عقد الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، الثلاثاء، اجتماعًا وزاريًا رفيع المستوى؛ لمناقشة مسيرة مصر من أجل تحقق التحول في مجال التعليم، وذلك ضمن فعاليات القمة الوزارية الرسمية للابتكار التكنولوجى في مجال التعليم والشمول الرقمى «قمة الابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ٢٠١٨»، والمنعقدة لأول مرة في مصر بالشراكة بين الوزارة ووزارتى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتعليم العالى والبحث العلمى.
وصرح أحمد خيرى، المتحدث الرسمى باسم الوزارة، بأن شوقى استعرض خلال الاجتماع، الخطة الرئيسية لتطوير التعليم المصرى ضمن خطة بناء الإنسان المصرى، مؤكدًا أن هذه القمة تأتى بالتزامن مع حدث هام وهو انعقاد مؤتمر الشباب والذى تناول التعليم والصحة وإعادة بناء الإنسان المصرى، وإطلاق المشروع القومى لتطوير نظام التعليم الجديد، مؤكدًا على دعم القيادة السياسية لهذا المشروع.
وأشار شوقى إلى أن الإصلاح الذي نقوم به يرتكز على محورين: الأول يتم تنفيذه في مرحلة التعليم الأساسى، حيث يتم إحداث تغيير جذرى مثلما حدث في الدول التي تقدمت في مجال التعليم كسنغافورة واليابان وفنلندا، بوضع نظام تعليمى جديد تمامًا، حيث إنه لم يعد مجديًا إصلاح النموذج القديم، والذى يقدم مهارات لم تعد تصلح لهذا العصر.
وأوضح شوقى أنه تم الانتهاء من إطار جديد تمامًا للمناهج مبنى على فلسفة جديدة ومختلفة، لافتًا إلى أن هذا النظام الجديد سيبدأ تطبيقه بعد 4 أسابيع من الآن في الصفين الأول والثانى رياض أطفال والصف الأول الابتدائى، لافتًا إلى أننا نسابق الزمن في إعداد المناهج وتدريب المعلمين ونظام التقييم، مضيفًا أن المحور الآخر الذي تعمل عليه الوزارة يتعلق بموضوع القمة المنعقدة الآن، وهو التكامل بين التكنولوجيا والتعليم، ويتم تطبيقه على طلاب الصف الأول الثانوى، ويهدف إلى تطوير النظام الحالى.
وقال: «نظام امتحان الثانوية العامة الحالى أفسد النظام التعليمى في مصر، لأنه يهدف فقط إلى تحصيل الدرجات، وليس الفهم والتعلم، كما أنه يعتمد على أسئلة ذات إجابة نموذجية يقوم الطالب بحفظها، وعبر السنوات دمرت هذه العملية الإبداع، والقدرة على التفكير النقدى، وحل المشكلات، ومهارات الاتصال، لذلك قررنا تغيير نظام تقييم هذه المرحلة، وهو المشروع الثانى الذي نعمل عليه الآن، بتغيير طبيعة الأسئلة من أسئلة تقيس الحفظ إلى أخرى تقيس الفهم، واقترحنا أيضًا أن تكون الامتحانات (open book) للتأكد من فهم الطالب للمادة التي يدرسها، وهذا يعد تغييرًا ثقافيًا لطلاب هذه المرحلة وأولياء أمورهم، ومن أجل ذلك تم إنشاء مكتبة رقمية هائلة، وهى بنك المعرفة المصرى والذى يضم المحتوى المعرفى لأكبر دور النشر في العالم؛ حيث يضم دوريات علمية في كافة مجالات المعرفة، كتب ومجلات إلكترونية، ومناهج دراسية للتعليم الأساسى والجامعى، وقواعد بيانات، ومحركات بحث، ومكتبات رقمية للفيديو والصور وكذلك برامج للحاسبات في مجالات الرياضيات وغيرها، مؤكدًا أن المحتوى متاح لكل مواطن مصرى مجانًا».
وأشار شوقى إلى أنه تم ضخ محتوى علمى هام للتعليم الأساسى على بنك المعرفة من «ديسكفرى» وذلك باللغة العربية، كما تم شراء المنهج الأمريكى في العلوم والرياضيات من الصف الأول الابتدائى وحتى الثالث الإعدادى باللغة العربية، بالإضافة إلى الحصول على أفلام علمية شيقة من «يوريكا»، كما ألفت «بريتانيكا» دروسا للصفوف الأولى، وأعدت «ولفران» تطبيقات تفاعلية في الرياضيات من الصف الأول الإعدادى وحتى الثالث الثانوى، ودعا شوقى للعمل المشترك، مشيرًا إلى ضرورة أن يرتفع تصنيف المنطقة العربية والأفريقية في مؤشرات التعليم العالمية، مؤكدًا على ضرورة توطين المعرفة ومشاركتها وتبادل الخبرات.