وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، الاثنين، شكره للرئيس عبدالفتاح السيسي على رعاية المؤتمر والمعرض السنوي الدولي السابع للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لذوي الإعاقة، مؤكدا أن «هذا ليس بجديد على فخامته، حيث تكررت إشاراته ولفتاته الإنسانية لهم، بهدف دمجهم في المجتمع بتوفير العمل والكرامة، والدعم وتنبيه القوى الحية في المجتمع لضرورة الالتفات إلى أن حضارة المجتمعات تقاس بالطريقة التي تعامل بها أصحاب الاحتياجات الخاصة من أبنائها والأخذ بأيديهم وإعادة تأهيلهم للإسهام في التنمية وممارسة الحياة كمواطنين كاملي الأهلية».
وقال «أبوالغيط»، في كلمة خلال المؤتمر الدولي السنوي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتمكين ذوي الإعاقة، إن «جميعنا يعرف للأسف أن المنطقة العربية قد شهدت خلال السنوات الماضية حالة غير مسبوقة من الصراع المسلح والعنف الأهلي التي مزقت بعضا من أزهى حواضرنا ومدننا وخلفت وراءها من بين ما خلفت دمارا في الإنسان تفوق خراب العمران، وللأسف لا نملك أرقاما محددة عن أعداد أصحاب الإعاقة الذين راحوا ضحية هذه النزاعات الطاحنة».
وأشار إلى أنه «من المؤكد أن استعادة الحياة الطبيعية لهذه المجتمعات لابد أن يعالج هذا الجانب المهم والخطير من كلفة الحرب والنزاعات التي يتحملها بشر لا ذنب لهم فلا ينبغي أن يعاقب أصحاب الإعاقة أو الاحتياجات الخاصة مرتين، مرة بما يعانونه من عجز، ومرة بجحود المجتمع أو تقصيره في حقهم»، مؤكدا أهمية «تلك المبادرة التي يتبناها مؤتمرنا اليوم تحت شعار (دمج، تمكين، مشاركة) تأتي وليس هناك هدف يمكن أن تحققه تكنولوجيا المعلومات أكثر نبلا من دمج أصحاب الإعاقة وتمكينهم وتيسير سبل الحياة الطبيعية لهم»، لافتا إلى أنها مبادرة مصرية رائدة ومبتكرة اعتمدها مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات .
ولفت إلى أنه من المقرر أيضا أن يطلق مجلس الوزراء العرب الذي تترأس مصر مكتبه التنفيذي حملة إعلامية حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في 13 من ديسمبر المقبل، وهو الموافق لليوم العربي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وأعرب «أبوالغيط» عن أمنياته بالتوفيق لهذا المؤتمر الهام الذي ستتابع الجامعة العربية ما سوف يصدر عنه من توصيات توطئة لتعميم الفائدة على عموم الوطن العربي، معربا عن امتنانه للرئيس السيسي على رعاية هذا النوع من المبادرات النبيلة التي تضع التكنولوجيا في خدمة الإنسان، إذ لا رفعة للأوطان سوى بكرامة الإنسان.
وعقب ذلك، قامت منة الله مجدي محمد، إحدى متحدى الإعاقة وإحدى المكرمات في المبادرة الرئاسية للتدريب والتوظيف، بعرض البعض من النماذج المشرفة والملهمة التي استطاعت مواجهة الصعاب والتحديات ليثبتوا أن الثقة في الله واليقين والإرادة أساس أي إنجاز مع الأخذ بالأسباب ودور التكنولوجيا والعلم في مساعدة متحدي الإعاقة لجعلهم قادرين على الاندماج في المجتمع بشكل إيجابي.
بدوره، قال طارق حسام الدين، مهندس شبكات في إحدى شركات الاتصالات، إنه استطاع التغلب على الصعاب التي واجهته نتيجة إصابته بشلل رباعي بعد تعرضه لحادثة، مبينا أنه اخترع أداة للكتابة على لوحة المفاتيح والتي تم تسجيلها باسمه في ألمانيا لتسهيل الكتابة للأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى أنه استطاع عمل نظام خاص للتحكم في الأجهزة المنزلية عن طريق الهاتف المحمول وعمل أنظمة أمان داخل المنزل، لافتا إلى أنه عمل على تطوير هذا النظام للعمل عن طريق الأوامر الصوتية لتسهيل الحياة اليومية على متحدي الإعاقة.
وعقب ذلك، تم عرض فيلم تسجيلي بعنوان «منزلي»، حيث تناول الفيلم شرحا مبسطا عن منزل المهندس طارق وكيفية استخدامه للتكنولوجيا في حياته اليومية، وعرض الفيلم الأدوات المستخدمة في التحكم والإنارة وأدوات التدريب وأدوات الطعام والسرير الكهربائي فضلا عن نظام التشغيل الآلي وآدوات الكتابة ومستشعر الحركة.