اجتمع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان، بعضو الحزب الحاكم الصينى، أمين لجنة مراقبة وإدارة أصول الدولة، التى تدير 96 شركة وطنية، هاو بينج، والسفير الصينى بالقاهرة، سونج آيقوه، ورئيس مجلس إدارة شركة «cscec» الصينية، جوان كينج، لمتابعة موقف منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتى تتولى تنفيذها الشركة الصينية، فى حضور الدكتور عاصم الجزار، نائب وزير الإسكان للتنمية، والمهندس خالد عباس، نائب وزير الإسكان للمشروعات القومية.
وفى بداية الاجتماع، رحب «مدبولى» بالوفد الصينى، وقال: «استطعنا أن نضع مشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية، والذى تنفذه الشركة الصينية، موضع التنفيذ، بعد أن أمضينا فترة طويلة من المفاوضات، وكان لدىَّ حرص شديد على تنفيذ هذا المشروع لإيمانى واقتناعى بقدرة الشركة على تنفيذ هذا المشروع العملاق».
وأضاف: «بدأنا التنفيذ، وأتوقع أن أرى المعجزة الصينية تتحقق فى تنفيذ هذا المشروع، وأن تفوق معدلات التنفيذ معدلات أى شركة أخرى بما يتماشى مع قدرة الشركة، التى تُعد من كبرى شركات المقاولات فى العالم».
وأوضح «مدبولى» أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أعلن، منذ أيام، أن عام 2020 سيشهد افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة وعدد من المشروعات والمدن الأخرى، والرئيس يضع مشروع منطقة الأعمال المركزية ضمن المشروعات المقرر انتهاء جزء كبير منها فى هذا التاريخ، وطلب توجيه رسالة للشركة ببذل قصارى الجهد لإنجاز المشروع فى وقت قياسى، ليتم وضعه فى موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية.
وتابع: «تحدثت مع مسؤولى الشركة عن تنفيذ مرحلة ثانية من المشروع لكى يتم التوقيع عليها، بحضور الرئيس السيسى، خلال زيارته للصين فى سبتمبر المقبل، وطلبت من الشركة أن تعمل بأقصى طاقة ممكنة للانتهاء من المشروع فى أقصر فترة زمنية ممكنة لتلبية تطلعات وآمال الشعب المصرى، وعليها تكثيف معدلات العمل، وزيادة المُعَدّات والعمالة بالموقع».
وطلب رئيس الوزراء من أمين لجنة مراقبة وإدارة أصول الدولة الصينية المساعدة فى إنهاء إجراءات تمويل المشروع مع البنوك الصينية، قائلاً: «نحن كجانب مصرى، نفذنا التزاماتنا، وقمنا بتحويل المبالغ المالية المُكلَّفين بها، وأعتقد أن هذا المشروع سيكون العلامة المميزة لمستقبل مصر الحديث، كما كانت الأهرامات هى العلامة المميزة للتاريخ القديم، وفخر للشركة الصينية أن يُقال إنها أسهمت فى بناء مستقبل مصر».
وأشار «مدبولى» إلى أن منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة تضم 20 برجاً باستخدامات «سكنى، إدارى، تجارى، خدمات»، ومنها أعلى برج فى أفريقيا، بارتفاع نحو 385 متراً، وهذا المشروع يُعد نقلة حضارية كبرى، وسيوفر الآلاف من فرص العمل، وهناك اهتمام بالمسطحات الخضراء داخل المشروع، وتوفير أكبر قدر من الجراجات تحت الأرض، كما أن هناك 22 مكتباً استشارياً- من أكبر المكاتب العالمية- تعمل بالمشروع، موضحاً أنه يقع فى قلب العاصمة الإدارية الجديدة، وسيتم توفير كل الخدمات به، بجانب توفير أسس المدن الذكية والمستدامة.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن إجمالى مساحة المشروع مليون و710 آلاف متر مربع، حيث يقع على مساحة 195 فداناً، ويضم منطقة الأعمال المركزية الشرقية، المرحلة الأولى 520 ألف متر مربع، بينما يبلغ إجمالى مساحة الأبراج مليوناً و15 ألف متر مربع، وإجمالى مساحة التجارى والخدمات 230 ألف متر مربع، وإجمالى المساحة المبنية فوق الأرض مليون و245 ألف متر مربع، وإجمالى المساحة المبنية تحت الأرض 465 ألف متر مربع، موضحاً أن استثمارات هذا المشروع تُقدر بنحو 3 مليارات دولار، بقرض صينى، تسدد هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة 15% منه، كمقدمة، والـ85% الباقية يتم تمويلها من القرض بفترة سماح مدة الإنشاء، ثم السداد بعد ذلك على 10 سنوات.
من جانبه، توجه هاو بينغ بالشكر للدكتور مصطفى مدبولى على عقد اللقاء، قائلاً: «قبل الاجتماع بقليل، تحدثنا عن تعزيز التعاون والشراكات بين البلدين، وسنعمل على دعم مشروع منطقة الأعمال المركزية بمختلف الطرق، ونحن كلجنة مراقبة وإدارة أصول الدولة، ولدينا شركات مركزية كثيرة، نزور مصر هذه المرة لتفقُّد الشركات الصينية التى تتولى تنفيذ مشروعات مختلفة بها».
وأضاف: «علمنا أن مصر تهتم بمشروع منطقة الأعمال المركزية الذى تنفذه شركة (cscec)، ورئيس مجلس إدارة الشركة أبلغنا بأن المشروع مهم جداً، والشركة ستتبع أفضل الطرق لتنفيذه، فمن واجب شركتنا أن تنفذ المشروع على خير وجه، وبكامل الجودة، ولجنة مراقبة وإدارة الأصول المملوكة للدولة تدعم الشركة الصينية لتنفيذ المشروع وفق العقد المُبرم بين الطرفين، ونضمن تنفيذ المشروع وفق أحدث التقنيات، وسنجعله تحفة معمارية فى عصرنا».
وتابع: «سنقدم أفضل مشروع للرئيس السيسى ورئيس الوزراء، ونتمنى أن ننفذ المرحلة الثانية من منطقة الأعمال المركزية، وسنزور الموقع ونناقش الموقف التنفيذى للمشروع مع رئيس مجلس إدارة الشركة، وسندعم سرعة توفير تمويل المشروع، ونتمنى ألا يقتصر التعاون بين الدولتين على هذا المشروع فقط»، موضحاً أنه حسب الاتفاق بين رئيسى الدولتين، سنبذل جهودنا لدعم مختلف مجالات التعاون فى هذا المشروع وغيره، فعلاقات التعاون بين مصر والصين ممتازة جداً، ونتطلع لتعاون أفضل.