«المحتوى الموحد» تصدر أبرز الملامح الرئيسية للنظام التعليمى الجديد، الذى أعلن عنه الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، ويضم «عربى ورياضيات وعلوم ودراسات»، إضافة إلى اللغة الإنجليزية والتربية الدينية والأنشطة، لافتا إلى أن بداية التطبيق الفعلى للنظام فى شهر سبتمبر المقبل، بمرحلة الطفولة المبكرة «KG1، وKG2»، والصف الأول الابتدائى، بجميع المدارس الحكومية والرسمية والخاصة إجبارياً.
وقال «شوقى»، فى تصريحات سابقة، إن النظام يأتى ترجمة لمواد الدستور للارتقاء بشخصية الإنسان المصرى والتأكيد على إتقان اللغة العربية، والقضاء على الأمية الهجائية والرقمية، تنفيذا لاستراتيجية الدولة 2030.
وأوضح أن التعليم يعانى من تنوع الشهادات وضعف بناء وشخصية الطلاب، وضعف القيم والولاء والانتماء، وتراجع مستوى الخريجين، بسبب الاهتمام بالدرجات وليس الفهم، ما أدى إلى تراجع تصنيف مصر التعليمى عالمياً، مضيفا أنه لا توجد دولة فى العالم تدرس المناهج بلغة أخرى غير لغتها الأساسية إلا مصر، بسبب الوجاهة الاجتماعية.
وأضاف: «سيتم توحيد الدراسة بالنظام الجديد باللغة العربية سبتمبر المقبل، فى الفترة من رياض الأطفال حتى الصف السادس الابتدائى بجميع المدارس الحكومية والرسمية عربى ولغات، حتى يتقن الطلاب اللغتين العربية والإنجليزية بكفاءة، وسيتم تحويل جميع المدارس الحكومية والرسمية لمدارس لغات، لتنافس المدارس الخاصة والدولية، بداية من الصف الأول الإعدادى، وتقرر تأجيل تطبيق المناهج العربية بالمدارس الرسمية لغات لمدة عام واحد فقط، وتخضع للمناهج الجديدة بداية من سبتمبر 2019، فيما تواصل المدارس الخاصة لغات دراستها باللغة الإنجليزية لأنها غير حكومية».
وتابع: «الطلاب الملتحقون برياض الأطفال بالنظام التعليمى الجديد حين يصلون للمرحلة الثانوية سيتم إلغاء نظام العلمى والأدبى، وستكون أمام الطالب مجموعة كبيرة من الاختيارات، منها مجموعة اللغات أو التكنولوجيا أو دراسة (الروبوتات) وتطبيقات الحاسب ومجموعات العلوم، ويشمل النظام الجديد عدم وجود امتحانات لجميع الطلاب بمرحلة الطفولة المبكرة (من رياض الأطفال حتى الصف الثالث الابتدائى)، وسنجرى اختبارات تطبيقية لقياس مهارات الفهم والاستيعاب بدلا من الحفظ والتلقين، مع اعتماد نظام التقديرات الملونة (ممتاز، جيد جدا، جيد، مقبول، ضعيف، ضعيف جدا)، وكل تقدير له لون محدد لتحديد البرامج اللازمة لرفع مستوى التلميذ، خاصة برامج الهجائية والقرائية والحسابية».
وأوضح «شوقى» أن جميع الطلاب القدامى بالمدارس الرسمية للغات لن يتم تعريب العلوم والرياضيات لهم، وسيكملون دراستهم باللغة الإنجليزية، ولن يتم إلغاء المدارس التجريبية المتميزة، وستظل نموذجا أقل فى الكثافة وأكثر فى الأنشطة، كما أن جميع الطلاب بالمدارس الحكومية من الصف الثانى الابتدائى حتى الثالث الإعدادى لن يخضعوا لنظام التعليم الجديد، وسيتم تخفيف المناهج بنسبة كبيرة لتلائم الخريطة الزمنية مع توفير وسائل تعليم رقمية وجذابة مجانية، لتساعدهم على الدراسة، حتى يتم انتهاء نظام التعليم القديم عام 2026 مع تخرج آخر طالب بالمراحل المختلفة.
واستعرض طارق شوقي، آليات تطوير منظومة التعليم، قائلا: «إن الأطفال هم ثروة مصر الحقيقية ونسعى لمواجهة كثافة الفصول».
وأضاف «شوقي» خلال الجلسة الثانية من المؤتمر الوطني السادس للشباب التي حملت عنوان «استراتيجية تطوير التعليم» بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، السبت: «إن المسافة بيننا وبين العالم الخارجي في ازدياد؛ نتيجة تطور المناهج التعليمية».
وتابع: «إن 22 مليون طالب يتحركون يوميا من وإلى المدارس وهي أعداد كبيرة للغاية»..مشيرا في الوقت ذاته إلى أن منظومة التربية والتعليم تحتوي على مليون و300 ألف معلم.
وأستشهد بالتقدم الحاصل في التعليم بسنغافورة، موضحا أن لديها 720 ألف طالب فقط وبها 32 ألف معلم كما أن فنلندا المتقدمة بها مليون طالب و67 ألف معلم، قائلا:«علينا المقارنة بين الأرقام وحجم التكلفة بهذه الدول».
وأوضح «شوقي» أن التلاميذ والمعلمين والإداريين والعمال منظومة ضخمة تشكل 40% من الجهاز الإداري للدولة في وزارة التربية والتعليم.
وعن أنواع المدارس، قال وزيرالتربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي: «إن السواد الأعظم من المدارس المصرية هي الحكومية المجانية وتمثل 68% من مجموع المدارس في مصر، والمدارس الخاصة وخاصة اللغات 12%، والمدارس التجريبية» لغات 1%، والمدارس الدولية أقل من 1%
وأضاف «شوقي»: «نحن نستهدف تطوير التعليم في كافة المدارس الحكومية، وسيكون التركيز على الذين يحصلون على جودة تعليم قليلة جدا وغير مناسبة»..مشيرا إلى أن المشاكل كثيرة جدا سواء في الكثافة أو البنية التحتية أو أحوال المعلمين.
وتابع وزير التربية والتعليم: «إن الأهم من ذلك كله هو ضعف الوضع في الهوية المصرية والأنتماء عند الأجيال الجديدة» ..قائلا: «إن الهدف الأصلي من المنظمة الجديدة أن يكون لدينا تعليم حقيقي ومهارة حقيقية لأننا جميعا مسئولون عما أصاب أولادنا سواء على مستوى الأسرة والدولة والقرارات التي اتخذت في حقهم».
وأشار «شوقي» إلى أن مصر حصلت عام 2013 على المركز الأخير في التصنيف العالمي لجودة التعليم.. موضحا أن مصر حصلت في عام 2018 على المركز 133 من 137 في جودة التعليم الأساسي.
وقال: «إنه عام تلو الآخر نخسر حوالي 700 ألف طالب يدخل الجامعات دون مستوى تعليمي جيد»، مضيفا: «إن الثقافة العامة للتعليم الحالي تبحث عن الدرجة والمجموع فقط، حيث إن هذا هو الدافع الأساسي لأولياء الأمور للضغط على أبنائهم الطلبة».
وتساءل «شوقي»: ماذا نريد من التعليم في مصر؟ شهادة بدون تعلم أم مهارات حقيقية أم الاثنين ؟، موضحا أن هناك دولا نجحت في أخذ الاثنين معا ومن الممكن لمصر أن تتقدم بأجيالها وتحقيق هذا الهدف.
وأضاف: «إن وزارة التربية والتعليم تحتاج إلى الأسرة أن تعمل معها وأن تكمل ما تبنيه المدرسة، ولابد للإعلام أن يصدر نماذج وقدوة ورموزا غير التي ترى اليوم، فهي مسئولية مشتركة للجميع».
وأوضح أنه سيتم بناء نظام تعليمي جديد بمصر مثل «سنغافورة وكوريا وأندونيسيا»، وهذا الذي سيبدأ العام الحالي في شهر سبتمبر القادم للأطفال المصريين.. لافتا إلى أنه سيتم أيضا تحسين المنتج التعليمي للطلبة في النظام القديم.
واستعرض «شوقي» أفكار النظام التعليمي الحديث، قائلا «نحن نتحدث عن أمرين بناء المستقبل وتحسين الحاضر، فتحسين الحاضر ينحصر في مجموعة السنوات تبدأ من الصف الثاني الابتدائي وحتى الثانوية العامة حيث سيتم تغيير نظام التقييم في الثانوية»..قائلا: «سنبدأ اعتبارا من العام الدراسي المقبل 2018 / 2019 بثلاث سنوات(مرحلتا رياض الأطفال وأولى ابتدائي) والعام التالي (الصف الثاني الابتدائي حتى الثانوية العامة).
وقال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني طارق شوقي، إنه سيتم إلغاء نظام الثانوية العامة في عام 2020 -2021، مبينا أنه سيتم حل 50% من المشكلات الحالية في التعليم بحلول عام 2020-2021.
وفيما يتعلق بتحسين الوضع الحالي في منظومة التعليم، أكد «شوقي» أن نظام الثانوية العامة الحالي يشكل ضغطا كبيرا على الطالب المصري، معتبرا أنه لا يمثل تقييما حقيقيا لمستواه.
وأوضح وزير التعليم، أن التغيير الأساسي في منظومة التعليم يتمثل في تغيير الطريقة التي يتم بها قياس مهارات الطلاب واستيعابهم، منوها بأن التغيير الحقيقي سيركز على فكرة معالجة التلقين والحفظ من أجل تحقيق أكبر قدر من الاستفادة والتعلم للطلاب.
وأضاف أنه سيتم تغيير شكل أسئلة الامتحان بما يكشف استيعاب الطلاب وفهمهم للمناهج التعليمية وليس الحفظ والتلقين، مشيرا إلى أن نظام «التابلت» والشبكات ما هو إلا وسيلة لتحقيق الهدف من تغيير نظام الامتحانات.
قال وزير التربية والتعليم طارق شوقي، إننا نستخدم التكنولوجيا لحل مشاكل مزمنة في الامتحانات، موضحا أن إدارة امتحان قومي مثل الثانوية العامة يكلف مليار و300 مليون جنيه عن طريق مكافآت ومنع محاولات الغش والتسريب وتأمين الامتحان.
وأضاف «شوقي» سنقوم بتغيير شكل أسئلة الامتحان مع زيادة فرص الامتحان، كما سيكون هناك بنوك للأسئلة لوضع أسئلة الامتحانات.
وردا على سؤال حول ما إذا كان «التابلت» سيكون مقابل رسوم معينة على الطلاب أم سيوزع مجانا، قال «شوقي» إن التابلت سيكون دون رسوم وعلى نفقة الدولة بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأشار إلى أن 2530 مدرسة يتم توصيلهم بشبكات داخلية، ويكون «التابلت» مع الطلبة بالأضافة إلى شاشات تفاعلية في كل فصل من هذه المدارس، منوها بأن الرئيس أمر بان كل مدرسة توصل بالألياف الضوئية للفايبر، وتم توصيل 700 مدرسة منهم، لافتا إلى أن القوات المسلحة ووزارة الاتصالات ساهموا في توفير أجهزة «التابلت».
وأوضح أن الأنترنت لا نحتاجه داخل الفصل، والطالب عليه الحضور للتعلم فقط، مشيرا إلى أن التابلت لن يتم استرداده من الطالب وسيكون هناك تأمين كامل له، لافتا إلى أن التوصيلات التي ستتم بالمدارس ستكون في مراكز الشباب وقصور الثقافة.
ونوه «شوقي» بأنه تم اختيار أغلى منتج عالمي من التابلت وسيكون في أيدي 750 ألف أسرة مصرية، مضيفا نحن نريد إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتكون شهادة التربية والتعليم ذات معنى، كما أن تقييم الطالب بشكل حقيقي هو هدفنا في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن هناك دولا مثل فنلندا عبرت عن اعجابها بهذه التكنولوجيا الموجودة في مصر وتريد تطبيق هذه التجربة، كما أن 25 وزيرا للتعليم سيحضرون إلى مصر الأثنين المقبل لرؤية هذه التجربة.
ووجه «شوقي» الشكر للرئيس السيسي على إيمانه بهذا الهدف، مضيفا أن :«القيادة السياسية تؤمن بتوفير خدمة تعليمية متميزة للطالب المصري»، ونوه وزير التربية والتعليم بأنه تم شراء كتابي «الأضواء» و«سلاح التلميذ» من الأبتدائية إلى الثانوية العامة للطلبة مجانا.
وأوضح وزير التعليم طارق شوقي، أنه سيتم توفير المناهج والكتب الدراسية إلى جانب نظام التابلت لطلبة الصف الأول الثانوي، مؤكدا حرص الوزارة على توفير مصادر تعلم رقمية لجميع الطلاب في مختلف السنوات الدراسية.
وحرص الوزير على عرض فيلم علمي بعنوان «تخليق البروتين»، للإشارة إلى الاستفادة من الافلام العلمية في منظومة التعليم ودورها في تغيير طريقة استيعاب الطلاب للمناهج الدراسية.
وقال «شوقي» إنه سيكون هناك أكثر من 7 آلاف فيلم علمي لشرح المناهج التعليمية، وذلك ضمن منظومة التعلم الإليكتروني الجديدة، لافتا إلى أن منصة التعليم الإليكتروني ستوفر للطالب المناهج المختلفة بشكل مميز.
وأضاف «شوقي» أن وزارة التعليم تسعى لدفع الطالب المصري على الفهم وليس الحفظ من خلال توفير كافة مصادر التعلم، مؤكدا حرص الوزارة على محاربة ظاهرة الدروس الخصوصية من خلال مصادر التعليم الجديدة.
وبخصوص التعليم الفني، أوضح وزير التعليم أنه سيتم تطويره عن طريق تطبيق سلسلة مدارس التكنولوجيا التطبيقية، لافتا إلى أن الصناعات المصرية أظهرت رغبة في الشراكة مع الدولة لتطوير التعليم الفني.
وأشار وزير التعليم، إلى أن تنسيق الطلاب في التعليم الفني سيشهد نقلة مختلفه بحلول عام 2019، مضيفا أن التعليم الفني سيعتمد على رغبة الطالب في الالتحاق به.