السيسي: «اللي ألحدوا اهتزوا واتلخبطوا نتيجة اللي إحنا فيه»

«مستعدين تقبلوا سلوكيات لا تليق في التليفزيون والسينما وبعدين تقولوا حرية إبداع؟»
كتب: محسن سميكة السبت 28-07-2018 17:23

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء السبت، في جلسة استراتيجية بناء الإنسان المصري في المؤتمر الوطني السادس للشباب، والذي يقام في جامعة القاهرة، حيث توجه بكلمة لشباب مصر، قائلًا:«إجراءات الإصلاح أمامنا وواضحة ونستطيع تنفيذها».

وأضاف السيسي خلال الجلسة أن «التحدي الكبير هو بناء الإنسان، وهو تحدي الإنسانية كلها، تصدى له فقط ربنا والأنبياء والرسل»، مُضيفا: «صياغة الإنسان وبنائه بقيم رؤية رسالة الرسالات، وعندما نتحدث عنها اليوم، للوقوف أمام أنفسنا بصراحة وموضوعية بأننا نحتاج للتحرك تحرك قوي وفاعل في إعادة صياغة الشخصية المصرية لكي تتطور بما يليق بمتطلبات العصر والإنسانية».

وتابع الرئيس السيسي: «انتوا مصدقين أن في حالة استهداف حقيقية لينا ولا لأ.. خلال سنوات طويلة ماضية تم استهداف الإنسان المصري بكل ما تعنيه الكلمة، ونتيجته أصبحت صعبة علينا.. احنا مستعدين ندفع فاتورة الإصلاح ده ولا لأ ؟».

وتحدث الرئيس السيسي عن بناء الإنسان والأمة، قائلًا: «عاوزين تغيروا بلدكم.. طب أنتوا مستعدين تدفعوا التمن ده!.. أنا بتكلم عن التعليم، طب لما تيجي تتكلم عن الخطاب الديني، أنتم خايفين لنضيع الدين، هو اللي إحنا فيه ده فيه أكتر منه ضياع للدين».

وتابع الرئيس: «يعني عاوز أقول لكم هي الحرب استثناء ولا أصل، الحرب استثناء، لكن لما يكون فكر أمة مبني على الحرب فقط، يعني فهمها في فترة الـ100 أو الـ 200 سنة الأخيرة إن الحرب هي الأصل والاستثناء هو السلام، معقول فيه فهم ديني كدة، وأنتم خايفين إن إصلاح الخطاب يضيع الدين، هو فيه ضياع للدين أكتر من كده».

واستطرد السيسي قائلًا: «اللي ألحدوا دول ناس اهتزوا واتلخبطوا نتيجة اللي إحنا فيه ده، الناس دول مصدقوش إن الخالق العظيم نزل أديان تهد الدنيا، فهل أنتم مستعدين تغيروا الخطاب الديني ولا خايفين لنضيع الدين، طب مستعدين لتعديل القيم الأخلاقية، طب مستعدين تقبلوا في التليفزيون في السينما والمسرح سلوكيات لا تليق، وبعدين تقولوا إبداع وحرية إبداع، في خيط رفيع، عاوزين تصلحوا ولا مش عاوزين«.

ووجه الرئيس حديثه لجموع الشعب المصري عندما تحدث عن بناء الإنسان، قائلًا: «أنا بقول الكلام ده لكل موظف وكل مدرس وكل رجل دين وللبرلمان، عملية بناء الإنسان المصري هي عملية مجتمعية وليست عملية حكومية».

وأكد الرئيس السيسي أن «محدش يفهم إننا معانا عصايا سحرية لبناء الإنسان، دي عملية فيها تفاعل شديد بين الإصلاح وبين المجتمع، اللي المفروض يكون مستعد للإصلاح ويدفع تكلفة الإصلاح«.

وتحدث الرئيس عن عدد من القضايا، أبرزها بناء الإنسان المصري، كما تطرق إلى المخططات التي تحاك ضد مصر وشعبها، قائلًا: «إحنا دخلونا في أمة ذات عوز، أمة الفقر، دخلونا فيها، ولما أجي أخرج منها، يقلك هاشتاج ارحل يا سيسي، أزعل ولا مزعلش، في دي أزعل«.

وأضاف: «لازم نخرج من العوز اللي إحنا فيه، العوز العلمي والاقتصادي والمعنوي والاجتماعي اللي دخلنا فيه، أوعوا تفتكروا إننا هنقدر نخرج منه بالحكومة أو بأي حد، لازم كلنا نحط إيدينا في إيد بعض».

وتطرق في حديثه لارتفاع نسب الطلاق وتأثيرها على المجتمع، قائلًا: «بتقولوا القوانين والتشريعات، طب أنتم شايفين القضايا المجتمعية اللي عندنا، يعني مثلا قالوا نسب الطلاق 44%، يعني كل 100 حالة زواج يحصل فيها تقريبا 50% طلاق، إذا كان بيقولوا في 9 مليون طفل بدون أب وأم بشكل مباشر، وفي كمان 15 مليون طفل بدون أب وأم بشكل غير مباشر، يعني انفصال غير موثق خفي، هل تتصدوا كمجتمع ولا لأ«.

وأضاف الرئيس: «أنا لما طلبت يتعمل تشريع لتوثيق الطلاق هوجمت، على الأقل مع التطور اللي حصل في المجتمع والحياة الإنسانية كلها على مدى 1400 سنة ميحقليش كمجتمع مش كرئيس إني أحمي المجتمع!.. أنتم عاوزين تحولوا الـ9 مليون طفل والـ 15 التانيين لإيه، هل ده مجتمع فيه استواء ولا احنا رايحين لعدمية».

وأكد السيسي قائلًا: «إذا كنتم عاوزين تسلموا لأولادكم وللشباب صورة حقيقية جديدة للهوية المصرية التي تتحدى عصرها، أبدا أنا لا استدعى الماضي رغم احترامي له، ولكننا نحتاج لهوية وطنية تستطيع التعامل والتفاعل مع الواقع وتطوره»، مشيرصا إلى أن «الإشكاليات الموجودة في الأديان كلها، مش قادرة تصدق إن اللي خلق الدين ربنا واللي عمل التطور والإنسانية ربنا، فبيصطدم، وتقول أخلى فهمي للنصوص يتوافق مع الواقع الجديد الذي نعيشه تصدوا للأوليين نجحوا، ولما نجحوا مجتمعاتهم أصبح عندهم حصانه ومناعة ضد الضياع، أصبح المجتمع متناسق وقوي».

واستطرد الرئيس السيسي قائلًا: «عملنا عزل لأنفسنا.. الراجل المتدين شكل والمواطن العادي بقى شكل تاني وهو لا فرق بينهم، كل ما يكون فهمه الديني مناسب، سيكون سلوكياته وممارساته مع نفسه ومجتمعه مناسبة وجيدة.. ولازم تصدقوا إنهم عاوزين يضيعونا.. احنا دخلنا تجربة وربنا أراد أنها لم تكتمل.. مش عشان احنا شاطرين أو الجيش تدخل أو السيسي وقف، ولكن أن ربنا قال لأ«.

واستكمل: «فيه مكر يقدر يزيل الجبال، أوعوا تتصورا أن البشر بسيط، العقول البشرية وتطورها وفنون المكر والقيد بقت شديدة الغموض والتخفي، ولما أجي أقولكم كده تطلعوا 21 ألف إشاعة أنتم بتعملوا إيه.. بتداولكم للموضوع جزء من الإساءة لقدراتكم ولهزيمة أنفسكم».

وتابع:«اللي اتعمل واللي هيتعمل رضيتوا بيه أو ما رضيتوش بيه هقابل بيه ربنا وأرجو أن يقبله منا، احنا كحكومة بنحط سياسيات واستراتيجيات نجري على تنفيذها، وأن المتجه العلمي والتخطيط العلمي والمسار العلمي لابد أن يستمر وينفذ، وعملية الإصلاح لا تنتهي في سنة أو اثنين وخمسه ولكنها مستمرة لأنها تتعلق بالإنسان».