من العمل.
وقال يسرى بيومى، أمين صندوق اللجنة، لـ«المصرى اليوم» إن الدكتور الجنزورى مازال يتعامل بفكر النظام القديم وهذا واضح تماماً من اختياره للوزراء المرشحين مثل سيد البسطويسى الذى رشحه لتولى وزارة القوى العاملة بدلاً من الدكتور أحمد البرعى. وأوضح أن البسطويسى له تاريخ «معروف» فى تنفيذ السياسات الفاسدة للحزب الوطنى، فضلا عن المشاكل المادية التى تحيط به منذ كان مديراً للقوى العاملة بالجيزة، وهذا بالطبع يؤكد أن الاختيارات لا تبنى على الكفاءة والسمعة الجيدة ولكن لها معايير تتماشى مع سياسات النظام البائد. وتابع «بيومى»: نحن نشعر بخيبة الأمل من تشكيل الحكومات المتعاقبة التى يصر فيها النظام على اختيار فلول الحزب الوطنى وهذا يمكن أن يأخذ البلاد إلى منحدر لا يعلم مداه إلا الخالق.