إسرائيل وسوريا اليوم وأمس وغداً.. «الأخيرة»

أسامة الغزولي الجمعة 27-07-2018 02:46

هناك ثلاث قوى عظمى تتقاسم التأثير على مصائر الشرق الأوسط، وعلى مستقبل العلاقات بين إسرائيل وسوريا، والتى تبدو اليوم قريبة من استعادة توازنها.. القوة الأولى نعرفها جميعا ولا خلاف عليها وهى الولايات المتحدة. والقوة الثانية هى روسيا التى لها التأثير الأكبر على الداخل السورى عسكريًّا، وإن كان التأثير السياسى الأول فى البلاد هو للرئيس بشار الأسد، الذى يمتلك وحده حق إسباغ الشرعية على الوجودين العسكريين الروسى والإيرانى.

ولا يمكن اعتبار إيران و/أو تركيا ضمن القوى العظمى فى سوريا وفى المنطقة. فالبلدان يرزحان تحت قيود بالغة الثقل. لم تعد تركيا مهمة كحائط صد للطموحات الروسية. وتركيا لا يحركها طموح إقليمى بقدر ما يحركها الخوف من التفكك تحت ضغط الانفصالية الكردية، ولهذا فحركتها لا تسعى لتحقيق ربح بقدر ما تسعى لتجنب خسارة. أما إيران فحركتها الإقليمية هى على حساب الاحتياجات المعيشية للمواطن الإيرانى، ودفاعها عن الرمزية الوطنية الفلسطينية فى القدس بقمع اللبنانيين والسوريين وبتهديد دول الخليج ليس مقنعا لمواطنيها الشيعة، الذين لا أظنهم متحمسين للمسجد الأقصى الذى بناه عمر بن الخطاب وجدده ووسعه الأمويون.. الشيعة يكرهون عمر والأمويين، كما هو معروف، ويقال إنهم يؤمنون بأن الأقصى موجود فى السماء الرابعة، وليس على أرض فلسطين.

وقد انكشف حجم إيران الحقيقى عندما اقترح نتنياهو على بوتين فى لقائهما الأخير أن يجعل واشنطن ترفع عن موسكو العقوبات المفروضة عليها بسبب سياساتها إزاء أوكرانيا مقابل أن تدفع روسيا بالقوات الإيرانية بعيداً عن الحدود مع إسرائيل.

وعلى الرغم من شكوك العسكريين الأمريكيين والإسرائيليين فقد يفعل نتنياهو ذلك بقوة علاقاته مع إمبراطور القمار العالمى شيلدون أدلسون، الذى يحرك ترامب منذ مول حملته الانتخابية كما يمول الجمهوريين فى مجلسى الكونجرس. وبالتالى، فأدلسون وزوجته ميريام هما القوة العظمى الثالثة فى منطقتنا.

ولا تستغرب، فأدلسون هو من شجع ترامب على أن يطوى صفحة من صفحات الرعب النووى، ويمهد لبزوغ عالم جديد بالصلح مع كوريا الشمالية، وهى خطوة ضرورية لعلاقات أفضل بين عملاقى العالم الجديد الصين وأمريكا. لماذا فعل أدلسون ذلك؟ لأنه يريد أن ينشئ كازينو قمار عملاقا فى كوريا الجديدة. إنها الفوضى فى قلب النظام أو النظام فى قبضة الفوضى.