قانون الوردة (شعر)

كتب: فاطمة ناعوت الجمعة 03-08-2018 04:06

الحدائقيُّ.. يمضى إلى دارِه

عند الفجرْ.. مُحاذِرًا

أن يوقظَ الزهورَ الغافياتِ

■ ■ ■

غافيةً على أغصانِها

يتركُها.. عند خاصرةِ النيلْ

■ ■ ■

لو شاءَ المسافرُ.. لقطفَ حبيبتَه

كما يقطفُ طفلٌ زهرةً من غُصنها.. حتى تُدفِئ رحلتَه

نحو أقاصى الأرضِ والصقيعْ

■ ■ ■

لكن الطيبين.. يؤمنون

بأنَّ الزهرَ يفنَى

إذا انخلعَ من أرضه!

■ ■ ■

الطيبونَ.. طيبونْ!

لا يعرفون مكرَ الورودِ

ولا تناقضاتِ الزهرْ

ويجهلون قانون الوردة.

■ ■ ■

الورودُ.. تعرفُ.. لكنها أبدًا

لا تُنبئ الحدائقيينَ عن أسرارِها

■ ■ ■

الوردةُ. إن سُئِلَت

لاختارَت أن تسافرَ مع العشّاق

حتى وإن هجرتْ حضنَ الشجرْ

■ ■ ■

الوردةُ تعرفُ.. أنَّ الموتَ يكمنُ

فى انخطافِ الروحْ،

لا فى اختفاءِ الأرضْ

■ ■ ■

تقولُ زهرةٌ لحبيبِها:

خُذنى.. نائمةً بين كفّيك

أو.. زاهيةً يقِظَةً

فى عُروةِ قميصِكْ،

أو حتى.. ذابلةً فى كتابٍ

فوق وسادتِك

■ ■ ■

ذاك أن.. الذبولَ معكَ حياةٌ

والعطشَ إلى جوارك رِيٌّ ورَواءْ.