عقوبات الجامعة العربية تهدد بانهيار الدراما السورية

كتب: محسن حسني الإثنين 05-12-2011 15:06

أثار قرار معاقبة سوريا اقتصاديا، والذى أعلنته الجامعة العربية مؤخراً من خلال 14 بنداً، أهمها إيقاف عمليات التبادل التجارى الحكومية مع نظام الأسد، باستثناء السلع الاستراتيجية، جدلاً واسعاً داخل الأوساط الفنية والإعلامية فى ظل احتمال وصول هذا العقاب إلى عمليات شراء المسلسلات السورية وعرضها عبر الفضائيات المصرية والعربية، خاصة أن عدداً من القنوات المصرية مثل «النهار» و«cbc» اعتادت فى الفترة الأخيرة على عرض أعمال سورية.

«المصرى اليوم» اتصلت بالتونسى صلاح مهاوية، رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية، لمعرفة ما إذا كانت العقوبات تشمل المنتج الفنى أم لا، لكن مهاوية رفض التعليق على الموضوع، فى حين أكد المنتج إبراهيم أبوذكرى، رئيس اتحاد المنتجين العرب، الذى يعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية، أن القرار حدد المنتجات الحكومية فقط، وبالتالى يسرى على الأعمال التى ينتجها التليفزيون السورى، بينما لا يطبق قرار الحظر على الأعمال التى ينتجها القطاع الخاص هناك.

أضاف «أبوذكرى»: اتحاد المنتجين العرب وظيفته حماية منتجات الأفراد والمجتمع المدنى والشركات الخاصة وبالتالى سنقف بكل قوتنا ضد أى قرار ضد الإنتاج السورى الخاص، لأن العقوبة من الأساس ضد نظام الأسد الدموى، وليست ضد المبدع أو الشعب السورى.

وقال «أبوذكرى»: عند صدور القرار استدعيت عدداً من المسؤولين فى لجنة صناعة السينما بسوريا واتحاد الإعلاميين السوريين ومكتب اتحاد المنتجين العرب فى دمشق وناقشنا الأمر واتفقنا على أننا كاتحاد ليس لنا علاقة بهذا القرار السياسى، الذى يطبق على الحكومات بينما القنوات وشركات الإنتاج الخاصة فى سوريا لا يسرى عليها هذا القرار.

وأشار «أبوذكرى» إلى أنه بصدد الاتفاق على إنتاج عمل درامى مصرى سورى مشترك عن مشاكل المرأة العربية، مؤكداً أنه سواء طالت الأزمة السورية أو قصرت، فإن سوريا ستعود لوضعها الطبيعى لأنها بلد عربى وعضو بالجامعة العربية.

وأكد محمد هانى، رئيس قناة«cbc»، أنه سيلتزم بالقرار فى حالة وجود صيغة قانونية مصرية تمنع شراء الأعمال السورية، مشدداً على أن الفن ليس ملكاً لنظام سياسى، ولكنه ملك للشعوب.

وقال «هانى»: على الجامعة العربية أن تعاقب النظام السورى، لكننا سنقف ضد معاقبة الشعب السورى، ويكفيه ما لحق به من دمار كما أن عقاب النظام السورى يجب ألا يصل إلى الشركات الخاصة إلا إذا كان العمل موجهاً سياسياً لخدمة نظام الأسد، ونحن بطبيعة الحال لا نشترى الأعمال الموجهة سياسياً، ونكتفى فقط بالأعمال، ذات الأبعاد الاجتماعية.

وأشار «هانى» إلى أن«cbc» لديها عدة أعمال سورية اشترتها قبل صدور هذا القرار وسيتم عرضها تباعا، موضحا أنه ليست له علاقة بالقرار الذى يطبق على الإنتاج الحكومى السورى فقط.

من جانبها، قالت سارة الطباخ، مديرة التسويق بقناة «النهار»: الأعمال الدرامية السورية لا تدخل ضمن اهتمامات القناة بشكل عام، وإن كانت «النهار» عرضت من قبل عملاً سورياً فهذا لا يعنى أن المسلسلات السورية من المكونات الرئيسية لديها، لأن هدفنا الأول تدعيم المسلسلات المصرية ونعرض إلى جانبها مسلسلاً تركياً لأن الدراما التركية شعبيتها فى تزايد مستمر.

وأكدت «سارة» أن العقوبات مفروضة على النظام السورى، وبالتالى تنسحب على جهات الإنتاج الحكومية، لكنها لا تشمل القطاع الخاص بسوريا، وبالتالى لا مانع من شراء مسلسلات إنتاج خاص، موضحة أن الشركات الخاصة لو تم تطبيق القرار عليها ستتكبد خسائر كبيرة وهو ما يرفضه الجميع، لأن العقوبات ضد النظام وليست ضد الشعب.